لم يشأ أن يبقى علمه ومعرفته من دون عطاء؛ حيث وظَّف وسائل التواصل الاجتماعي من أجل المساعدة في تطوير وتقوية قدرات طلبة الجامعات والخريجين منهم، عبر مبادرة ذاتية تطوعية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 كانون الثاني 2019، تواصلت مع "محمد ملحم" المقيم في "الإمارات المتحدة العربية" صاحب مبادرة "English Skill Up for Syrians"، وكان الحديث بدايةً عن نشأته ودراسته، فقال: «ولدت وترعرعت في أحد أحياء مدينة "حلب" القديمة، وتلقيت دراستي في مدارسها على اختلاف مراحلها هناك، وكان لديّ حبٌّ للغات الأخرى منذ صغري، لذلك كانت دراستي الجامعية في كلية الآداب، قسم اللغة الإنكليزية، وقادني هذا الشغف لمتابعة التخصص أكثر، وحصلت على شهادة الدبلوم من المعهد العالي للترجمة والتعريب عام 2001».

ولدت وترعرعت في أحد أحياء مدينة "حلب" القديمة، وتلقيت دراستي في مدارسها على اختلاف مراحلها هناك، وكان لديّ حبٌّ للغات الأخرى منذ صغري، لذلك كانت دراستي الجامعية في كلية الآداب، قسم اللغة الإنكليزية، وقادني هذا الشغف لمتابعة التخصص أكثر، وحصلت على شهادة الدبلوم من المعهد العالي للترجمة والتعريب عام 2001

وعن رحلة الاغتراب في حياة "محمد ملحم"، والشهادات اللاحقة والوظائف التي عمل بها، يقول: «الاغتراب على الرغم من صعوبته، إلا أنه يسهم في صقل شخصية الإنسان، ويزيده إيماناً بوجوب تحقيق ما يريد، ويدفعه إلى تطوير ذاته وإثبات وجوده بين الآخرين؛ لذلك عندما سنحت لي فرصة العمل كمدرّسٍ في "المركز البريطاني" بمدينة "جدة" السعودية، لم أكتفِ بما أملك من شهادةٍ تخصصية، وزاد في ذلك الأمر حب التعمق أكثر في تخصصي، فسافرت عام 2004 لاتباع دورات تدريسٍ في جامعة "كامبريدج" البريطانية لمرتين متتاليتين، مع استمراري في عملي الأساسي، ومع تطوّر وسائل التعليم حول العالم، ودخول التكنولوجيا في هذه العملية، قصدت السفر إلى "أميركا" للدراسة، وحصلت على شهادة دمج التعليم بتقنيات الاتصال من جامعة "إنديانا" عام 2006، وبعدها كانت دراستي في جامعة "لندن"، وحصلت على شهادة "الماستر" منها عام 2008 بعد الدراسة مدة عامٍ كامل».

