في بادرة متميزة وتطوعية تهدف إلى تشجيع العلم بين الطلبة في مختلف مراحلهم الدراسية أقام أهالي قرية "ياخور" التابعة لمنطقة "عفرين" احتفالاً تكريمياً لأبنائهم المتفوقين والناجحين في شهادات التعليم الأساسي والثانوي والجامعي وذلك ضمن أجواء ريفية ساحرة وبحضور جميع أهالي القرية وضيوفهم من شخصيات رسمية وإعلامية.

الزميل الصحفي "نضال حنان" المشرف على المهرجان/ وهو من أبناء قرية "ياخور"/ قال لموقع eAleppo: «تشهد قرية "ياخور" هذه الليلة النسخة الخامسة من المهرجان التكريمي السنوي والذي يُقام بهدف تكريم أبنائها المتفوقين والناجحين في مختلف المراحل الدراسية وذلك في إطار مبادرة تطوعية يشارك فيها جميع أفراد القرية سواء من المقيمين فيها من فلاحين ومتعلمين أو موظفين مقيمين في مدينة "حلب"».

تشهد قرية "ياخور" هذه الليلة النسخة الخامسة من المهرجان التكريمي السنوي والذي يُقام بهدف تكريم أبنائها المتفوقين والناجحين في مختلف المراحل الدراسية وذلك في إطار مبادرة تطوعية يشارك فيها جميع أفراد القرية سواء من المقيمين فيها من فلاحين ومتعلمين أو موظفين مقيمين في مدينة "حلب"

وأضاف متحدثاً عن الهدف من إقامة هذا الاحتفال التكريمي السنوي في القرية: «نهدف من خلال هذا الاحتفال إلى تحفيز أبناء قرية "ياخور" نحو تحقيق المزيد من التفوق والنجاح وذلك في ظل تراجع معدلات التعليم وارتفاع نسب التسرب من المدارس والأمية بين صفوف الأطفال في القرى والمزارع البعيدة عن مراكز المدن.

تحضيرات الحفل التكريمي من قبل أهل القرية

هذا المهرجان التكريمي انطلق كمبادرة تطوعية قبل سبع سنوات وذلك عندما تم تكريم أحد طلاب القرية الذي احتل أحد المراتب الأولى في الشهادة الثانوية ومن ذلك التكريم انبثقت فكرة إقامة مهرجان متعدد الفعاليات يترافق مع حفل تكريم المتفوقين والناجحين يتميز بحيويته وألقه وذلك على الرغم من ضعف الإمكانات المادية التي تعتمد أساساً على مساهمات أهل القرية المتواضعة، وخلال السنوات السابقة لاحظنا تأثير عمليات تكريم الناجحين والمتفوقين في القرية بشكل ايجابي على المسيرة التعليمية لأبناء القرية وذلك من ناحية تشجيعهم وتحفيزهم في الإقبال على التعليم وتحقيق النتائج الجيدة».

وحول حفل تكريم هذا العام قال الأستاذ "نضال": «مهرجان هذا العام- كما في مهرجانات السنوات السابقة- يُقام في ساحة القرية ويتميّز بأجوائه البسيطة المفعمة بعبق الطبيعة وألقها وقد امتلأت أسطح المنازل المطلة على الساحة الرئيسية في وسط القرية بمئات المتفرجين في صورة تعيد مشهد أفراح القرى التقليدية، ويرافق هذه الأجواء الساحرة فقرات من الموسيقا الريفية المتناسقة مع إيقاع حركات الشبان والشابات من خلال اللوحات الفنية الفلكلورية الراقصة والفقرات الغنائية التي تضفي على المهرجان المزيد من الفرح».

جانب من الحضور

وختم بالقول: «يقام على هامش الحفل معرض مصغّر لثمرة الجوز والمنتجات المشتقة منها كالمربيات والحلويات والأطعمة والتي تشتهر القرية بزراعتها وجودتها ومذاقها اللذيذ إلى جانب مسابقة ثقافية ولوحة رقص غربية /البريك/ قام بأدائها الطالب "شرفان خلو" والذي أدهش الجمهور بحركاته التي لم يتعود الناس في القرية على رؤية مثلها».

الطالبة المكرّمة "مريم رمزي حسين" الحاصلة على 247 علامة في شهادة الثانوية العامة- الفرع العلمي قالت: «أشكر أهالي قريتي على هذا التكريم الرائع الذي يعطي الطلاب دفعاً معنوياً كبيراً نحو تحقيق المزيد من النجاح والاستمرار في التفوق الدراسي والعلمي.

توزيع الهدايا على الناجحين من أبناء القرية

وبهذه المناسبة أود القول بأنه يجب علينا إدراك أهمية الوقت وتنظيمه في الحياة الدراسية وكذلك تعزيز الإرادة وإدراك الهدف لتحقيق النجاح في مختلف مجالات الحياة وخاصة الدراسية منها».

السيد "علي عبدو" وهم من أهالي قرية "ياخور" قال حول الاحتفال: «للتكريم تأثير كبير على المكرّمين هذه الليلة وقد بلغ عددهم 38 مكرّماً من الناجحين والمتفوقين من أبناء قريتنا، لأنّ التكريم بكل بساطة يمنحهم الثقة والتشجيع، كما له تأثير إيجابي على الطلاب بشكل عام حيث يعطيهم الدافع لتحقيق النجاح وبالتالي للحصول على التكريم وسط فرحة أهل قريتهم خلال السنوات المقبلة، ولذلك فإننا تعودّنا خلال الخمس سنين الماضية أن يكون لأبنائنا ليلة تكريمية، ومن النقاط الايجابية لهذا الحفل أيضاً هو أنه مناسبة سنوية تعمل على تعزيز روح التعاون والمحبة بين أبناء القرية الواحدة، فمنذ صباح هذا اليوم تحولت قرية "ياخور" إلى خلية نحل حيث تم تقسيم العمل فيما بين أبنائها للتحضير لهذا المهرجان من تأمين سيارات لنقل الضيوف إلى القرية وتجهيز ساحة القرية بغسلها وجلب الكراسي وشراء الهدايا للمكرّمين.. الخ.

باسم قرية "ياخور" أرحّب بجميع من يشاركنا الليلة في احتفالنا التكريمي من ضيوف أعزاء قدموا من مختلف المناطق ليشاركونا فرحتنا ونتمنى لهم قضاء أوقاتاً جميلة في ربوعنا، كما نتمنى للمكرّمين المزيد من التفوق ولباقي أبناء قريتنا النجاح ليكونوا من بين المكرّمين خلال السنوات القادمة».

حضر الحفل مدير ناحية "المعبطلي" وعدد من الصحفيين وحشد كبير من الإخوة المواطنين من أهالي القرية وضيوفهم، ويُذكر أيضاً أنّ قرية "ياخور" تتبع إدارياً وبلدياً إلى ناحية "المعبطلي" وتقع إلى الشمال الغربي من مدينة "عفرين"بنحو 25 كم ويبلغ عدد سكانها حوالي 5000 نسمة.