تعتبر إدارة العمل وتنظيمه من المقومات التي يسعى إليها جيلنا الحالي للاستفادة منها ومن هذا انطلق مكتب التشغيل والعمل بالتعاون مع مؤسسة "بداية" في "حلب" بإقامة دورة تدريبية حول كيفية الإعداد لخطة مشروع عمل يقوم فيها الشباب المتدرب بطرح مشاريعهم على ضوء المعطيات الحالية ومناقشة سلبيات وإيجابيات خططهم المقترحة.

حيث تعمل هذه الدورة على تلقين العديد من الطلاب للعلوم التطبيقية من خلال الدروس العملية التي ترافق الدورة يطلع فيها الطالب على الخطوات العملية الواجب اتباعها عند التخطيط لمشروعه العملي، موقع eAleppo حضر الورشة يوم 13/4/2011 وعكس أهميتها من وجهة نظر المتدربين، والبداية كانت مع "عبد الرحمن مشمشية" صاحب إحدى الورش لصناعة الأحذية موضحاً عن سبب انضمامه للدورة فيقول: «حينما علمت بوجود هذه الدورة سجلت اسمي بين المتدربين لكي أتعلم كيفية مواجهة المنافسة التي أتعرض إليها في قطاع صناعة الأحذية ولما تشهده من ارتفاع الطلب على تلك الصناعة».

أهميته تنبع من خلال تحقيق هدف الشراكة التي تمت بين الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات ومؤسسة "بداية"

وأضاف: «وما أرغبه من هذه الدورة أن أتعرف على الطرق الناجحة في كيفية البدء بمشروع ناجح والعمل على مواجهة السلبيات التي تواجه الفرد أثناء تنفيذ المشروع، لأن المشاريع الحديثة وفي معظمها أصبحت تقوم على أسس علمية نظرية ومدروسة من خلال جدوى اقتصادية ترسم عوامل النجاح الذي نرغب بالوصول إليه، إلى جانب الأمور النظرية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار والتفكير بها قبل البدء بالتطبيق العملي ومنها إدارة التنظيم التي تقع على عاتقها العديد من عوامل النجاح».

المتدرب "عبد الرحمن مشمشية"

ولم تقتصر هذه الدورة على الحرفيين وإنما امتدت أيضاً للأكاديميين ممن يمتلكون العديد من النظريات العلمية التي درسوها في كلياتهم الجامعية ومنهم "محمد ربيع قلعجي" خريج كلية الاقتصاد ومحاسب في إحدى الشركات الغذائية ورغب من هذه الدورة التعلم حول كيفية البدء بالخطوات العملية للمشروع الذي يفكر به قائلاً: «هناك الكثير من النظريات التي تعلمناها في الجامعة لكن تطبيقها هو التحدي الذي يواجهنا كطلاب متخرجين. ومنذ فترة انتهيت من دراسة نظرية حول إقامة مشروع للمواد الغذائية لكن التطبيق العملي هو الذي شكل عقبة أمام التنفيذ، وحينما اطلعت على برنامج الدورة ورأيت فيها الدروس العملية رغبت بالتسجيل فيها محاولاً استغلال هذه المعلومات في التخطيط العملي لإقامة المشروع الغذائي».

رغم دخول المتدرب "محمود ضاهر" سوق المعلوماتية وتدربه على ذلك إلا أنه فضّل الانطلاق على أسس سليمة حينما قرر الالتحاق بالدورة وحول ذلك يقول: «رغم عملي في إدارة مقهى الإنترنت إلا أنني فضلت الالتحاق بهذه الدورة لتكون بدايتي على أسس سليمة حينما أقوم بإنشاء مقهى خاص لي».

المتدرب "محمد ربيع قلعجي"

مضيفاً: «فبقدر شمولية المعلومات التي تقدم في هذه الدورة إلا أنها تشكل محور الأساس الذي يجب أن ينطلق منه كل إنسان حينما يقوم بإنشاء عمل خاص له، لكونها تعطي الأسس السليمة والصحيحة حول التطبيق العملي للمشروع وبغض النظر عن طبيعته فهي تشكل قواعد عامة للعديد من الخطوات التي يجب علينا دراستها».

ولإلقاء النظرة بشكل أكبر على ذلك المشروع وما أهمية الهدف الذي يسعى إليه أوضحها المهندس "حسين الحمو" مدرّب بالهيئة العامة للتشغيل بـ"حلب" فيقول: «أهميته تنبع من خلال تحقيق هدف الشراكة التي تمت بين الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات ومؤسسة "بداية"».

المدرب "حسين الحمو"

وأضاف: «وهذه الدورة من بين العديد من الدورات التي أقيمت سابقاً والتي ستستمر مستقبلاً، وتهدف إلى تفعيل دور المنظمات الأهلية في توجيه الشباب نحو استثمار طاقاته بالشكل الأمثل».

فما الهدف من التعاون الذي تم بين مؤسسة "بداية" والهيئة العامة للتشغيل؟ أجاب "الحمو": «هو التطبيق العملي بين أفكار الشباب ومشاريعهم المستقبلية لمساعدتهم على البدء بمشروع عملي من خلال قرض مالي يقدم لهم دون أي فوائد، وتطبيق الأفكار العملية التي تم طرحها خلال الدروس التي قدمت في الدورة».

وحول الإجراءات التي قامت بها الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات أجاب عليها "عبد القادر حنورة" مدير الهيئة قائلاً: «حالياً تقام دورتين الأولى في فرع الهيئة العامة والثانية بالمركز الثقافي العربي في هنانو حيث قدمت لهاتين الدورتين القاعات التدريبية المخصصة إضافة إلى المدربين، وهذا يمثل جزءا من العديد من الإمكانات التي نقدمها في سبيل تطوير وزيادة عدد المتدربين للعمل على رفع وتطوير مهاراتهم الذاتية».

واختتم قائلاً: «إلى جانب الدورات التدريبية هناك مشروعات الهيئة الصغيرة والمتوسطة وحاضنات الأعمال وأهدافها وخدماتها وآلية إقامتها والاستفادة منها والخدمات الاستشارية والفنية والتدريبية التي تقدمها للمتدربين والمؤسسات للعمل على توفير فرص عمل اكبر للشباب وما أتمناه من كل متدرب أن يصبح رب عمل يعمل على تأمين فرص عمل أخرى للعديد من الشباب الآخرين».

"سليم قرقناوي" مدير مكتب مؤسسة بداية بـ"حلب" أوضح بالقول: «إن مهام وأهداف المؤسسة تكمن في توفير الدعم المالي للعديد من الشباب ممن يرغبون في إقامة مشروعهم العملي دون أية فوائد مالية، إلى جانب ذلك هناك العديد من المرشدين سوف يزورون أصحاب الأعمال الصغيرة ممن استفادوا من القروض للاطلاع على حسن سير العمل وتقويم الأخطاء من خلال تقديم المشورة والدعم لهم».

والجدير بالذكر أن عدد طلاب الدورتين الملتحقين بالدورات بلغ 38 متدربا ومتدربة وتستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري.