احترافه لتحرير الأخبار وشغفه في إعداد البرامج جعلاه يترك بصمته الخاصة في العمل الإعلامي بعد رحيله، وأثراً إنسانياً طيباً بين زملائه الإعلاميين، وأوراقاً دوّن عليها العديد من الأفكار للبرامج والندوات.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 28 تموز 2020 مع "عبيد عبيد" رئيس تحرير قناة "نور الشام" الذي تحدث عن أسلوبه في الإعداد قائلاً: «بدأ الراحل عمله في القناة عام 2014، تناول الموضوعات الاجتماعية، الخدمية، والإغاثية التي يعتمد فيها نبض الشارع انطلاقاً من الهم المجتمعي العام، واعتمد أسلوبه في الإعداد على الرشاقة والسلاسة بعيداً عن التقعير وعرض العضلات، قريباً من الناس ولغتهم وهمومهم، كان معياره في اختيار الضيوف الصدق والمصداقية، بعيداً عن التنظير والمنظرين.

الزميل الراحل من المعدين المهمين ويعمل في مجال الأخبار منذ فترة طويلة، معد ضليع ومتمكن، مخلص في عمله، متفانٍ، طيب، يحترم الآخرين، ويتعاون معهم، يعمل للمصلحة العامة، كان مثالياً في عمله

شكل العمل الإعلامي للراحل هاجساً يرافقه على مدار الساعة، وكانت حقيبة يده تشهد على ذلك فهي ملأى بالقصاصات التي يدون عليها ملاحظاته، أفكاره ويقوم بمراجعتها بشكل دوري ومن ثم يعيد ترتيبها حسب أولوية الحاجة لها إعلامياً واجتماعياً، "خليل محمود" صانع خبر من الطراز الرفيع وعادة مَن يتخذ الأخبار خطاً له يكون بعيداً عن العمل الإعلامي الاجتماعي لصالح ضغط العمل الإخباري أما هو فقد استطاع المواءمة بين هذين الخطين الإعلاميين المتوازيين وهنا تكمن بصمته في القناة ذات الطابع الديني بلبوسها الاجتماعي، فقد تخصص الراحل بالإعداد الاجتماعي الذي يُعد هماً مشتركاً بين خط القناة والمعدين ومن ضمنهم هو».

الراحل من الاستوديو

"سحر شبيب" معدة في قناة "نور الشام" تقول: «كان الراحل شغوفاً بالإعداد بل وأكثر من ذلك، كان هاجسه القلم، لم يكتف فقط بإعداد البرامج الدورية كـ"صباح الشام"، "نوافذ" و"آفاق"، بل بادر لإعداد الندوات التلفزيونية في مختلف المواضيع السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الطبية والدينية، كان ينتظر اقتراب المناسبات الوطنية ليعد الندوات عن (عيد الجيش، الجلاء، حرب تشرين، وعيد العمال) وغيرها من المناسبات والاستحقاقات الوطنية كان آخرها انتخابات مجلس الشعب، رحل وترك كثيراً من الأوراق التي تحمل في طياتها أفكاراً لبرامج وندوات قادمة لكن القدر كان أسرع».

وعن عملها معه في برنامج "صباح الشام" تتابع قائلةً: «كنا سويةً في الأستوديو، وفي انتقاء المواضيع والضيوف، كان حريصاً على تقديم الثقافة القانونية عبر استضافة المحامين وطرح المواضيع القانونية وكان مهتماً بقضايا الشارع السوري الاجتماعية والواقع الاقتصادي لأنه السوري الأصيل المعجون بحب سوريته، والمهموم بقضاياها، كما استقبل عبر برامجه وندواته مغتربين سوريين ليؤكد على تذليل الصعوبات للمغترب السوري حتى يقيم مشاريعه على أرض "سورية"، واهتم عبر برنامج "آفاق" بإعادة الإعمار واستضاف عبره مستثمرين، رجال أعمال وتجاراً للنهوض بواقع البلد، كان ينهي عمله في "الإخبارية السورية" ويأتي إلى القناة ليصنع نسيجاً متكاملا ًمتجانساً من الحياة السياسة، الاقتصادية، الاجتماعية الطبية والقانونية، ويأمل أن يكون برنامج "صباح الشام" وحدة وطنية متكاملة ننتقل عبره إلى المحافظات السورية، نرصد نشاطاتها ونبض شارعها ليكون لكل محافظة صوتها في القناة».

الراحل مع "معين العماطوري" وضيوف آخرين

وتتابع عن صفاته الإنسانية: «سعى دائماً لتقديم الأفضل، عمل بإخلاص، اهتم بأدق التفاصيل، فكر كثيراً قبل أن يكتب وقبل أن يتكلم، كان إنساناً مصغياً، وهادئاً، لم يزعج أحداً، لم نسمع منه يوماً كلمة جارحة، أضاف لي على الصعيد الإنساني المهني والشخصي الشيء الكثير، كان يمد الزملاء الجدد دائماً بالنصيحة والتوجيه، هو قيمة مضافة لكل من عرفه بإنسانيته ورقيه قبل مهنيته واحترافيته، فخر لي أن يكون اسمي جانب اسمه في الإعداد».

بدوره "أحمد الكناني" رئيس تحرير في القسم السياسي بقناة "الإخبارية السورية" يقول: «بدأت معرفتي بالزميل الراحل "خليل محمود" منذ عام 2015 في قناة "الإخبارية السورية"، جاء من "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون" المركز الإخباري بصفة رئيس تحرير لينضم إلى كوادر القناة بالصفة نفسها، خمسة أعوام من العمل الإعلامي كفيلة لتجعل المصاب عظيم، ونحن خسرناه أخاً قبل أن نخسره زميلاً لنا في الوسط الإعلامي، تميز بأسلوب التحرير غير التقليدي، بعيداً عن النمطية والكلاسيكية بتحرير الأخبار، كما تميز بالتغطيات الإخبارية المباشرة، عاصر أهم الأحداث والتغطيات التي عاشتها "سورية" خلال فترة الأزمة من انتصارات وانكسارات، هو إنسان محب للعمل وعلاقته بزملائه جميلة جداً، طيب وخلوق وله أثر جميل تركه عند رحيله».

من جهته "معين العماطوري" صحفي ومراسل موقع "مدونة وطن" في "السويداء" يقول: «عرفت الزميل الإعلامي "خليل" منذ ما ينوف على عقد حيث بدأنا العمل في موقع "مدونة وطن" حينما كان بالبدايات في المرحلة التجريبية عام 2007، تميز بالعطاء وصدق التعامل والمهنية، استطاع أن يحافظ على تميز عمله بإعطاء رؤية إعلامية في مقال يدونه واضعاً فيه شخصيته بإنسانيتها وثقافته الانتمائية، حرص منذ بداية عملنا على رسم هوية في أسلوبه الصحفي فلديه تطلعات متنوعة ومساهمات في وسائل إعلامية متعددة؛ المرئي، المقروء، والمسموع».

"مالك حمود" إعلامي يقول: «الزميل الراحل من المعدين المهمين ويعمل في مجال الأخبار منذ فترة طويلة، معد ضليع ومتمكن، مخلص في عمله، متفانٍ، طيب، يحترم الآخرين، ويتعاون معهم، يعمل للمصلحة العامة، كان مثالياً في عمله».

يذكر أنّ الإعلامي "خليل محمود" من مواليد عام 1973 من منطقة "عفرين" في "حلب"، حاصل على إجازة في "الإعلام"، توفي صباح الإثنين 27 تموز 2020 إثر إصابته بفيروس "كورونا".