التعاون مع فرقته الفنية وبشغف مدفوع بحبّ التمثيل على خشبة المسرح الجامعي، يقدّم الفنان "سعيد عبد الحق" أعماله المسرحية الهادفة والناقدة لزملائه الطلبة التي تجسد في أغلبها قضاياهم وهمومهم وأوجاعهم، ويلعب في أغلب أعماله دور البطولة.

الملخص: التعاون مع فرقته الفنية وبشغف مدفوع بحبّ التمثيل على خشبة المسرح الجامعي، يقدّم الفنان "سعيد عبد الحق" أعماله المسرحية الهادفة والناقدة لزملائه الطلبة التي تجسد في أغلبها قضاياهم وهمومهم وأوجاعهم، ويلعب في أغلب أعماله دور البطولة.

استطاع تجسيد الهدف والمضمون الاجتماعي المفيد في أغلب أعماله بصورة لبقة ومقبولة لدى الحضور الجماهيري، وبالوقت ذاته هو فنان موهوب لديه الكثير من القدرات والملكات التي يجب الاستفادة منها وتوظيفها لخدمة أعمال فنية أكبر وأشمل

في أروقة المسرح الجامعي بـ "حلب" يعمل الفنان "سعيد عبد الحق" مع فرقته "الأحلام" على بروفة لأحد أعماله المسرحية، ويرى أنّ لهذا المسرح دوراً هاماً في مسيرة الفن، فهو رديف حقيقي للفن العام في أي بلد وفيه تصقل العديد من المواهب التي تشق طريقها إلى مراحل أبعد وأكثر وجوداً وشهرة، ويمكن للمسرح الجامعي أن يكون في المقدمة إذا توافرت له سبل الدعم والرعاية بمختلف تفاصيلها، وعن نوعية الأعمال التي يقدمها على المسرح يقول: «لدي بحدود مئة عمل مسرحي، تحمل في أغلبها الطابع الكوميدي من وحي الحياة الاجتماعية للناس وذات صبغة حزينة، أحولها في نهاية العمل إلى ضحكة وبلسم دواء وأمل للجميع، وأريد من تقديم أعمالي إيصال رسالة تحمل هموم وأوجاع الطلبة والناس الحاضرين وهذا ما يجعل التفاعل أكبر مع الجمهور، وبداخلي عشق وحب وشغف لخشبة المسرح لتقديم أعمال وتوجيه رسائل إنسانية واجتماعية واقتصادية وتوعوية لتسليط الضوء على قضايا قابعة في الظلام وأنا راضٍ كل الرضى عما أقدمه من أعمال فنية».

أعمال فنية على خشبة المسرح

وعن بداية مسيرة رحلته الفنية قال: «ولدت في مدينة "حلب" عام 1975، وفي المرحلتين الابتدائية والإعدادية كنت شغوفاً بتقليد حركات وأدوار الممثلين الذين أشاهدهم على شاشة التلفاز وانعكس هذا الاندفاع والمخزون الفني الذي بداخلي على حماسي بتشكيل فرقة "الأحلام" المسرحية لليافعين بمدرسة "سعد الله الجابري" وأديت دوراً بسيطاً في عمل بعنوان "لا للنفوس الضعيفة"، ورغم معارضة والدي السير قدماً والاستمرار بطريق الفن، ورغبته التركيز على الدراسة فقط والابتعاد عن التمثيل، إلا أنني اتخذت قراري مع إقناع والدي بالدراسة والفن جنباً إلى جنب دون إهمال طرف على حساب الآخر.

ومع دخولي الجامعة (كلية الآداب – قسم التاريخ) وجدت الأمور أوضح وأشمل بالنسبة للعمل المسرحي الجامعي وعملت بعدة فرق مسرحية أهمها "من هنا نبدأ" وفرقة "النجم"، لكن القرار الهام الذي اتخذته كان بتشكيلي فرقة "الأحلام" المسرحية الجامعية مع مجموعة من الطلاب، وقدمنا حينها عدة أعمال لفتت أنظار الطلبة والحضور وهي "باي باي يا ضمير- اضحك أنت عربي - وإنفلونزا الحب" وحملت أغلب هذه الأعمال الطابع الاجتماعي الكوميدي، وأغلبها من تأليفي وإخراجي، وحاولت تقديمها باللهجة العامية ليسهل تقبلها والتفاعل معها لأنها تعالج مواضيع قريبة من حياتهم وهمومهم، وبعد كل عمل كنت أقوم بتقييمه وتقييم ردود أفعال الجمهور عليه سلباً أو إيجاباً ومدى رضاهم عن هذه الأعمال وأراقب عمل كل ممثل لتصحيحه.

تكريم مع فرقته المسرحية

وسنحت لي بعدها الفرصة للاشتراك بعدة أعمال تلفزيونية وسينمائية والبداية كانت في فيلم "تراب الغرباء" وفي التلفزيون شاركت بمسلسلات "خان الحرير"، "زمن البرغوث"، "باب المقام"، "يوميات مدير عام"، "التغريبة الفلسطينية"، "المنعطف"، "الوردة الأخيرة"، و"الفراري". ورغم أن أدواري كانت ثانوية وبسيطة ولدقائق محدودة لكنني أعتز وأفخر بهذه الأعمال وأعدّها بداية مقبولة ونقلة نوعية».

وعن بقية أعماله الفنية أضاف: «لدي أعمال مسرحية للطفل، فيها الكثير من التشويق والمتعة واكتشفت بالوقت ذاته أن مسرح الأطفال من أصعب المسارح لأن التعامل مع هذه الفئة له معايير خاصة تتطلب الاقتراب من تفكيرهم حتى تستطع أن تنال ثقتهم وتدخل الفرحة والابتسامة إلى قلوبهم وعقولهم، وأيضاً كانت لي تجربة وأعمال مسرحية خاصة بالمكفوفين علمتني كيفية التعامل مع المكفوف واكتشفت كم لديهم من الإحساس والذكاء والنباهة بالتقاط كل مقطع مسرحي بسرعة تفوق المبصرين».

أحد الأدوار التلفزيونية

تابع الفنان المسرحي المهندس "مصطفى الآغا" الكثير من الأعمال المسرحية للفنان "سعيد" وعنه يقول: «استطاع تجسيد الهدف والمضمون الاجتماعي المفيد في أغلب أعماله بصورة لبقة ومقبولة لدى الحضور الجماهيري، وبالوقت ذاته هو فنان موهوب لديه الكثير من القدرات والملكات التي يجب الاستفادة منها وتوظيفها لخدمة أعمال فنية أكبر وأشمل».

أما "جمال نسلة" مدير مكتبات الجامعة الذي يعرف الفنان "سعيد" منذ أكثر من عشر سنوات، فقد أعجب بأعماله حينها وقدم له كل سبل النجاح لتقديم أعمال مسرحية ناجحة هادفة تخدم القضايا الوطنية والعامة والطلابية، ويقول: «نجح بخلق جوّ فني نظيف وسليم بعيداً عن الملل والروتين، وكنت حريصاً على حضور البروفات كافة قبل تقديم الأعمال على خشبة المسرح وأيضاً تأمين كلّ مستلزمات النجاح لأعماله من دعاية وإعلان بالتعاون مع "الاتحاد الوطني لطلبة سورية"، وقمنا بتكريمه مع فرقته مراراً، بالمحصلة "سعيد" وزملاؤه مشروع فني مسرحي ناجح تجب المحافظة عليه».

يذكر أنّ لقاء الفنان "سعيد عبد الحق" تم بتاريخ 22 تشرين الأول 2020.