في رحلة اغترابهما الطويلة أثبت الأخوان "جان"، و"ماريو أصلان" علوّ كعبهما في ملاعب كرة السلة البلجيكية، وحققا الانتصارات والإنجازات مع ناديهما "Bcs Uccle"، ليحصدا بطولة الدوري، منطلقين من قواعد نادي "الجلاء" السوري بكرة السلة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 أيار 2019، تواصلت مع اللاعب "جان أصلو" للحديث عن سيرته الرياضية، ومشاركته في تحقيق الانتصارات في المغترب، فقال: «بدأت ممارسة الرياضة منذ أن كان عمري 4 سنوات، حيث تدربت في عدة ألعاب، منها: كرة القدم، وكرة الطاولة، والسباحة، إضافة إلى كرة السلة التي عشقتها بعد أن كنت أتابع مباريات نادي "الجلاء" في الدوري السوري بتشجيع من والدتي التي كانت ترافقني، وزاد عشقي للعبة عندما كنت أتابع حركات وتسديدات نجوم النادي "ميشيل معدنلي"، و"عبود شكور"، و"ساري بابازيان"، فبدأت أمارس اللعبة ضمن فرق صغار النادي بإشراف عدد من المدربين المتميزين، ومنهم: "يوسف زغن"، و"عصام حكيم"، و"جوزيف وانيس"، و"رزق الله زلعوم". وفي عام 2012 غادرت "سورية" مع عائلتي إلى "بلجيكا"، حيث لعبت ضمن فريق المدرسة، وحصلنا على المركز الثالث لبطولة المدارس هناك؛ وهو ما فسح المجال لي للانضمام إلى نادي "Bcs Uccle" في مدينة "BRUXELlS".

كانت بدايتي في كرة السلة منذ أن كان عمري 5 سنوات في نادي "الجلاء"، وبعد سفرنا إلى "بلجيكا" تابعت مع أخي اللعب بذات النادي، وكان لي أيضاً دور كبير في الحصول على اللقب بعد أن سجلت في المباراة النهائية 15 نقطة. خلال وجودنا في "بلجيكا" وجدنا أجواء رائعة من حيث الاهتمام وتأمين كافة الإمكانات والراحة النفسية، ووجود مدربين أكفاء أسهموا في تطوير مستوياتنا كثيراً من خلال معالجة نقاط الضعف، والتدريب على كسب مهارات جديدة، والأهم الدعم النفسي الذي منحنا الثقة الكاملة كي نكون من اللاعبين المتميزين، لذلك نشعر من خلال الحصول على لقب بطولة الدوري أننا قمنا بواجبنا تجاه النادي الذي أسهم بتطور مستوانا الفني ويعول علينا آمالاً كبيرة، وكنا عند حسن ظن مدربينا، وإدارة النادي والجمهور الكبير الذي كان يتابع مبارياتنا ويدعمنا من خلال التشجيع والمؤازرة

بدأت اللعب في الفئة U16، وقد وجدت صعوبة بعض الشيء في البداية لارتفاع مستوى اللاعبين؛ وهو ما دفعني إلى السفر إلى "لبنان" والتدرب مع الكابتن الكبير "رزق الله زلعوم" الذي كان يدرب هناك لتطوير مستواي الفني، وبعد عودتي حجزت مكاناً أساسياً ضمن الفريق، وتم منحي شارة الكابتن، ثم تدرجت بباقي الفئات حتى أصبحت ضمن فريق الرجال، وكان وصولي إلى هذا المستوى الفني المتطور نتيجة التزامي بالتدريب اليومي بإشراف مدرب النادي الذي كنت أقضي معه يومياً 3 ساعات، حيث كان التركيز في تدريباتي على التسديد من مختلف الاتجاهات ومهارة "الدريبل"، وخلال وجودي في النادي تلقيت عروضاً كثيرة من عدد من أندية الدرجة الثانية والأولى للانتقال إليها، لكن لم أحسم أمري بهذا الموضوع، لأختار العرض الأفضل من كافة النواحي».

جان مع والدته وهو يرتدي الزي السوري

وتابع عن نتائج ناديه في دوري هذا العام: «كان دوري هذا الموسم صعباً جداً لتنافس عدة أندية، وقد نجحنا بالحصول على البطولة بعد فوزنا في 14 مباراة، وخسارتنا مرتين فقط، وكانت المباراة النهائية قوية، حيث تقابلنا مع فريق كنا متعادلين معه بكل شيء، وكان لا بد من الفوز عليه لتحقيق اللقب، وكان لي دور كبير في حسم النتيجة؛ فسجلت 20 نقطة من أصل 68، وقد نجحنا بالفوز نتيجة التزامنا بتنفيذ توجيهات مدربنا، إضافة إلى تشجيع الجمهور الكبير الذي تابع المباراة وساندنا بالهتافات التي لم تتوقف حتى النهاية، لذلك كانت فرحتي كبيرة بإحراز اللقب، وشاركت باحتفالات الفوز وأنا أرتدي وأخي قميصين مطبوع عليهما علم بلدي "سورية" التي كانت حاضرة في وجداني، ولم تغب عن بالي. فعندما قامت والدتي بزيارة "سورية" أحضرت عدداً كبيراً من القمصان المطبوع عليها علم الوطن، وكنا نحرص على ارتدائها باستمرار في التدريب وأثناء "الإحماء" قبل بدء المباريات، وكانت سعادتي كبيرة عندما تلقبنا التهنئة من الجمهور الذي تابع المباراة، وأصبح الجميع يتحدثون عن اللاعبين السوريين "جان"، و"ماريو"، وأن لهما الدور الأكبر في حصول نادينا على لقب بطولة الدوري، وبعد ما حدث يبقى لدي طموح كبير أتمنى تحقيقه، وهو أن أمثّل منتخب "سورية" في اللقاءات الدولية، وأنا مستعد لتلبية نداء الوطن في أي لحظة».

