يوجد في "جامع الكريمية" بمدينة "حلب" حجر أصفر اللون عليه آثار قدم بشرية يتبارك به الناس إلى اليوم.

لمعرفة المزيد حول قصة هذا الحجر وكيفية وصوله إلى مدينة "حلب" زار موقع eAleppo "جامع الكريمية" والتقى شيخه "بكري حياني" الذي قال عن كيفية وصول هذا الحجر إلى مدينة "حلب": «رأىّ الشيخ "عبد الكريم الخافي" شيخ هذا الجامع سابقاً في منامه ذات يوم من يقول له بأنه في اليوم الفلاني /وقد حدد له التاريخ/ ستمر قافلة بالقرب من هذا الجامع ويوجد ضمن حمولتها حجراً مسروقاً يحتوي على أثر لقدم الرسول (ص) وطلب منه تفتيش الحمولة إذا ما وصلت للموقع.

في الجدار الجنوبي من القبلية شرقي المحراب توجد قطعة من الحجر الأصفر فيها أثر قدم والمشهور عند الناس أنها قدم الرسول (ص) وقد أثرت في هذا الحجر الذي يتبرك به الناس إلى يومنا هذا، كان يحيط به مكعبات متناوبة ولكن جرت زخرفته الآن بزخارف هندسية حديثة وعمودان صغيران ملتحمان بالجدار وفي الأعلى قوس نعل الفرس الدائري كتب ضمنه أربعة اسطر هي: بسم الله الرحمن الرحيم، إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها، الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، صدق الله العظيم

وفي يوم من الأيام وبينما كان الشيخ "عبد الكريم" جالساً في الجامع سمع في الخارج أصوات بعير يهدر وقد قعد أحد الجمال على الأرض وامتنع عن القيام وإكمال السير على الرغم من أن صاحبه كان يضربه ولكن دون جدوى، حينها خرج الشيخ من الجامع ورأى تلك الحادثة فتذكر مباشرة حلمه وطلب إنزال حمولة ذلك الجمل فوراً وبينما كانوا ينزلونها وجدوا ضمنها الحجر المسروق المطبوع عليه أثر قدم الرسول (ص).

جامع الكريمية

فسأل الشيخ صاحب الحمولة وهو أعجمي ما هذا؟

في البداية أنكر الأعجمي الأمر، ولكنه بعد ذلك اعترف للشيخ بأنه سرق الحجر من الحجاز كي يأخذه إلى بلده للتبارك به، فقام الشيخ بأخذ الحجر ووضعه في "جامع الكريمية" وهو مازال فيه حتى اليوم، علماً بأنّ الجمل وبمجرد إنزال الحجر من بين حمولته قام ومشى كالمعتاد».

الشيخ بكري حياني

وأضاف الشيخ "بكري حياني": «لقد نظم الشيخ "محمد أبي الوفا الرفاعي الشاذلي" 1765 -1847 م هذه القصة شعراً قائلاً:

وفي الكريمية آثار قدم / يمين طه، ذي المقام والقدم

الحجر الذي عليه آثار القدم في القبلية

في حجرٍ أنواره مبينة / سرقه شخص من المدينة

وساقه القضاء للشهباء / لحكمة عظيمة الأنباء

وكان قد رأى الفقيه الحنفي / عبد الكريم صاحب الفضل الوفي

في نومه المبعوث بالرسالة / وعرّف الشيخ بتلك الحالة

وعيّن الشخص وعيّن الحجر / فحيث ذاك الشيخ بالجامع مر

في غده يحمله على جمل / فبرك البعير بالحمل ومل

فبادر الشيخ وحوّل الحجر / وحلّ بالسارق أنواع العبر

ووضع الحجر في القبلية / كذا سمعنا هذه القضية».

وأخيراً وحول "جامع الكريمية" تقول الدكتورة "لمياء الجاسر"*: «تقع "الزاوية الكريمية" داخل "باب قنسرين" أمام "المدرسة الأسدية الجوانية"، وهي تنتسب إلى الشيخ "عبد الكريم الخافي" الصوفي المدفون فيها في العام 1479 ميلادية وقد عرفت هذه الزاوية منذ أوائل القرن العشرين بجامع الكريمية وقد كانت في السابق مسجداً قديماً يعرف بمسجد المحصب يعود كما يقال إلى أحد العمرين وقد جُدد في العهد الأيوبي كما هو مكتوب على بابه القديم بتولي "عبد الرحيم بن العجمي" سنة 654 هجرية 1256 ميلادية، وعندما نزل فيه الشيخ "عبد الكريم الخافي" وكثر أتباعه ومعتقدوه أخذ في توسعة الجامع، وفي العهد المملوكي أُضيف للمسجد مئذنة وذلك في العام 1369 ميلادية».

وحول أثر القدم تقول: «في الجدار الجنوبي من القبلية شرقي المحراب توجد قطعة من الحجر الأصفر فيها أثر قدم والمشهور عند الناس أنها قدم الرسول (ص) وقد أثرت في هذا الحجر الذي يتبرك به الناس إلى يومنا هذا، كان يحيط به مكعبات متناوبة ولكن جرت زخرفته الآن بزخارف هندسية حديثة وعمودان صغيران ملتحمان بالجدار وفي الأعلى قوس نعل الفرس الدائري كتب ضمنه أربعة اسطر هي:

بسم الله الرحمن الرحيم، إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها، الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، صدق الله العظيم».

  • الدكتورة "لمياء الجاسر": تحمل الدكتوراه في علم الآثار.