هو من المؤرخين الكبار الذين كتبوا عن المباني التاريخية بحلب مخلفاً بذلك أهم مرجع حول تاريخ الشهباء خلال القرن العشرين، إنه الدكتور "محمد أسعد طلس".

حول سيرته تحدث لمدونة وطن eSyria الأستاذ "محمد خالد النائف" مدير دار الكتب الوطنية بحلب بتاريخ 2/3/2013 قائلاً: «ولد المرحوم الدكتور "محمد أسعد طلس" في مدينة "حلب" في العام 1890 م وتوفي فيها في العام 1959م. ودرس في "المدرسة الخسروية" الشهيرة بالمدينة قبل أن ينتقل إلى مصر لإكمال دراسته العليا في الجامعة المصرية بالقاهرة التي حصل فيها من كلية الآداب على شهادات الليسانس ثم الماجستير ثم الدكتوراه وذلك بإشراف الدكتور "طه حسين" والأستاذ "إبراهيم مصطفى" حول كتاب "سر صناعة الإعراب" لابن جني».

يذكر الباحث الحلبي الأستاذ "عامر رشيد مبيض" بأن والد الدكتور "محمد أسعد طلس" كان الشيخ "أسعد طلس" وجده كان الشيخ "مصطفى طلس" اللذين كانا من علماء مدينة "حلب" المرموقين والمشهورين، وفي العام 1959 م انتقل الدكتور "محمد أسعد طلس" إلى جوار ربه ودفن في مدينته "حلب" بعد رحلة طويلة قضاها في دنيا العلوم والمعرفة

وأضاف: «انتقل بعد ذلك الى فرنسا ليكمل تحصيله العلمي وهناك نال درجة الدكتوراه من "جامعة بوردو" وكان موضوع أطروحته يدور حول التربية والتعليم في الإسلام. بعدها عاد إلى وطنه سورية ليقوم بالتدريس في كليات الآداب بمختلف الجامعات السورية قبل أن يتقلد في العام 1949 منصب الأمين العام لوزارة الخارجية السورية، كما قام بتمثيل بلده سورية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ومستشاراً لهيئة الأمم المتحدة في اليونان، وفي العام 1958 أصبح المدير العام لمؤسسة اللاجئين الفلسطينيين.

الأستاذ محمد خالد النائف

لقد كان المرحوم الدكتور "محمد أسعد طلس" أول عضو سوري في المعهد العلمي الفرنسي للدراسات العربية بدمشق، كما قام بالتدريس في كلية "الملكة عالية" في العاصمة العراقية "بغداد" في العام 1951م، ووضع فهرساً لمخطوطات المكتبة الوقفية ببغداد، وكان عضواً ناشطاً وبارزاً في جمعية العاديات».

وحول أهم المؤلفات التي تركها "طلس" قال "النائف": «له مجموعة من المؤلفات منها: "سر صناعة الإعراب"، و"تاريخ الأمة العربية"، و"دمشق في أواخر عهد المماليك"، و"الكشاف عن مخطوطات خزائن كتب الأوقاف"، بالإضافة إلى العديد من الكتب التي قام بتحقيقها، ولكن أهم أثر تركه الدكتور المرحوم "محمد أسعد طلس" كتابه "الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب" والذي يعتبر حتى يومنا هذا مرجعاً لا بد منه لكل الباحثين والطلبة والمؤرخين الذين يرغبون في الكتابة عن تاريخ مدينة "حلب" وخاصة في العهود الإسلامية المختلفة التي مرت بها المدينة».

الأستاذ المهندس عبد الله حجار

وختم بالقول: «يذكر الباحث الحلبي الأستاذ "عامر رشيد مبيض" بأن والد الدكتور "محمد أسعد طلس" كان الشيخ "أسعد طلس" وجده كان الشيخ "مصطفى طلس" اللذين كانا من علماء مدينة "حلب" المرموقين والمشهورين، وفي العام 1959 م انتقل الدكتور "محمد أسعد طلس" إلى جوار ربه ودفن في مدينته "حلب" بعد رحلة طويلة قضاها في دنيا العلوم والمعرفة».

حول كتابه "الآثار الإسلامية والتاريخية في مدينة حلب" تحدث الباحث الأثري المهندس "عبد الله حجار" مستشار جمعية العاديات للفترات الكلاسيكية بالقول: «نشر الباحث الفرنسي "جان سوفاجيه" الذي توفي في العام 1951م العديد من الأبحاث الهامة عن فن العمارة الإسلامية من أمثال مشهدي "الدكة" و"الحسين" و"سور حلب البدائي" والعديد من المقالات التاريخية عن "دمشق" و"حلب"، وجاء كتابه الذي طبعته المديرية العامة للآثار والمتاحف بدمشق في العام 1956 ليضاهي ما تم كتابته عن المدينة، حيث ذكر فيه المباني التاريخية الإسلامية التي سبق أن ذكرها الباحث "سوفاجيه" وأضاف إليها حوالي 120 مبنى تاريخياً وأثرياً مما ذكره المؤرخان الحلبيان الشيخ "كامل الغزي" في كتابه "نهر الذهب في تاريخ حلب"، والشيخ "راغب الطباخ" في "كتابه أعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء"، وقد توسع الدكتور "طلس" في الوصف التاريخي والأبعاد وسواها مما ذكره "الطباخ" و"الغزي" فجاء كتابه غنياً بالمسطحات والصور ليغطي أهم المعالم التاريخية المذكورة».