عشقت السينما والتعامل مع اللون، وطوّرت موهبتها في المكياج السينمائي، بتوليفة تعدّها الشابة التي لم تكمل عقدها الثاني "نور شيخ عمر" الأقرب إلى طموحها ورؤيتها لنوع خاص من الفنون المعقّدة والمؤثّرة في العمل السينمائي.

هي تجربة رحلة مع عجينة اللون إلى عالم التعبير والإبداع خارج الوطن، في سعيها لحلم وضعت نواته الأولى وحقّقت التميّز به في مرحلة عمرية مبكّرة ووقت قصير جذب انتباه وسائل الإعلام إلى موهبتها، تحدّثت عنها من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 أيار 2019، وتقول: «شغلتني السينما؛ خاصة أفلام الرعب والمهارة الفنية التي تتمكن من تغيير صورة الوجه، وتجسيد حالات مختلفة وأشكال غريبة على الوجه والجلد، مثل آثار الإصابات والتشوهات وتفاصيل مختلفة، وكل الحالات التي تقتضيها الحالة السينمائية، لأحاول التدرّب على مهارات كثيرة وأقدّم ما يمكن للفنان أن يقدّمه من خلال هذا الفن، وكنت مستعدّة لخوض التجارب التي شعرت بأنها ممتعة في هذا المجال.

هنالك مواد وتقنيات عدة أستخدمها في صناعة عمل سينمائي، وهي مواد تتوفر في الأسواق، وبعضها أقوم بصناعتها بنفسي؛ وهذا الجانب اشتغلت عليه من خلال (اليوتيوب) وكرّرته واخترت ما يناسبني، وأعمل على تجارب دائمة وأجد بدائل بسيطة وغير مكلفة، بهدف أن يكون العمل ناجحاً. المواد التي يتمّ استخدامها تلعب دوراً رئيساً في إخراج أيّ عمل أقوم به بأسلوب جيد ومناسب، وفي الكثير من الأحيان المواد تكون غالية الثمن؛ لذا عملت على اعتماد المواد البسيطة التي أصنعها، وهنا أحرص على الدقة والخبرة التي اكتسبتها خلال سنوات عملي على الرغم من قصرها في هذا المجال الواسع أيضاً لأسجّل تجاربي وأتقن طرائق التحضير، حيث تتسع مساحات الإبداع والاختبار الحرّ؛ لأقدّم حالات ترضي شغفي وتحقّق غاية العمل الفنّيّ

كانت البداية مع الدراسة في مدينة "حلب"، حيث اخترت دراسة فنّ المكياج كفنّ له مستقبل ووافق ميولي، حيث حصلت على شهادة حرفية في مجال المكياج السينمائي أثبتت تخصصي، وأعدّها أولى خطواتي لدخول مجال العمل والتجربة، وبفعل الأوضاع في "سورية" وحالة الحرب لجأنا إلى "تركيا" ومنها إلى "ألمانيا" في رحلة كان آخرها الاستقرار في "هانوفر" لأمارس موهبتي في هذه المدينة المتفاعلة محاولة تقديم أفضل ما لديّ».

من أعمال "نور شيخ عمر"

عن البداية العملية من الرسم إلى المكياج" قالت: «عشقت الرسم وتعلّمته، وكان مجال الرسم مع المدرسة الواقعية الأقرب إليّ، وعندما جسّدت موهبة الرسم على الوجوه بعمل دائم لتطوير الأسلوب والتقنية والعمل بطريقة تفاعلت لتصبح أكثر دقة، وأخذتني خطوة إثر أخرى إلى عالم المكياج، ومع تأثري الواضح بمشاهد أفلام (الأكشن) والرعب ورغبتي بالاستمرار وتجاوز هوّة كبيرة نجدها في بلادنا تتمثّل في قلّة عدد متقني هذه المهارة التي تعدّ ضرورة وحاجة أولى لإنجاح الأعمال السينمائية بوجه عام، وأفلام الرعب التي تتوافق مع أذواق الجماهير على مساحة العالم.

ولا أنكر أنّ ما دار من أحداث دامية وصور الحرب والإصابات خلال هذه الأحداث طبع بذاكرتي، وكانت مساحة جديدة للتجربة والتطبيق لحالات قد يراها بعضهم مخيفة، لكن عندما أجسّدها أتمكّن من تفريغ الذاكرة منها ومن ثقلها لتكون مفيدة بإنتاج أفلام سينمائية متجاوزين قسوة الصورة إلى فضاء جديد نستثمر به الحرفة في أعمال فنية مهمّة».

