عبر "الماء العكر" ولجَ الأديب "ضياء حبش" ابن دير الزور عالم الرواية العربية، الرواية الصادرة عن اتحاد الكتّاب العرب (قطع كبير) تشاركت المركز الثاني ضمن جائزة دمشق للرواية العربية في العام 2017 إلى جانب أربع روايات هي: «شكّ البنت… خرز الأيام» للكاتبة السورية أنيسة عبود، و«مدن بطعم البارود» للكاتبة الفلسطينية بشرى أبو شرار، و«سكينة بنت الناطور» للكاتبة السورية سلمى حداد.

البداية كانت في العام 2013 مع صدور "الماء العكر"، ليُضيف إليها لاحقاً مجموعتين قصصيتين، يروي "ضياء حبش" في حديثه لمدوّنة وطن "eSyria" بداية تعلقه بالأدب فيقول: عشقتُ اللغة العربية وآدابها مع تنامي إدراكاتي التي زادها المرحوم والدي شغفاً حيث كان قارئاً من الطراز الرفيع للفلسفة والأدب، صورته طُبعت في مخيلتي وهو يقرأ، اهتماماته في عالم الكتب واسعة، غالباً ما أجده يقرأ أو يُقلبُ المذياع القديم الذي يعود امتلاكنا له إلى ستينيات القرن الماضي، عالم والدي ورثته عشقاً للشعر والأدب، كنت مُتميزاً في كتابتي لمواضيع التعبير في المرحلة الابتدائية وحصولي المستمر على الثناءات من مدرسيّ آنذاك".

وأضاف : "بعد الثانوية العامة درستُ اللغة العربية في المعهد بدير الزور، تخرجت لأعمل مُدرساً لها قرابة 26 عاماً، في مرحلة الشباب كثيراً ما كتبت الشعر والقصص، لم أحتفظ بها، أرى نفسي تأخرت في دخول هذا العالم، بدايتي عمرها سنوات معدودة غير أنها كانت البداية للمزيد فكانت مجموعتي القصصية الأولى "الهالوك" إصدار العام الحالي مع المجموعة الثانية التي حملت عنوان "وجع التراب"، أرّخت فيهما كما روايتي الأولى "الماء العكر" للأزمة السورية انطلاقاً من قريتي "حطلة" التي عاشت مجزرة ارتكبها الإرهاب في العام 2013، قصص وحكايات الأزمة عبر عيون الأدب صغتها حاملاً وجع الفرات الذي تعكّرت مياهه سرديات من الواقع في دلالات الرمز وكينونيته البعيدة عن المباشرة، ولفت "حبش" قائلاً : "أعمل منذ سنوات على كتابة الشعر، غالباً أخطه على صفحتى في الفيس بوك مّترافقاً وتسجيلات صوتية مموسقة، وقريباً سيصدر في ديوان، لكن تبقى الرواية معشوقتي التي زرعتها فيّ قراءاتي لنجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف وأحلام مستغانمي وأجاثا كريستي وماركيز وغيرهم، "الماء العكر" أولى المواليد التي خططتها بوجع، أصعب التوثيقات أن تُوثّقَ الراهن، هو السهل المُمتنع، خاضت الرواية نقاشات عدة في المراكز الثقافية بدمشق وكُتبَ عنها في الصحف الرسمية والخاصة وفرحت عندما كانت تتوسط مشاركات سورية في معارض خارجية للكتاب".

من إصدارات ضياء حبش

مالك دار الإصدار (التنوير) التي نشرت أعمال أديبنا "عمران الرحل" يقول : "نتاجات "ضياء حبش" شدتني كمالك لدار النشر، هو يمتلك أدواته في التركيب والتفكيك للصوغ الروائي، أي عملٍ تقرؤه يجعلك لا تكف حتى تُنهيه، نبحث عن الربح مؤكد، لكننا نبحث أيضاً عما يُقرأ، فالمعروض لا بدّ وأن يشد القارئ لامتلاكه، هنالك توازٍ بين العمل النوعي وخيارات الدار التي تحتاج للربح لتستمر، بأعمال أديبنا الفراتي استطعنا أن نعمل شيئاً مميزاً، عقدنا عدة نقاشات لأعمال العزيز "ضياء حبش" ضمت أدباء وشعراء ونقاداً على مستوى سورية، وذلك انطلاقا من مهمة الدور فإلى جانب النشر تُمارس دورها في التثقيف والتنوير لتُحققِ في مضمونها عنوان عملها التنويري، سنتعاون معه للمزيد من الإصدارات التي كانت باكورتها مجموعتيه القصصيتين، وكما نتمنى له مزيد النجاح، نتمنى التعافي لمُجمل حركة العمل الأدبي في سورية، الذي أثّرت فيه الأزمة كثيراً نوعاً وكماً".

من جانبه الشاعر "ناظم علوش" قال في حديثه :"تعرفت على الأديب ضياء حبش مُتأخراً، لكنني وجدته أديباً ضليعاً يمتلك ذوق هذا العالم، ليس المعتاد أن يكون العمل الأول للمشتغلين بفنون الأدب ناجحاً، لكني وجدته عند الزميل "حبش" قمة الإبداع، ولج هذا العالم بثقة وخيال خصب مكناهُ من الغوص عميقاً رغم حداثة تجربته التي جاءت ولادة بكل ما للكلمة من معنى، أعتقد أنه سيكون إضافة مُتميزة للأدب الفراتي ومجمل الأدب السوري ".

عمران الرحل