إحدى أصعب الليالي التي مرّت على "لاوين حسن شيخو" ابن حي "ميسلون" بـ"القامشلي" المقيم في "ألمانيا"، كانت تلك التي علم فيها أنّ البقرة التي تعتاش منها أسرة تعيش في المنطقة التي ولد فيها، تحتاج لمصاريف علاج وتأمين مستلزمات استمرارها على قيد الحياة، ما جعل حال الأسرة معيشياً سيئاً، فلم يرتاح حتّى تمّ إيصال المبلغ اللازم لقضاء حاجتهم.

ويقول "لاوين" لمدوّنة وطن "eSyria" إن أكبر شعور بالسعادة بالنسبة له يحصل عليه عندما يلبي حاجة أسرة فقيرة أو أيتام، ويقوم بتأمين مستلزماتهم الضرورية، مثل الأدوية، وإن مساعداته ليست مقتصرة على منطقته أو حيّه الشعبي أو محافظته، بل تتخطاها إلى كل المحافظات، فلو جاءه نداء من "دمشق" لن يتردد لحظة واحدة طالما الأمر متعلق بالجانب الإنساني، فرسالته الإنسانية هي خدمة الناس تطوعاً، وهو لا يعرف حتّى اليوم بعض الأسر التي يساعدها، ولا يريد أن يعرف.

وصلتُ منذ سنوات قليلة إلى "ألمانيا" ولستُ من المرفهين مادياً، وأستعين في كثير من المرات بأصدقاء هنا لمساعدتي في تأمين متطلبات الأسر المحتاجة، فالطلبات كثيرة والمحتاجون كثر، وواردي ليس كبيراً، لكني مستعد لقطع جزء من تلك المصاريف من أسرتي، وتقديمها لمن يحتاجها في بلدي. وقام "لاوين" في الفترة الماضية بالتنسيق مع مجموعة من الأشخاص بدفع إيجار 25 بيتاً في "القامشلي" المدينة، هذا ما قاله "ياسر حسين" أحد المشرفين على المبادرة، وأضاف: «قام بهذه الخطوة الرائعة للتخفيف عنهم وخاصة في هذه الفترة المعيشية الصعبة التي تمر بالمنطقة نتيجة ارتفاع الأسعار والحظر، هذا الشاب له بصمات إنسانية عديدة مستمرة منذ سنوات من حيث المساهمة في تسديد تكاليف عمليات جراحية وتأمين ثمن الدواء لمرضى محتاجين، والتكفل بعوائل أيتام، وهذا الشيء ليس بغريب عنه وهو الذي كان السبّاق للخير ومساعدة المحتاجين في مدينة "القامشلي" قبل تغربه

شعور الحنين إلى الوطن وأهله، يكون بهذه الطريقة بالنسبة إليه، فقد ولد في تلك الأرض، ولها عليه حق وواجبات، هذا ما أضافه "لاوين" الذي ليس لديه أي قريب في المدينة أو المحافظة التي ولد فيها، لكنه يؤمن ويعتقد بأن كل أهلها هم أهله وأصدقاؤه، فله ذكرياته وأيامه التي لا تنسى، وأي وجع أو ألم في منطقته وبلده يلازمه حتّى وهو على فراش النوم.

ياسر حسين

"خالد غانم" أحد الأشخاص، الذين ساعدهم "لا وين" على مواجهة ظروف الحياة قاسية، أشار إلى أن "لا وين" ساعده ولأكثر من شهر على توفير ثمن الأدوية التي لا يحتاجها، والتي ما كان له أن يشتريها من دون مساعدة أحد، وهو طلب منه المساعدة من دون معرفة مسبقة...

عن رحلة اغترابه يقول ضيف المدونة: «وصلتُ منذ سنوات قليلة إلى "ألمانيا" ولستُ من المرفهين مادياً، وأستعين في كثير من المرات بأصدقاء هنا لمساعدتي في تأمين متطلبات الأسر المحتاجة، فالطلبات كثيرة والمحتاجون كثر، وواردي ليس كبيراً، لكني مستعد لقطع جزء من تلك المصاريف من أسرتي، وتقديمها لمن يحتاجها في بلدي.

لاوين شيخو

وقام "لاوين" في الفترة الماضية بالتنسيق مع مجموعة من الأشخاص بدفع إيجار 25 بيتاً في "القامشلي" المدينة، هذا ما قاله "ياسر حسين" أحد المشرفين على المبادرة، وأضاف: «قام بهذه الخطوة الرائعة للتخفيف عنهم وخاصة في هذه الفترة المعيشية الصعبة التي تمر بالمنطقة نتيجة ارتفاع الأسعار والحظر، هذا الشاب له بصمات إنسانية عديدة مستمرة منذ سنوات من حيث المساهمة في تسديد تكاليف عمليات جراحية وتأمين ثمن الدواء لمرضى محتاجين، والتكفل بعوائل أيتام، وهذا الشيء ليس بغريب عنه وهو الذي كان السبّاق للخير ومساعدة المحتاجين في مدينة "القامشلي" قبل تغربه».

جدير الذكر أنّ "لاوين" من مواليد "القامشلي" عام 1985، وقد أجري اللقاء معه بتاريخ 15 كانون الثاني 2021.