بدأت مشوارها ببرنامج نسائي لطيف، ثم حولتها الحرب إلى مراسلة حربية؛ كانت الأولى في "حلب". غطت الفرح والحزن، الحرب والسلم بقوة وإصرار.

مدونة وطن "eSyria" التقت الإعلامية "كنانة علوش" بتاريخ 2 كانون الثاني 2018، حيث تحدثت عن بداياتها قائلة: «الإعلام بالنسبة لي كان عالماً لم أتخيل يوماً أنني سأدخل إليه. تخرّجت في كلية الآداب، اختصاص أدب فرنسي، وعملت كمعيدة، وأحببت التدريس كثيراً. في عام 2003، طلبت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في "سورية" مذيعين ومذيعات يتقنون عدة لغات، ولكوني أتقن الفرنسية والإنكليزية والإيطالية؛ تقدمت ونجحت في المسابقة. بدأت عملي كمذيعة في مركز "حلب" ضمن عدة برامج».

الإعلام بالنسبة لي كان عالماً لم أتخيل يوماً أنني سأدخل إليه. تخرّجت في كلية الآداب، اختصاص أدب فرنسي، وعملت كمعيدة، وأحببت التدريس كثيراً. في عام 2003، طلبت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في "سورية" مذيعين ومذيعات يتقنون عدة لغات، ولكوني أتقن الفرنسية والإنكليزية والإيطالية؛ تقدمت ونجحت في المسابقة. بدأت عملي كمذيعة في مركز "حلب" ضمن عدة برامج

وعن أبرز ما قدمته على قناة "الفضائية السورية" أضافت "علوش": ‹‹برنامج "غاردينيا" هو أكثر عمل عرفني الجمهور من خلاله؛ وهو برنامج يخص المرأة بدءاً من لوازم التجميل، وصولاً إلى الأزياء والموضة. إضافة إلى برنامج "صباح الخير يا حلب"، الذي كنا نتناوب على تقديمه أنا وزملائي؛ إذ كنت أقوم بإعداد وتقديم البرنامج ثلاث مرات في الأسبوع، وكان يشمل نقل الأحداث الثقافية والاجتماعية والخدمية؛ أي كل ما يخص "حلب"».

الإعلامية لمى كيالي

مع بداية الحرب في "سورية" ووصولها إلى "حلب"، انتقلت "علوش" من محطة إلى محطة، ومن الاستديو إلى الميدان، وأضافت بهذا الخصوص: «على الرغم من الجولات الميدانية ونقل الفعاليات خارج الاستديو، لم أتوقع أنني سأقوم بنقل المعارك. بعد أن توقف برنامج "غاردينيا" بسبب الأوضاع في "حلب" وانضمامي إلى أسرة قناة "الدنيا"، تغير الوضع؛ ليس فقط لأنني انتقلت من محطة إلى أخرى، بل من الاستديو إلى ميادين القتال. خلال سنوات الحرب قمت بنقل أخبار أشرس المعارك، وأصبح الميدان بالنسبة لي جزءاً من كياني، وعلى الرغم من المشاهد القاسية التي كنت أراها في كل معركة، إلاَّ أنني كنت أحاول أن أبقى شجاعة وأتغلب على المشاعر بقوة المهنة والعدسة التي أوثق بها كل ما عشته خلال تلك المعارك››.

بعيداً قليلاً عن الجبهات هي أم لولدين وربة منزل؛ إذ تقول: «المعارك جزء من كياني، واسمي مرتبط بجبهات "حلب"، لكنني أعشق السلام. حاولت نقل المعارك والأحداث المؤلمة التي عصفت بـ"حلب"، لكن من جهة أخرى قمت بنقل إرادة الحياة التي كانت أقوى من كل تلك الأحداث الأليمة؛ بدءاً من الفعاليات الثقافية، وصولاً إلى المسيرات الشعبية. ومع أنني كنت أتأثر كثيراً بالحالات الإنسانية لكوني أمّاً لولدين، لكن قوة المهنة والشغف الذي يتجدد بداخلي يوماً بعد يوم يجعلني أتفاءل وأشجع الناس الذين عانوا من الحرب حسب ما يعبّرون هم حين يتكلمون معي».

كنانة مع الطلاب المتفوقين

وعن سرّ نجاحها، أضافت "علوش": ‹‹سرّ نجاحي هو التواضع الذي تعلمته منذ طفولتي، وعلى الرغم من الإغراء الذي تعطيك إياه الكاميرا والشهرة، إلا أن التواضع يجعلك قريباً من قلوب الناس وتكسب محبتهم، هذه القناعة ترافقني منذ بداية مسيرتي الإعلامية، وأعمل جاهدة على كسب محبة الناس على قدر ما أجاهد في نقل الأحداث بروح مهنية وشفافية».

الإعلامية "لمى كيالي" من زميلات "كنانة علوش" ورافقتها في معظم المعارك، بدورها أضافت: ‹‹"كنانة" عبارة عن شخصية فيها عالمان متناقضان؛ فتراها لبوة في المعارك، وأمّاً حنونة في حياتها اليومية مع ولديها. كصديقة أؤكد أنها مصدر من مصادر التشجيع لنا كزملاء، إضافة إلى أنها لم تبخل بإعطاء خبرتها لأحد، والأهم أنها متواضعة بقدر شجاعتها في ساحات المعارك».

كنانة أثناء نقلها لإحدى معارك "حلب"

يذكر أن الإعلامية "كنانة علوش" من مواليد "الدريكيش" عام 1968.