لا يمكن ذكر مدينة "حماة" دون استحضار صورة النواعير الدائرة كالأفلاك يشقها نهر "العاصي" ومنها ناعورة "الجسرية" التي تقع في أجمل مكان وسط المدينة.

مدوّنةُ وطن "esyria" بتاريخ 5 كانون الثاني 2020 التقت المهندس "كمال النشار" مدير سياحة "حماة" ليحدثنا عن الناعورة فقال: «تعد ناعورة "الجسرية" إحدى أكبر نواعير مدينة "حماة" يؤمّها السياح لأنها تجاور حديقة "أم الحسن" العامة وجسر "المراكب"، وما يضيف إلى جمالها فتنة أكثر هو النبات الخضر المتسلق الذي يعلوها من أسفلها لأعلاها.

تعرضت الناعورة نتيجة الأعمال الجوية وانقطاع مياه "العاصي" لفترات متقطعة؛ لتلف في أخشابها ما أدى لتصدعها وتساقط أجزاء منها. الناعورة التي يزيد قطرها على خمسة عشر متراً شملت تغيير 32 وشاحاً و18 عوداً باستخدام خشب الحور واستبدال 19 من الدوائر الداخلية للناعورة و21 خارجية باستعمال خشب الكينا

وهذه الناعورة من ضمن مجموعة نواعير الجسريات التي تتكون من أربع نواعير وهي: ناعورة "الجسرية والمأمورية والمؤيدية والعثمانية" وتعتبر هذه المجموعة من أجمل النواعير في العالم».

جزء من امتداد ناعورة الجسرية

يتابع عن عمل الناعورة ومكوناتها: «هي آلات مائية خشبية تدور بالقوة المائية، وتتكون من دولاب خشبي، وتنقل الماء منه بواسطة صناديق عددها ستة وتسعون صندوقاً تبدأ قناطرها الحجرية من موقع الناعورة حتى تصل إلى جامع وحمام "العبسي" شرقاً.

فوظيفتها الأساسية بالإضافة لجمالها وجذبها للسياح هي حمل المياه لمستوى أعلى من مستوى النهر لتيسير الاستفادة منه نظراً لانخفاض مجرى نهر "العاصي" في أراضي المدينة عن مستوى الحوض الذي ينساب منه، كانت الناعورة هي الوسيلة المناسبة لري الأراضي فهي تدور دورة كاملة كل عشرين ثانية تعطي خلالها 2400 لتر من الماء في كل دورة».

جزء من الناعورة

يضيف مدير دائرة النواعير "محمد سبع العرب" عن ترميم الناعورة: «تعرضت الناعورة نتيجة الأعمال الجوية وانقطاع مياه "العاصي" لفترات متقطعة؛ لتلف في أخشابها ما أدى لتصدعها وتساقط أجزاء منها.

الناعورة التي يزيد قطرها على خمسة عشر متراً شملت تغيير 32 وشاحاً و18 عوداً باستخدام خشب الحور واستبدال 19 من الدوائر الداخلية للناعورة و21 خارجية باستعمال خشب الكينا».

سياحة داخلية مجانية

عن طريقة الترميم يكمل: «تم استبدال الإكليل بالكامل باستخدام أخشاب الكينا والجوز والصنوبر حيث يتم تنفيذ أعمال الترميم من قبل ورشة متخصصة تشمل تصميم، وتنفيذ مجسمات خشبية مطابقة للقطع المهترئة بالطول والحجم نفسيهما ومعالجتها بمواد عازلة لزيادة متانتها، ومقاومتها للتغيرات الجوية ومن ثم تركيبها على جسم الناعورة بشكل تسلسلي ومنتظم».

الموثق "عبد العزيز شمالي" يضيف: «أصل تسمية الناعورة لغوياً من فعل النعر أي أحدث صوتاً فيه نعير وسميت بذلك لصوتها فهي كما ألقبها خادمة جميلة لا تتعب أو تتقاضى أجراً.

ونتج بين أهل المدينة والنواعير علاقة ثقافة وتراث وارتباط وثيق حيث وصلت معهم أنهم أدمنوا صوتها فجيران النواعير لا يستطيعون النوم إذا توقف صوتها، وتجد صورها تزين بيوتهم ومحلاتهم».

يذكر أنّ ناعورة "الجسرية" سميت بهذا الاسم نسبة إلى جسر "السرايا" القديم وتقع في مدخل حديقة "أم الحسن" من الجهة الجنوبية.