"ماريو أصلو" الذي يلعب في ذات النادي، قال: «كانت بدايتي في كرة السلة منذ أن كان عمري 5 سنوات في نادي "الجلاء"، وبعد سفرنا إلى "بلجيكا" تابعت مع أخي اللعب بذات النادي، وكان لي أيضاً دور كبير في الحصول على اللقب بعد أن سجلت في المباراة النهائية 15 نقطة.

الأخوين جان وماريو أصلان

خلال وجودنا في "بلجيكا" وجدنا أجواء رائعة من حيث الاهتمام وتأمين كافة الإمكانات والراحة النفسية، ووجود مدربين أكفاء أسهموا في تطوير مستوياتنا كثيراً من خلال معالجة نقاط الضعف، والتدريب على كسب مهارات جديدة، والأهم الدعم النفسي الذي منحنا الثقة الكاملة كي نكون من اللاعبين المتميزين، لذلك نشعر من خلال الحصول على لقب بطولة الدوري أننا قمنا بواجبنا تجاه النادي الذي أسهم بتطور مستوانا الفني ويعول علينا آمالاً كبيرة، وكنا عند حسن ظن مدربينا، وإدارة النادي والجمهور الكبير الذي كان يتابع مبارياتنا ويدعمنا من خلال التشجيع والمؤازرة».

"حنان مستريح" والدة اللاعبين "جان"، و"ماريو"، وخريجة المعهد الرياضي في "حلب"، تقول: «مارست كرة الطائرة قي نادي "الجلاء" بعمر مبكر، وبعد مدة أصبحت من لاعبات منتخب "سورية" الذي كان له مشاركات في الكثير من الدورات والبطولات. كما لعبت خلال تلك المدة مع منتخب الكرة الشاطئية، وكنت في ذات الوقت أعمل مدرّبة لفرق القواعد بكرة الطائرة في النادي، وأسهمت في تأسيس قاعدة واسعة ضمت عدداً كبيراً من اللاعبين واللاعبات على الرغم من طغيان شعبية كرة السلة. وبعد اعتزالي اللعب، عملت أيضاً في إدارة النادي، وكنت أتابع اهتمامات أبنائي الذين اختاروا كرة السلة وتدربوا مع فرق القواعد، وعند مغادرتنا "سورية" واستقرارنا في "بلجيكا"، بحثت عن نادٍ لإكمال مشواري في لعبة كرة الطائرة التي ما يزال عشقها يسري في عروقي، فانتسبت إلى نادي "Forza uccle"، وشاركت بالدوري في العام الماضي، ثم انتقلت إلى نادي "Bevc"، وفي الموسم القادم سوف أبدأ تدريب فرق القواعد في هذا النادي.

الأخوين مع ناديهما في بلجيكا

وبالنسبة لولديّ، فقد بحثت أيضاً عن نادٍ لكي يتابعا مسيرتهما في لعبة كرة السلة، وحصل ذلك عندما انتسبا إلى نادي "Bcs Uccle"، وقد كنت أرافقهما إلى التدريب، وأتابعهما بكافة المباريات، وأعمل على تدوين الملاحظات على أدائهما، وبعد كل مباراة نقوم بتحليلها، ومعرفة الأخطاء التي حدثت خلالها.

في المباراة النهائية كنت معهما إلى جانب الجمهور الكبير الذي وجد لمؤازرتهما، حيث كانت مباراة قوية وحماسية، واحتفلنا في ختامها بالفوز الثمين، وكان يوماً لا ينسى، فقد عمت الفرحة الأجواء، وكانت سعادتي لا توصف، لأن ولديّ قدما في هذه المباراة أداء رائعاً، ونجحا في تسجيل معظم نقاط الفريق، وكان لهما دور رئيس في إحراز اللقب، وقد حملهما الجمهور على الأكتاف، ولسان الجميع يقول إن بطولة الدوري تحققت بأيدٍ سورية؛ وهذا يؤكد أن الشباب السوريين يمتلكون مؤهلات كثيرة والقدرة على تحقيق الإنجازات الرياضية في كل مكان».

يذكر، أن اللاعب "جان أصلو" من مواليد "حلب" عام 1999، وشقيقه اللاعب "ماريو" من مواليد "حلب" عام 2005.