استمع أهل المال والثقافة والأعمال بحلب للأفكار والتجارب التي قدمها الدكتور محمد التكريتي المدير التنفيذي للأكاديمية البريطانية لتنمية الموارد البشرية في قاعة الهيئة العامة لغرفة صناعة حلب..

وذلك في مقدمة فعاليات مركز لوجيكا للتدريب الاداري واستشارات تطوير الأعمال لعام 2008 بحضور لافت للفعاليات الاقتصادية وقطاع الأعمال والثقافة والمجتمع (المهندس محمد صباغ شرباتي رئيس مجلس ادارة غرفة صناعة حلب– الباحث محمد قجة رئيس جمعية العاديات وعدد من متابعي الحراك الاقتصادي والثقافي في المحافظة ومدربي وخريجي مراكز التدريب الاداري في غرفتي صناعة وتجارة حلب ومركزلوجيكا)

الدكتور حسن قجة مدير مركز لوجيكا قدم الشكر لغرفة صناعة حلب التي تستضيف الفعاليات المميزة والمؤثرة في الحياة اليومية لأهل الادارة والتدريب الاداري والاقتصاد والمجتمع مستعرضاً بإيجاز مسيرة نشاطات الباحث التكريتي ومؤلفاته الاقتصادية وترك الحديث لضيف الأمسية الدكتور محمد التكريتي وعرضه الالكتروني المرافق.

تناول التكريتي في عرضه عدة محاور شملت تصنيف البلدان صناعياً ودور الاستثمار الخارجي في نقل التكنولوجيا شارحاً كيفية تطور البلدان صناعياً من خلال البدء بتقليد المنتجات وتطويرها والإضافة عليها مثل تجارب اليابان والصين وتايوان مشيراً إلى أن البلدان العربية مازالت ضعيفة في القدرة الصناعية وفي الانفاق على تطوير البحوث، وهي تعاني من مشكلات كثيرة وتواجه تحديات كبيرة خاصة مع مرور الوقت ونضوب النفط مضيفاً ان التطوير يتركز على الإبداع والاختراع والابتكار وعلى كل المؤسسات المساهمة في تطوير البحث من خلال الجامعات ومراكز الأبحاث والحكومة الراعية لهذا الموضوع في اطار إيجاد هيكل واضح للانفاق وتمويل الابحاث.

وأضاف لا يتوقع أن يختلف اثنان في أهمية التكامل والتكنولوجيا، ولكن قد يتساءل البعض عن قضية التميز، وهل هي حقا من الشروط اللازمة للنهضة؟ ثم إن كان التميز لازماً فما هو الأساس الفكري له؟ هل هو الدين، أم فلسفة أو فكرة أخرى؟ هذه تساؤلات مشروعة لا ينبغي القفز عليها وتجاوزها.

وقدم التكريتي تمهيداً عن الاقتصاد والتكنولوجيا والصناعة، وعرض أسس النظام الاقتصادي العالمي وتطوره، وموقع العالم الثالث في هذا النظام، والمؤسسات المالية والاقتصادية التي تتحكم فيه، وبعض المفاهيم الأساسية، كميزان المدفوعات، والادخار، والاستثمار، وتصنيف الدول والمناطق في العالم على أسس اقتصادية، أو جغرافية، وأشار إلى طبيعة النظام الاقتصادي العالمي، والدور الذي تلعبه الدول الصناعية المتقدمة في إبقاء العالم الثالث في دائرة العجز والتبعية، مع شهادات للخبراء والاقتصاديين العرب والأجانب التي تؤكد هذا الدور.

واستعرض جوانب الواقع العربي المختلفة: في الصناعة، والتجارة، والزراعة، والطاقة، والتعليم، والدفاع، والديون، وحقوق الإنسان، والتكامل، والتنمية.

وتناول طبيعة العلاقة بين العالم الثالث والعالم الصناعي المتقدم، وكيف أنها علاقة غير متوازنة وغير عادلة، وتطرق أيضا إلى موضوع القروض والمساعدات الخارجية وأثرها على البلدان النامية.

وأوضح أن التنمية الحقيقية تتجاوز المؤشرات الاقتصادية المعروفة إلى أبعاد روحية ونفسية، مع بيان مؤشرات هذه التنمية الحقيقية..

وتناول دور التكنولوجيا في الاقتصاد والإنتاج، و تعريف التكنولوجيا وطبيعتها، وتطرق إلى عمليات البحوث والتطوير وأهميتها وما تقتضيه من رعاية وتشجيع.

كما عرض استراتيجيات تطوير القدرة التكنولوجية الذاتية، وكيف أن هذه القدرة هي من أهم العوامل للتقدم العلمي والتكنولوجي.

وأشار إلى مفهوم نقل التكنولوجيا، وقدم استعراضا لأساليبها، ووسائلها، وأشارإلى العديد من التجارب العالمية في نقل التكنولوجيا، وتطوير القدرة التكنولوجية الذاتية.