تشرّب الأصالة حتى ارتوت حنجرته بها، وغدا من عمالقة الطرب في الشرق الأوسط، يمتلك خامة صوت مميزة، ومساحات صوته كبيرة، تميز بالقدود الحلبية مشتقاً من التراث الحلبي الأصالة، وأضاف إليه بصمته من الفن المعاصر، أغنياته لا تعدّ مثل محبيه تماماً، ومن قمة النجاح إلى قمة التواضع يزداد تألقاً.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان القدير "شادي جميل"، بتاريخ 18 آذار 2019، فحدثنا عن بداياته قائلاً: «بدأت الغناء في "حلب" منذ صغري، فأحببت غناء التراث الحلبي والقدود الحلبية، وفي بداية شبابي توجهت إلى "دمشق" لأقترب أكثر من الوسط الفني وأبحث عن فرصتي، وأصنف في الإذاعة والتلفزيون، وأنتسب إلى نقابة الفنانين، فتقدمت إلى نقابة الفنانين وحصلت على العضوية عام 1983، وكان أول ظهور لي على شاشة التلفاز في سينما "أوغاريت" عام 1988؛ أي في يوم مولد ابني "جميل"، عندها غنيت "قد" بعنوان: "يا رب"، وهو يبدأ بدعاء، وغناه قبلي "محمد خيري"، فكان فاتحة خير بالنسبة لي، وفي هذه المرحلة ساعدني المخرج "سيمون أسمر" على الانتشار في "لبنان" عن طريق الظهور على الشاشات اللبنانية».

تعرّفت إلى الفنان "شادي جميل" في مطلع التسعينات، وما يميزه عن أغلب الذين غنوا القدود أنه لم يعتمد فقط على غنائها، إنما قام بغناء الكثير من الأغاني الخاصة به، فلديه ما يقارب عشرة ألبومات ونحو 116 أغنية. أما الآن، فلدينا عمل سيصدر قريباً من غنائه وكلماتي، ويقول مطلع "الموال": "شهبا يا أمي أنا... والروح ترخصلك لفيت شرق وغرب... ما شفت أنا متلك أنت الحسب والنسب... أنت الغلا كلك الغربة يما قهر... وحب الوطن غلاب"

ذكر عدداً من أعماله والشعراء والملحنين الذين تعاون معهم قائلاً: «"إسمك يا شهبا" كلمات وألحان "عمر البابا"، "شام" كلمات "عمر البابا" وألحان "نديم الدرويش"، "يا أم المحرمة" كلمات وألحان "فتحي الجراح"، "سلطان زماني" كلمات "عمر البابا" وألحان "فتحي الجراح"، "يلي نويت الهجر"، و"رشرش حبك"، و"يا حبيب"، و"لونك أسمر"، و"سلطان العاشق"، كلها من كلمات وألحان "فتحي الجراح"، وهناك الكثير غيرها، ومن الفلكلور غنيت "يا رب"، و"عايل" مع تعديل عليها من قبل "عمر البابا"، بعدها توجهت إلى "لبنان" وبدأ تعاوني مع "إيلي شويري"، فغنيت "كل القلوب"، و"بهواك أنا عاشق دوم" من كلماته وألحانه، كما أنني اعتدت تكرار التعامل مع الكتّاب والملحنين، فمثلاً تعاونت مع الملحن "محمد قدري دلال" بعدة أغاني منها "الهوى عذب القلوب"، وكانت أول تعامل معه وتلاها قصائد من ألحانه، مثل: "يا سالباً جفني المنام"، والحاصلة على جائزة مهرجان الأغنية في "القاهرة"، وقصيدة "يا حبيبي كلما آن الرحيل" الحاصلة على جائزة مهرجان الأغنية في "أبو ظبي"، كذلك تعاملت مع "دلال" في موشحات من ألحانه "يا مفرد الحسن"، و"يا ساكناً"، وتلته أعمال كونت ثلاثية من غنائي وكلمات "جلال الدهان"، وألحان "سليم سروه"، وهي: "يا جميلاً مقلتاه"، و"نحن عشنا لهوانا"، و"ديار الخلد"، فكلما تعاونت مع ملحن أو كاتب وشعرت بالارتياح بهذا التعاون وأحببت النتيجة؛ أكرره لمدة، وبعدها أحب التجديد والتغيير والبحث عن آفاق جديدة، فأتعاون مع ملحن جديد، ولا أمانع أبداً من التعاون مع مواهب جديدة، بل وأشجع ذلك».

الشاعر توفيق عنداني

كما التقينا الموزع الموسيقي "هاني طيفور" فقال: «بدأت علاقتي بالفنان "شادي جميل" عن طريق أغنية "شهبا وش عملوا فيك"، التي عملت عليها بأصعب الظروف، وكانت مغامرة لكل كادر العمل، وخاصة أنها ببداياتي في التوزيع الموسيقي، فكان تعاملي الأول مع الفنان "شادي جميل" بمنزلة وسام شرف أضعه على صدري، من بعد التعاون الفني الأول توالت الأعمال وأصبح بمنزلة الأخ الكبير الذي تجمعني به علاقة صداقة وحب واحترام لا تنطوي فقط على الموسيقا، وأرى فنه أصبح مدرسة يستقي منها كل طالب علم يبحث عن الأصالة والتشبث بجذور مدينته».

أما الصحفي والشاعر "توفيق عنداني"، فقال: «تعرّفت إلى الفنان "شادي جميل" في مطلع التسعينات، وما يميزه عن أغلب الذين غنوا القدود أنه لم يعتمد فقط على غنائها، إنما قام بغناء الكثير من الأغاني الخاصة به، فلديه ما يقارب عشرة ألبومات ونحو 116 أغنية. أما الآن، فلدينا عمل سيصدر قريباً من غنائه وكلماتي، ويقول مطلع "الموال":

الموزع الموسيقي هاني طيفور

"شهبا يا أمي أنا... والروح ترخصلك

لفيت شرق وغرب... ما شفت أنا متلك

أنت الحسب والنسب... أنت الغلا كلك

الغربة يما قهر... وحب الوطن غلاب"».

الجدير بالذكر، أن "شادي جميل" من مواليد "حلب"، عام 1955.