طريقة المكياج بموادها البسيطة

حالة من الذهول من عملها تخبرنا عنها: «لا أعرف أسباب كثيرة لذهول من حولي بدخول عالم المكياج السينمائي وحالات الاستغراب من المحيطين، ولا سيّما الأهل والأصدقاء في حالة لم تتوقف، وتحوّل الأمر إلى مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام، وما زال مستمراً، هذا الواقع زادني حماسة للفكرة ومتابعة العمل للحصول على دراسة أكاديمية عالية تدعم عملي الذي ظهر في المستوى العملي من خلال مشاركتي في عدة أفلام كردية وعربية وألمانية مثل "kurz vorm ende" ، "Consulate"، وعدة عروض مسرحية، ومنها: "Die masken"، و"jesus". كما كان هناك معرض خاصّ بأعمالي في مشروع مشترك "House of many" إلى جانب معرضي الخاص في مشروع مشترك وعدة أفلام وأعمال قيد التنفيذ، وعروض وأفلام على الأبواب على أمل البدء بإنتاجها خلال المرحلة القادمة.

ولديّ طموح كبير بالحصول على الدعم المناسب للعمل في مهرجانات ومعارض وأفلام سواء على صعيد شخصي أو مشترك، وأن أجعل من هذا الطريق مهنة ثابتة، والعمل مع شركات الإنتاج ذات الاهتمام بأعمالي».

المخرج "زرادشت كال"

الشابة تصنع موادها بخبرة اكتسبتها بمفردها، وتضيف: «هنالك مواد وتقنيات عدة أستخدمها في صناعة عمل سينمائي، وهي مواد تتوفر في الأسواق، وبعضها أقوم بصناعتها بنفسي؛ وهذا الجانب اشتغلت عليه من خلال (اليوتيوب) وكرّرته واخترت ما يناسبني، وأعمل على تجارب دائمة وأجد بدائل بسيطة وغير مكلفة، بهدف أن يكون العمل ناجحاً.

المواد التي يتمّ استخدامها تلعب دوراً رئيساً في إخراج أيّ عمل أقوم به بأسلوب جيد ومناسب، وفي الكثير من الأحيان المواد تكون غالية الثمن؛ لذا عملت على اعتماد المواد البسيطة التي أصنعها، وهنا أحرص على الدقة والخبرة التي اكتسبتها خلال سنوات عملي على الرغم من قصرها في هذا المجال الواسع أيضاً لأسجّل تجاربي وأتقن طرائق التحضير، حيث تتسع مساحات الإبداع والاختبار الحرّ؛ لأقدّم حالات ترضي شغفي وتحقّق غاية العمل الفنّيّ».

عملا معاً واطلع على موهبتها ومهارتها العالية التي تضعها في خدمة العمل؛ حيث تحدّث عنها "زرادشت كال" مخرج مسرحي، وقال: «تتميّز "نور" بعملها الدقيق الذي يبدأ من خلال تصوّر غنيّ بالخيال تعرضه من خلال ما تؤدّيه وطريقة عملها، فخيالها الواسع على الرغم من صغر سنّها محرّك فاعل للعمل، حيث تؤسس الفكرة في طريقة تضعها في المقدمة مقارنة مع الشبان من أبناء جيلها.

وقد تابعتها في طريقة صنع المواد باليد من دون الحاجة إلى الكثير من التكاليف، وتجسيد الصورة المثالية للأشخاص والشخصيات المطلوبة وفق احتياجات العمل والحالة الفنية التعبيرية، بموهبة واضحة وطاقة خلّاقة للعمل، وتطبيق ذاتي قدم الكثير للأعمال التي شاركت فيها.

عملنا معاً في عدة مشاريع، منها الأفلام والأعمال المسرحية، واللافت الطريقة الإبداعية التي تتعامل بها مع الشخصية، حيث تتقن تغيير الملامح أو إظهار الجروح والكدمات والحروق بالطريقة المثالية وكأنها حقيقة؛ وهذا ما يجذب المتابع عند رؤية أعمال "نور"، وتقوم دائماً بابتكار أفكار جديدة لتحدّي الواقع وذاتها في الوقت نفسه؛ لتكون في المقدمة وتحقّق النجاح في مرحلة قصيرة».

ما يجدر ذكره، أنّ "نور شيخ عمر" حاصلة على شهادة حرفية مكياج سينمائي في "حلب"، وهي من مواليد "عفرين" عام 2000، استقرت منذ أربع سنوات في "ألمانيا"، وشاركت في عدد من الأفلام، وباتت من الأسماء التي حققت الشهرة، لتكون حصيلة عملها مجموعة كبيرة من الأفلام كانت أحد دوافع اللقاء بها من قبل عدد كبير من وسائل الإعلام هناك.