عنوان المبادرة

وعن تفاصيل مبادرته التي أطلقها من مغتربه، والهدف الذي رسمه "محمد ملحم" من خلالها، وكيف يراها في المستقبل، تحدَّث قائلاً: «من خلال معرفتي لواقع الحال الذي كان يعيشه بلدي "سورية"، والصعوبات التي واجهت طلاب الجامعات والخريجين، ولأنني كنت طالباً وأعرف تلك المرحلة جيداً، فقد بدأت من خلال صفحتي الشخصية على "الفيسبوك" تقديم بعض المعلومات المساعدة للطلبة في تخصص اللغة الإنكليزية، ومن مشاهدتي للإقبال الكبير من الطلبة والخريجين في التقديم على المنح الدراسية الخارجية، ولمعرفتي كم تتطلب من مستوى عالٍ في إتقان اللغة الإنكليزية، فقد أحببت أن أساهم بما أملك من علمٍ وخبرةٍ في مساعدتهم لتحقيق الأفضل لهم، وهنا بدأتُ مع مجموعةٍ من أصدقائي أصحاب الاختصاص إنشاء فريق خاص من أجل تصحيح مواضيع "الآيلتس" و"التوفل" للمتقدمين إلى المنح الجامعية، وهنا أنشأنا صفحتنا الخاصة "English Skill Up for "Syrians، ومع تزايد أعداد المشاركين معنا والمتابعين، تنوعت خدماتنا لتشمل مجال تصحيح السير الذاتية للطلاب، وإنشاء نوادي خاصة بالمحادثة المباشرة On Line، كذلك قمنا بافتتاح مجموعات دراسية تعتمد طريقة التدريس القرين، وكل تلك الخدمات كانت بفضل الأشخاص المتطوعين، والمراكز التعليمية الخاصة، وبعض أصحاب المكتبات العلمية، الذين ساهموا طواعية في تقديم الدورات المجانية للطلبة المشاركين في مجموعتنا، وإهداء الكتب الدراسية ذات التخصص، والطموح عندي أن تتحول هذه المجموعة إلى أكاديمية تعليم اللغة الإنكليزية مباشرة عبر شبكة الإنترنت مجاناً، لتصل إلى أكبر عددٍ ممكنٍ من الراغبين بالتعلم والتقوية من السوريين وغيرهم أينما كانوا حول العالم».

"هيا أعرج" متطوعة في المجموعة، ومسؤولة الموارد البشرية فيها، عن مبادرة "محمد ملحم" ورأيها تحدثت قائلةً: «انضممت إلى المجموعة عبر صفحة "الفيسبوك" من خلال دعوة صديقةٍ لي، بصراحةٍ تفاجأت بمستوى العطاء اللا محدود الذي يقدمه "محمد ملحم" خاصةً، والمتطوعون الباقون معه عامةً، فهو لا يتوقف عن تقديم المساعدة والمشورة في أيّ ساعة كانت، وهذا يعود إلى متابعته المباشرة والدؤوبة لتفاصيل العمل لحظةً لحظة، على الرغم من كل ارتباطات عمله الخاص، وهذا التعامل الراقي والأخوي منه مع الجميع يعطي سعادةٍ وتفاعلاً أكبر من المشاركين في المجموعة، وهذا ما هدف إليه من خلال خلق روح الأسرة الواحدة بينهم، ونحن اليوم نتحدث عن عددٍ يتجاوز الخمسين ألفاً، عدا الفائدة العلمية التي تقدَّم للطلاب والخريجين، تأتي المساهمة الأكبر في التوفير المالي لهم فيما لو حصلوا على ذات الخدمات في المراكز الخاصة، وأنا شخصياً سعيدة لكوني جزءاً من هذا العمل التطوعي الراقي والإنساني».

هيا أعرج من أعضاء المجموعة

"ربا الأبرص" خريجة جامعية، وإحدى المستفيدات من مبادرة "محمد ملحم"، تقول: «منذ أن انطلقت مجموعة "English Skill Up" كنت أول المنضمين إليها، بعد متابعتي الطويلة لصفحة "محمد ملحم" سابقاً، وما يميزه العفوية والبساطة التي يعامل بها جميع الأعضاء من دون تفريقٍ بينهم، والثقافة العالية التي يتمتع بها، عدا المهنية والحرفية التي يقدِّم بها المعلومات للمشاركين، وبسبب حبِّي لاختصاص الترجمة لكون دراستي لغة إنكليزية، ومشاركتي في إحدى المسابقات التي تقام دورياً ضمن المجموعة وتميزي فيها، فقد حصلت على منحة دراسية في أحد المعاهد الخاصَّة المشارِكة في المبادرة، وكانت استفادتي كبيرة الأثر منها، وأتمنى النجاح والاستمرارية أكثر والانتشار لهذه المبادرة».

يذكر، أن "محمد ملحم" مقيمٌ في "الإمارات العربية المتحدة" ويعمل كأستاذٍ محاضر في قسم اللغة الإنكليزية بجامعة "الشارقة" منذ عام 2009.

ربا الأبرص مستفيدة من مبادرة محمد ملحم