"آزاد حمي" فنان تشكيلي سوري مغترب من محافظة "الحسكة" مقيم حالياً في "ايطاليا"، قبل أيام زار "عفرين" لإقامة معرض فني.

في مدينة "عفرين" التقت مدونة وطن eSyria به ليحدث قراءنا حول قصة اغترابه وماذا قدم في مغتربه من إبداعات فنية للمتلقي الايطالي خصوصاً والأوربي بشكل عام.

الفنان في بلدان الاغتراب هو سفير بلده وعليه أن يقدم تجربته الخاصة أولاً وأن يكون صادقاً في أعماله ثانياً حتى يصبح ناجحاً وقادراً على لقب سفير الفن في الخارج

يقول "آزاد": «أنا من مواليد محافظة "الحسكة" في العام 1979 درست في معهد الفنون التشكيلية بدمشق وتخرجت فيه عام 2003 بعد تخرجي أقمت العديد من المعارض الفردية كما شاركت في العديد من المعارض الجماعية في مختلف الصالات الفنية في "سورية".

صراع الديوك -التجربة المميزة التي قدمها في إيطالية

في العام 2011 بدأت رحلتي مع الاغتراب حيث سافرت إلى "ايطاليا" بهدف إقامة معرض فني وهناك فكرت بالإقامة والاستقرار حيث أقمت عدة معارض في كل من "ايطاليا" و"ألمانيا" بحسب التواريخ التالية: في العام 2011 أقمت أول معرض في مدينة "فيبوفالانتيا" ثم "فينيسيا" في نفس العام وفي العام 2012 أقمت معرضاً في مدينة "برلين" الألمانية.

وفي طريق العودة إلى "سورية" في العام الحالي 2013 أقمت معرضين في مدينة "السليمانية" الكردية في العراق: الأول في صالة "سردم" والثاني في "المتحف الوطني" بالسليمانية».

من أعماله التي قدمها مؤخراً في معرض بعفرين

وحول الفروقات بين المعارض المحلية والخارجية من وجهة نظره قال: «ليست هناك فروق كبيرة بين المعارض التي تقام في "سورية" والخارج من حيث الدعم والعرض والصالات ولكن الفارق الوحيد برأيي هو أن المتلقي الأوروبي أكثراً ثقافة ومعرفة بالفن التشكيلي فقد لاحظت خلال وجودي في أوروبا أن المتلقي الأوروبي لديه قراءة واعية للوحة الفنية وهذا ما يفتقده المتلقي السوري بشكل عام وأعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى عراقة الفن التشكيلي ووجود عدد هائل من الفنانين العالميين فيها، لقد لاحظت أن المتلقي الأوروبي يسأل أسئلة واعية حول الفن خلال زيارتهم لمعارضي».

وحول ما أضافته الغربة لتجربته الفنية قال "حمي": «الفترة التي عشتها في أوروبا قصيرة نسبياً وهي لم تضف شيئاً يذكر لتجربتي الفنية خلالها، بالعكس تماماً لقد قدمت خلال هذه الفترة تجربة فنية جديدة للمتلقي الأوروبي، فأعمالي التي تتضمن موضوع "صراع الديوك" هو تجربة فنية نادرة لدى الجمهور هناك وقد قدمتها بأسلوب تعبيري خاص وقريب من التجريدية ولذلك لاحظت أنهم أحبوها وتمعنوا فيها وأعجبوا بها كثيراً، أعتقد أنهم لم يتوقعوا رؤية مثل هذه التجارب المتميزة من فنان شرقي في صالاتهم والسبب في ذلك أنهم تعودوا على تجارب الفنانين الأوروبيين وربما ملوا من هذه التجارب المتماثلة التي تقدم على مدى سنين في الصالات الأوروبية عموماً، فمنذ دخولي مرحلة الاغتراب حرصت على ألا أقدم نفسي في الساحة كنسخة من الفنان الأوروبي بل تقديم تجربة خاصة بي كفنان سوري أولا وشرقي ثانياً وأعتقد بأنني استطعت تحقيق ذلك إلى حدا ما».

الفنان المغترب في إيطالية

وأضاف: «الفنان في بلدان الاغتراب هو سفير بلده وعليه أن يقدم تجربته الخاصة أولاً وأن يكون صادقاً في أعماله ثانياً حتى يصبح ناجحاً وقادراً على لقب سفير الفن في الخارج».

وحول الرسالة التي يعمل على إيصالها للجمهور الأوربي قال: «أعمل على تقديم نفسي وفني في بلدان الاغتراب كتجربة خاصة وليس كنسخة من الفن الأوروبي ولا أطمح للعالمية لأني باختصار "آزاد حمي" وسأبقى ذلك الفنان السوري ذا التجربة الخاصة، لدرجة أنني عندما أرسم لوحة ما فإنني اختار موضوعها وألوانها وأرسمها وأخرجها للنور دون أن يكون للمتلقي أي تأثير علي ولكن بعد عرضها أترك الرأي للمتلقي».

وختم: «مهما كان الإنسان سعيداً في "أوروبا" ومرفهاً في عيشه مادياً إلا أنه دائم الشوق للوطن والمكان الذي ولد فيه والذي منحه الحب والحنان، لذلك أنا دائم التفكير بالوطن وسوف أعود إلى حضنه قريباً لأعيش بين أهلي وأصدقائي وأحبائي».