بتصميم كبير، وسعي دائم لتحقيق الإنجازات العلمية، تمكن الباحث السوري "مأمون طاهر" من اختراع مواد نانومترية جديدة في مجال الطاقة، أهلته لنشر العديد من الأبحاث العلمية، وتسجيل براءتي اختراع، ومكنته من العمل في أعرق الجامعات، ومراكز الأبحاث في كبرى الشركات العالمية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الباحث "مأمون طاهر" بتاريخ 14 تشرين الثاني 2017، ليتحدث عن بدايته مع الأبحاث العلمية وقصة تميزه، فقال: «بدأت ميولي إلى البحث العلمي منذ طفولتي؛ إذ أجريت العديد من تجارب الكيمياء، كالطلاء الغلفاني، وتحضير المحاليل الكيميائية في مطبخ المنزل، وفي إحدى المرات تسببت إحدى تجاربي بفصل التيار الكهربائي عن المنزل، وتوبيخ والدي لي، لكن ذلك لم يمنعني من تجريب الأشياء الجديدة طوال الوقت، حيث دعمت ميولي بالدراسة والتحصيل الأكاديمي، وحصلت على بكالوريوس في هندسة علوم المواد الهندسية من جامعة "حلب" عام 2007، ثم الماجستير في الهندسة الطبية من جامعة "حلب" عام 2009، وانتقلت إلى "أوروبا" في العام نفسه بعد حصولي على منحة من منظمة "إيراسموس موندس" المقدمة من الاتحاد الأوروبي لدراسة ماجستير آخر في علوم المواد الهندسية المتقدمة في جامعة "السالاند" في "ألمانيا"، و"لوليو" التقنية في "السويد". ويعدّ هذا البرنامج واحداً من أفضل برامج علوم المواد الهندسية على مستوى العالم. وبعد ذلك حصلت على منحة لتحضير الدكتوراه في الهندسة الكيميائية، تخصص سطوح هندسية، من جامعة "لوليو" التقنية عام 2015، وكنت مع مجموعة من الباحثين أول من قام بتصميم وتصنيع سوائل أيونية خالية من الهالوجينات، وتحتوي عناصر معينة كالبرون والنتروجين؛ وهو ما يسمح بتشكيل طبقة حماية سيراميكية على السطوح المعدنية في المحركات تخفف من الاحتكاك، وتطيل عمر المحركات أكثر».

مهما كان الإنسان مبدعاً، لن يستطيع تحقيق النجاح من دون بيئة حاضنة وداعمة له، وما توصلت إليه حتى اليوم هو نتيجة دعم زوجتي وأهلي وأصدقائي وأساتذتي في قسم علم المواد الهندسية، في جامعة "حلب"، والجامعات الأوروبية التي درست فيها، وأطمح إلى نقل الخبرات التي اكتسبتها إلى بلدي "سورية"، والتشجيع على ثقافة التعاون بين الجامعات والشركات الصناعية، فهذا النموذج سبب التطور الصناعي والتقدم العلمي في الدول الغربية

وعن إنجازاته العلمية يتابع قائلاً: «بعد إكمال الدكتوراه مباشرة، حصلت على منحة (بوست دكتور) في معهد "أنغستروم" بجامعة "أوبسالا"، ومركز أبحاث شركة "ABB" الرائدة في مجال الطاقة، والروبوتات الصناعية، والتحكم الآلي في "السويد"، وتم تمويل الأبحاث التي أجريتها من هيئة "الطاقة السويدية" لتطوير مواد هندسية ذكية لشبكات كهربائية حديثة تتماشى مع التطور الكبير الحاصل في مجال الطاقات البديلة، كطاقة الرياح، والطاقة الشمسية، وتركز دوري في المشروع على تطوير وتصنيع واختبار مواد "نانومترية" ذكية للموصلات الكهربائية في أجهزة تنظيم الطاقة، تتمتع بخصائص كهربائية وميكانيكية عالية، وتم اختبارها لتكون بدلاً من معدن الفضة المستخدم حالياً في أجهزة تنظيم الطاقة، وتسجيلها كمادة مركبة فريدة من نوعها، (مواد التوصيل الكهربائي النانومترية المدعمة بالغرافين) ببراءة اختراع أوروبية لحمايتها، وقمت بعرض نتائج المشروع مؤخراً في "ستوكهولم"، وتم منحي جائزة أفضل بحث من حيث المحتوى العلمي والحاجة الصناعية إليه.

أفضل (بوست دكتور)

وأبحاثي الحالية في مجال المواد الذكية والنانوتكنولوجي لتطبيقات الطاقة، كتطوير مواد هندسية جديدة يمكنها تزييت نفسها بنفسها، وحصلت على براءة اختراع ثانية عن هذه المادة الجديدة "الغرافين الأيوني"، التي تسمح بتبريد سطوح الاحتكاك من دون الحاجة إلى الزيوت؛ وهو ما يعني تطوير محركات خالية من الزيوت في المستقبل القريب».

وعن طموحاته المستقبلية يقول: «مهما كان الإنسان مبدعاً، لن يستطيع تحقيق النجاح من دون بيئة حاضنة وداعمة له، وما توصلت إليه حتى اليوم هو نتيجة دعم زوجتي وأهلي وأصدقائي وأساتذتي في قسم علم المواد الهندسية، في جامعة "حلب"، والجامعات الأوروبية التي درست فيها، وأطمح إلى نقل الخبرات التي اكتسبتها إلى بلدي "سورية"، والتشجيع على ثقافة التعاون بين الجامعات والشركات الصناعية، فهذا النموذج سبب التطور الصناعي والتقدم العلمي في الدول الغربية».

شهادة الماجستير

من جهته "أحمد السيد" الأستاذ والمحاضر في كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة "حلب"، يقول عنه: «عرفت الدكتور "مأمون" عندما كان طالباً في قسم علم المواد الهندسية، وقد لاحظت أنه من الطلاب الذين يتميزون بالذكاء ودقة الملاحظة، وكان من المتفوقين دوماً، وحصل مرتين على جائزة "الباسل" للتفوق الدراسي، وتخرج بمرتبة الشرف بترتيب الأول عام 2009، ولا أبالغ عندما أقول إنه كان شعلة ذكاء، وأخلاقه وأدبه لا يقلان عن ذكائه أبداً؛ إذ كان محبوباً من قبل زملائه وأساتذته، وكل شخص تعامل معه، وكل من يعرفه يحترمه، ولم يكن لدى أساتذته أدنى شك بأنه سيكون له شأن في مجال البحث العلمي».

الجدير بالذكر، أن "مأمون طاهر" من مواليد "زمرين" في محافظة "طرطوس" عام 1984، يدرس حالياً ماجستير في إدارة الأعمال في معهد "بلبكنغ" للتكنولوجيا في "السويد".

شهادة الدكتوراه