انطلاقا من تعزيز دور الشباب في الحركة الثقافية والفكرية في المجتمع وإتاحة الفرصة للمواهب الشابة لتقديم نتاجه الأدبي وصقل تلك المواهب، كانت مبادرة المركز الثقافي العربي في "منبج" بإقامة أمسية أدبية (شعرية –نقدية)، قدم من خلالها الشاعرين "رشيد عباش"، و"حسام الدين تيجان" مجموعة من قصائدهما التي تنوعت في فنونها ومواضيعها. ليقدم لها الناقد الشاب "ريبر أحمد"، دراسة نقدية حاولت الغوص في خفايا النصوص وربطها مع تجارب إبداعية عربية وعالمية. وذلك مساء الإثنين 2/5/2011.

قدم الشاعر "رشيد عباس" مجموعة من القصائد تنوعت بين العمودي وشعر التفعيلة، حملت عناوينا وروئ فكرية للشاعر "عباس" حاول أن يتواصل من خلالها بالجمهور ونقل تلك الرؤية الخاصة إلى عموم الناس عبر تلك النصوص. ومن ناحيته الشاعر "حسام الدين تيجان" فقد كان "الغياب" هو الروح الواحدة فيما قدم من نصوص نثرية آمن بوظيفتها رفد الساحة الأدبية المتنوعة.

لا نستطيع القول عن هذه التجربة بأنها رائدة، ولكنها مهمة جدا في مجال العمل الثقافي في جانبين. الأول يتمثل بإتاحة الفرصة للمواهب الشابة بالظهور على المنابر الثقافية لتعزيز ثقتها بنفسها ولتعزيز الحركة الثقافية العربية، والجانب الآخر اتاحة الفرصة لمتذوقي الأدب بالاستماع إلى النصوص الشعرية وإلى نقدها بنفس الوقت ما يعزز الذائقة الشعرية لدى الحضور وتفتح له أفقا قد تكون غامضة. حاولنا أن تكون هذه التجربة رائدة في مركز "منبج" ونتمنى تعميمها على كافة المنابر الثقافية لتعزيز هذه المواهب الشابة والطاقات الأدبية الغير ظاهر على الساحة الاعلامية لتكون ضمن كوادرنا الثقافية الوطنية..

eSyria حضر الأمسية والتقينا بالشاعر "رشيد عباس" " الذي تحدث لنا عن دور دور هكذا أنشطة في رفد الحراك الثقافي الشاب بالمواهب، قائلا: «نحن كشعراء شباب بحاجة إلى مثل هذه الأمسيات التي تساهم في النقد الذي يدرس النصوص بتأني ويحاول الغوص في أعماقها، وهذا يبعدنا عن الأمسيات التقليدية اتي تقتصر على قراءة القصائد والتي قد تليها بعض التعقيبات الانطباعية التي لا تستند إلى دراسة معمقة تفي النص الأدبي حقه.

ريبر أحمد

وبالتالي هي فرصة للشباب لكي تكون أعمالهم على طاولة النقد البناء الذي يساهم في تلافي الهفوات والأخطاء. وما أعطى هذه الأمسية إيجابيها هو كون الناقد شاب درس القصائد ونقدها، وأيضا الجمهور استمع إلى القصائد ومن ثم إلى نقدها ما ساهم في فهمه للنصوص بشكل أفضل. أما من ناحية الفكرة فأنا أتمنى أن تعمم على باقي المنابر الثقافية لأنها تشكل فرصة حقيقية للشباب لنقل إبداعاتهم للجمهور».

هي التجربة الأولى للشاعر الشاب "حسام الدين تيجان" على المنابر الثقافية ورأى فيها فرصة ثمينة في تواصله مع الجمهور والتأسيس لمشروعه الأدبي، حيث قال: «بالنسبة لي وأن أُأسس لمشروع شاعر كنت بحاجة إلى مكان يتسع لهذا الشعر، ويكون معينا في تطوير تجربتي التي لازالت في طور البداية. من خلال ما أكتب أعتمد على النثر الذي أرى فيه نتيجة حتمية لتطور الشعر من الجاهلية وحتى الآن بدون إنكار للشعر التقليدي الذي يشكل الوعاء لكل هذه الفنون.

حسام تيجان، رشيد عباس

ولكون هذه المشاركة هي الأولى لي حاولت انتقاء بعض النصوص من خلال احترامي للمعنى الذي يستطيع إيصال أفكاري الشبابية من مجموعة قضايا كالغياب والرحيل، وهي مواضيع مهمة جدا لعمر الشباب، حاولت صياغتها بأسلوب جديد ينبع من ذاتي ويعكس تجارب عديدة.

ما ميز الأمسية هو العنصر الشبابي من حيث النقد والشعر، فوجود ناقد شاب يكون أقرب لفكر وتطلعات وتجليات الشباب وهو أقدر على فهم كتاباتهم وأبعادها الفكرية والأدبية وذلك لأن النقد يخرج من ذات الآلية التي كتبت فيها القصيدة..».

جابر الساجور

ومن جهته الناقد الشاب "ريبر احمد" الذي تولى عملية دراسة النصوص ونقدها فقد حدثنا عن هذه الأعمال بالقول: «في دراستي لقصائد "رشيد عباس" حاولت من خلال النقد المقارن أن أقارن تجربته مع شعراء غربيين، وهذا الاسلوب في النقد يحاول أن يجمع أشياء تخص الإنسانية بأسرها. وبالنسبة لأعماله فقد تميزت بالبعد الإنساني.

وهو لا يعتمد على الفكر بل يعتمد على المعايشة والممارسة، يتخطى كل تلك الأطر والمعاني القديمة، ويحاول أن يحيي روح حوارية إنسانية اخرى تكون بديلا عن انماط ألفناها، وجميع قصائده حملت هذه الروح مع تفاوت نسبي في بعض الأمور.

أما "حسام الدين تيجان" فقد اعتمدت على مقارنة كتاباته بتجارب عربية، وهو يعتمد على الفكر والتصوف وعلى إحضار المعاني داخل السجال الفكري الذي يعتري النفس الإنسانية في حال مجابهتها لمخاض الواقع الإنساني، ولذلك كانت هناك حالة من الصراع المحتدم والشيق في نفسية "حسام" من خلال استعراضه لفلسفة الغياب التي كانت تربط قصائده الثلاث».

ينطلق المركز الثقافي العربي في منبج من خلال تبنيه لهكذا أنشطة شبابية من أهمية دور الشباب في رفد الحراك الأدبي والعمل على استمراريته، وذلك كما يرى الأستاذ "جابر الساجور" رئيس المركز، والذي تحدث عن التجربة بالقول: «لا نستطيع القول عن هذه التجربة بأنها رائدة، ولكنها مهمة جدا في مجال العمل الثقافي في جانبين.

الأول يتمثل بإتاحة الفرصة للمواهب الشابة بالظهور على المنابر الثقافية لتعزيز ثقتها بنفسها ولتعزيز الحركة الثقافية العربية، والجانب الآخر اتاحة الفرصة لمتذوقي الأدب بالاستماع إلى النصوص الشعرية وإلى نقدها بنفس الوقت ما يعزز الذائقة الشعرية لدى الحضور وتفتح له أفقا قد تكون غامضة.

حاولنا أن تكون هذه التجربة رائدة في مركز "منبج" ونتمنى تعميمها على كافة المنابر الثقافية لتعزيز هذه المواهب الشابة والطاقات الأدبية الغير ظاهر على الساحة الاعلامية لتكون ضمن كوادرنا الثقافية الوطنية..».