انطلقت في بلدة "الخفسة" بريف "حلب" صباح الخميس 1/7/2010 أعمال المخيم الطبي التطوعي الذي يقيمه الاتحاد الوطني لطلبة "سورية" في البلدة وعلى مدار خمسة أيام. يقدم من خلالها المخيم كافة الخدمات الطبية والصيدلانية بشكل مجاني لأبناء المنطقة.

** خيمة الاستقبال..

خيمة الاستقبال هي المحطة الأولى التي يدخلها المريض ليحصل على استمارته التي تصله بالعيادة التي يحتاجها لتلقي خدمته الطبية، وعن الخطوات المتبعة ضمن هذه المرحلة يحدثنا المتطوع "عبد الله الحسن"، قائلاً: «يتم في خيمة الاستقبال إدخال المرضى لتسجيل استمارة خاصة بكل مريض متضمنة اسمه والعيادة التخصصية التي ستتلاقى فيها الخدمات الطبية. يتم تسجيل هذه المعلومات على جهاز الحاسب الموجود ضمن الخيمة والمرتبط بشبكة داخلية مع جميع العيادات. ليتم بعد ذلك توجيه المريض إلى العيادة عبر الإذاعة ليتلقى الخدمات الطبية من الأطباء الموجودين ومن ثم إلى الصيدلية التي تعطي الدواء مجانا للمرضى».

منذ دخولك للمعسكر يستقبلك الشباب ويوجهونك للعيادة المختصة لتحظى بأفضل اهتمام طبي، ومن ثم للصيدلية لأخذ دوائك بشكل مجاني

وعن أكثر العيادات الطبية إقبالا، قال: «حاليا وبعد ساعتين من بدء أعمال المخيم وصل عدد المراجعين إلى حوالي 800 مراجع تقسموا على العيادات التخصصية والنسبة الأكبر حظيت بها العيادة الداخلية وعيادة الأطفال. وقد أتتنا حالة اسعافية تمت معالجتها بشكل سريع وناجح».

علي أحمد الكردي

وإلى العيادة الداخلية التي تشهد الإقبال الأكثر من المراجعين، حيث تحدث لنا الطبيب "حمزة المروح" عن أهم الحالات التي تمت معالجتها في العيادة قائلاً: «معظم الحالات التي عالجناها اليوم تتمثل بالتهاب أمعاء والتهاب معدة، قرحة معدية والتهاب كولون تشنجي، بالإضافة للحالات القلبية مثل ارتفاع الضغط الشرياني. كما أن هناك حالات مرضية قد تكون مرتبطة بطبيعة المنطقة ذات الجو الغباري مثل حالات الربو. أما الغالب على الحالات المرضية فهي المشاكل الهضمية».

** ماذا قال الأهالي عن المخيم؟

رانيا قطريب مع طفلتها

«منذ دخولك للمعسكر يستقبلك الشباب ويوجهونك للعيادة المختصة لتحظى بأفضل اهتمام طبي، ومن ثم للصيدلية لأخذ دوائك بشكل مجاني». هذا مقاله المواطن "علي أحمد الكردي" الذي التقينا به وهو يحمل دواءه مغادرا المخيم، وهو يرى في المخيم «فرصة علاجية يحتاجها أغلب سكان المنطقة، وخصوصا أن أبناء المنطقة من ذوي الدخل المحدود وهم بأمسّ الحاجة لهذه الخدمات الطبية التي تفتقر لها المنطقة».

كما حدثنا عن صدى المخيم قبل افتتاحه قائلا: «منذ عشرة أيام وصدى المعسكر منتشر في جميع قرى المنطقة وهذا ما تلاحظه من احتشاد الناس هنا منذ ساعات النهار الأولى. وبرأيي الأعداد ستزداد أكثر لأن الناس سينقلون لأهلهم وذويهم حسن المعاملة والخدمة التي يقدمها المخيم، وأنا بدوري سأدعو أبناء قريتي جميعهم لزيارة المخيم».

** وللمشاركين زيادة في الخبرة..

يرى معظم الطلاب المشاركين في هذا المخيم أنه بالإضافة للدافع الإنساني في تقديم الخدمة لمن يحتاجها، هناك اكتساب خبرة طبية من خلال الحالات المرضية التي يستقبلونها. فترى المتطوعة "رانيا قطريب" المدرّسة في مدرسة التمريض أن هذه الخدمة التي تقدمها هي جوهر عملها الإنساني فتقول: «ما دفعني للمشاركة في هذا المخيم هو إنسانية المهنة التي نعمل بها، وبالنسبة لي فانا أحب عملي جدا. وأردت أن أؤكد أن عملنا كممرضين لا يقتصر على المشافي بل يجب أن نوصل خدماتنا إلى من لا يستطيع الوصول إلينا، وذلك بأن نصل نحن إليه.

فوجدتُ في مثل هذه المخيمات تعزيزا لروح التعاون والمشاركة. فتقديم المساعدة للناس أمر ممتع جدا بالنسبة لي، وخصوصا من خلال التعاون والتجاوب الذي لمسناه من أبناء المنطقة».

ويرى الطبيب "عبد الرحمن علي" أن الفائدة مزدوجة للطرفين، فيقول: «لا تقتصر الفوائد الناتجة عن مثل هذه المخيمات على الطبية التي تقدم للمواطنين من أبناء المنطقة، فبالإضافة لكوننا أتينا بعلمنا الذي اكتسبناه لنضعه في خدمة من هم بحاجة إليه، فإن هذه المخيمات تؤمن لنا خبرة عملية جيدة من خلال الحالات المرضية التي تأتينا وخصوصا مع أعدد المرضى الكبيرة، فمن خلالهم نتعرف على حالات جديدة تزيدنا خبرة».

واستمرت أعمال المخيم الطبي في بلدة "الخفسة" التي تبعد عن مدينة "حلب" حوالي 92كم، وعن مدينة منبج 35كم جنوب شرق المدينة لمدة أربعة أيام.