مدرّسٌ عابرٌ للأجيال، عاصرَ المناهجَ طوالَ أربعين عاماً، ليتركَ أثراً في نفوس مئاتِ الطلابِ في مدارس عدّة بـ"حلب" و"دمشق"، "رائد يازجي" مربٍّ تخطى حاجزَ المنصب، جاعلاً للفيزياء والكيمياء سحراً خاصاً أحبّه الطلابُ وأحبّوا أستاذهم في آنٍ واحدٍ.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت المربي "رائد يازجي" بتاريخ 5 أيلول 2019، حيث بدأ بالحديث عن بداياته في مزاولة المهنة قائلاً: «بدايتي في التدريس كانت عام 1977 في "دمشق" لمدة عشر سنوات وعدتُ من بعدها إلى "حلب" وأعمل بالتدريس فيها حتى اليوم.

بدايتي في التدريس كانت عام 1977 في "دمشق" لمدة عشر سنوات وعدتُ من بعدها إلى "حلب" وأعمل بالتدريس فيها حتى اليوم. درّست في "دمشق" في مدراس: ثانويات "النور والجمهور" الخاصتين و"العناية" العامة، أما بـ"حلب" درست بشكل أساس في كل من المدارس الخاصة "السورية"، "المركزية"، "كيليكيا" و"الحياة"

درّست في "دمشق" في مدراس: ثانويات "النور والجمهور" الخاصتين و"العناية" العامة، أما بـ"حلب" درست بشكل أساس في كل من المدارس الخاصة "السورية"، "المركزية"، "كيليكيا" و"الحياة"».

هاكوب كيلاجيان

وعن رؤيته للتدريس، يضيف "يازجي": «بدأت مزاولة التدريس كمهنة، وكنت لا أنوي الاستمرار فيها ولكن يوماً بعد يوم بدأت أحبّها وأصبح جزءاً مهماً من شخصيتي وأسلوب حياتي اليومية، التدريس مهنة سامية، كونك تخرّج أجيالاً من الأطباء والمهندسين والأساتذة وأحياناً زملاء في العمل، فهذا الأمر يعطيك استمرارية بشكل تلقائي.

أخذت التدريس ليس فقط بمعناه التعريفي، كنقل للمعلومة، إنّما نقل المعلومة بأسلوب خاص يناسب ميول الطلاب في الدراسة، وذلك من خلال المسح الشامل الذي أقوم به بين المناهج القديمة والحديثة لتكتمل الفكرة والمعلومات».

مع الطلاب

أما عن استمراره في العطاء، فيشير "يازجي": «عاصرت أربعة أجيال، خلال 43 عاماً من التدريس، عاصرت معهم مناهج مختلفة في الفيزياء والكيمياء، وفي بداياتي وبسبب التقارب العمري بيني وبين الطلاب، كنت أعاملهم كإخوة أو أصدقاء وهذا كان جسراً مهماً بينهم وبين المادة الدراسية التي أعطيها، شاركتهم همومهم ومشكلاتهم وعملت على حلّها ضمن الإمكانات المتاحة.

بقيت معاملتي مع الطلاب معاملة أخوية، إلى يومنا هذا، ورغم الفارق العمري أعدُّ نفسي قريباً منهم، أعاملهم باحترام يبادلونني إياه وهذا ما دفعني إلى الاستمرار رغم تجاوزي سنَّ التقاعد».

الأستاذ "هاكوب كيلاجيان"، بدوره يقول عن "يازجي": «حين أتكلم عن المدرس "رائد يازجي"، علي التكلّم كمدرس وزميل في العمل بآنٍ واحد، كونه درّسني في المرحلة الثانوية، كان الأستاذ "رائد" مربّياً ومدرّساً بكلّ ما للكلمة من معنى، المتعة كانت حاضرة في كل حصصه الدراسية نتيجة فهمنا لما يقدمه من المعلومات، وإلى جانب الفيزياء والكيمياء، كان يوجهنا إلى أمور تتعلق بحياتنا اليومية والتربوية وأسلوب حياتنا.

بعد أن أصبحت مديراً للمدرسة طبيعة العلاقة بيني وبينه انتقلت من طالب وأستاذه إلى زمالة في العمل، يتحلى الأستاذ "رائد" بالاحترام لكلّ الفئات العمرية ويحترمه الجميع بالمقابل سواء أكان الطلاب أو الكادر التدريسي.

أما من ناحية أولياء أمور الطلاب، فقد لاحظوا بشكل واضح أنّه في الأعوام التي تسلّم فيها الأستاذ "رائد" تدريس صفوف الثانوية العامة قد حصد أبناؤهم نتائج جيدة جداً في الفيزياء والكيمياء إضافة إلى وجود علامات تامّة في معدل المادتين، كما ظهرَ جلياً في آراء أولياء الأمور مدى تناغم صفة الأب والمدرس لديه طوال مدة الحصة الدراسية».

المدرّس "نشته جامساكيان"، يضيف: «يعدّ الأستاذ "رائد" من أقدم وأهم المدرسين في "حلب"، يتميز بالصبر والحكمة في تحمل استيعاب الطلبة بكلّ مستوياتهم التعليمية والأهم دقته في إعطاء المعلومة ولا سيّما الرموز في الفيزياء والكيمياء، درّسني في الصف الحادي عشر، وأحببت حصته الدراسية جداً فهو مدرّس يرتقي إلى مستوى المنهاج مهما تطور أو طرأ عليه من تغييرات بالمحتوى واللغة، وأخيراً حضوره مؤثر في نفوس الطلاب، سواء أكان أثناء التدريس أو بعده فهو صديق ومدرس في آن واحد».

يذكر أنّ المدرس "رائد يازجي" من مواليد مدينة "حلب" عام 1954، وخريج فرع (ر. ف. ك) من جامعة "حلب".