مصورٌ فوتوغرافيّ وموثّق، يؤمن أنّ الإصرار يوصل المرء إلى ما يريده مهما كانت ظروفه أو المعدات التي يمتلكها، "صلاح مرعشي" المصور الحلبي الذي عشق المدينة الأثرية وعمل على توثيقها بأربع زوايا وروح واحدة لتصل صور "حلب" إلى الملايين من الناس عبر خرائط "غوغل".

مدونةُ وطن "eSyria" التقت المصوّر والموثّق "صلاح مرعشي" بتاريخ 21 آب 2019، وبدأ الحديث عن بداياته: «كنت أتصفح كثيراً على الإنترنت في عام 2006 وصادفتني صورة لمجسم كاميرا، وهذه الصورة بداية كل شيء، كونها أيقظت الفضول بداخلي ودفعتني إلى شراء كاميرا متواضعة جداً لم تعطني النتيجة التي كنت أراها على صفحات الإنترنت، ومع مرور الأيام اشتريت كاميرا حديثة نوعاً ما، وبما أنّي أجيد اللغتة الإنكليزية فقد اعتمدت على التعلّم الذاتي عبر الإنترنت. تعلّمتُ كيفية تنسيق الإضاءة والزوايا تطبيقاً لما كنت أتعلّمه».

بعد الكثير من المحاولات والفشل والجهد المتواصل، بدأت بتصوير منازل أصدقائي وهنا اتجهت للإحتراف كمصور معماري، يوماً بعد يوم لامست محبة العالم للنتيجة التي أعطيها من خلال تصويري للمنازل ومن هذا الباب دخلت سوق العمل كمصور رديف لمهندسي الديكور وأعمل في المجال حتى يومنا هذا

وعن دخوله سوق العمل واختصاصه في التصوير، يقول "مرعشي": «بعد الكثير من المحاولات والفشل والجهد المتواصل، بدأت بتصوير منازل أصدقائي وهنا اتجهت للإحتراف كمصور معماري، يوماً بعد يوم لامست محبة العالم للنتيجة التي أعطيها من خلال تصويري للمنازل ومن هذا الباب دخلت سوق العمل كمصور رديف لمهندسي الديكور وأعمل في المجال حتى يومنا هذا».

المصور "أندريه يعقوبيان"

أما عن جانب التوثيق وبالأخص مناطق "حلب القديمة"، يقول: «أعتقد أنَّ "حلب القديمة" هي توجه أي شخص يهوى التصوير سواء أكان من أبناء المدينة أو غريباً عنها، كونها تتميز بتنوعها والأشياء الفريدة التي تمتلكها، قبل بداية الحرب عملت على تصوير مناطق "حلب القديمة" كصور فوتوغرافية، إلى أن بدأت الحرب بالاشتعال فانحرمت من الجولات التصويرية في المنطقة، وبعد عودة الأمن والاستقرار إلى تلك المناطق شعرت بمسؤولية أكثر في توثيق المنطقة، ولكن هذه المرة بتقنية جديدة مع الحرص على إظهار جمالية المنطقة رغم الدمار».

عُرف "صلاح" بصوره الفريدة في تقنية 360° والأهم الاعتماد على النظرة والمهارات أكثر من الكاميرا، وعن ذلك يقول: «الهدف من تصوير وتوثيق "حلب" القديمة هو إظهار التفاصيل التي لم يخطر على بال الزوار التركيز عليها، ووجدتُ أنَّ تقنية التصوير بـ360° مشوقة جداً للمصور والمتلقي في آنٍ واحد، اعتمدت على كاميرتي القديمة التي صار عمرها 12 سنة في إعطاء نتيجة مميزة تضاهي الكاميرات الحديثة، وأعتمد على النظرة والذكاء في أخذ الزوايا، إذ أنّني ألتقط 19 صورة وأجمعها في صورة واحدة لتصبح صورة بانورامية بـ360° تضاهي الكاميرات الخاصة بهذه التقنية».

من تصويره

أما عن حصوله على إشارة التأكيد من "غوغل"، يضيف "مرعشي": «أي شخص يعمل حساب على محرك البحث "غوغل"، يستطيع تحميل صوره عليها، لكن يتم اعتمادك بعد إتمام بعض الشروط وتأكيد حسابك كمصور موثوق، فحققت الشروط وأهمها تحميل 50 صورة بتقنية 360° خالية من الأخطاء، وقبل أيام قليلة لاحظت أنّ عدد المشاهدات لصور "حلب" من تصويري قد تجاوز المليون مشاهدة».

المهندس "مجد علبي" بدوره يقول: «تتميز أعمال "صلاح مرعشي" بتنوع أساليبه في التقاط الصور الاحترافية، التي تبرز نمطاً راقياً لكل مشهد جمالي، ما يثبت قدرته على إبراز الأنماط الراقية لكل فكرة ويعطي لكل مشروع هويته الخاصة، تميز بأسلوب خاص من الدقة والوضوح والرقي والحداثة ليؤكد نجاحه المستمر والمتصاعد وبصمته الفريدة في عالم التصوير، نتعاون معاً منذ سنوات عديدة حتى الوقت الحاضر وفي كل مرة يفاجئنا بما هو جديد يحاكي التطور التكنولوجي في العالم الحديث والمهارات المبدعة في أخذ الصور الاحترافية والتقنيات العالية».

من أعماله

أما المصور "أندريه يعقوبيان" عنه يقول: «تعرّفت على "صلاح" في المعرض الأول له عام 2014 بجامعة "حلب"، وهناك اطلعت على كل لوحة، ولاحظت أنّها لوحات متميزة بدءاً من اختياره للمكان واعتماده على أسلوب الإضاءة الطبيعية الموجودة في المكان، كانت جميع صوره مبنية على قاعدة تصوير الفوتوغرافية الأساسية إذ لا يتلاعب بالصورة من خلال إمالتها أو تحريفها، وضعنا في الجو العام من خلال معرضه في زيارة إلى "حلب" القديمة في حين كنا محرومون من الزيارة لتلك المناطق، يتميَّز بنظرته واختياره للموقع وهذا مهم جداً بالنسبة لتصوير البانورامي 360° وهذه الميزة غير موجودة عند الجميع، إذ يدرس ملياً تمييز الظلام والإضاءة في الصورة وهذا صعب جداً تقنياً، إنما "صلاح" قد تجاوز هذه المرحلة من خلال نظرته».

يُذكر أنّ المصوّر والموثّق "صلاح مرعشي" من مواليد "حلب" عام 1980 وخريج في برنامج “First Certificate of English” عام 2001 وله معرضان أحدهما فردي في جامعة "حلب" عام 2014 والثاني مشترك في جامعة تشرين عام 2016، ومكرَّمٌ من وزارة السياحة السورية عام 2018 بيوم السياحة العالمي.