لا حياة من دون فنّ ورياضة، وانطلاقاً من هذه القناعة تربى "آرام خجادوريان" بين الرياضة والموسيقا ليصبح بطلاً في السباحة السورية، وموسيقياً يمثّل بلده في المنابر العالمية على الرغم من صغر سنّه.

مدونة وطن "eSyria" التقت "أرام خجادوريان" بتاريخ 9 أيلول 2017، للحديث عن بداية مسيرته، فقال: ‍‍‍‍«نعلم أنَّ أهالينا هم أصحاب القرار بشأن التحاقنا بالمعاهد الموسيقية أو الأندية الرياضية، حيث التحقتُ بجلسات تدريب الصوت "الفوكال" في الثامنة من عمري، إضافة إلى غنائي في "كورال الأسد" الطلائعي. وبعد تدريب دام خمس سنوات تمكّنت من الغناء الأوبرالي. وإلى جانب التحاقي بتدريبات الفوكال اتجهت إلى العزف الكلاسيكي "البيانو"، الذي أصبح رديفاً للون الغناء الذي اخترته».

منذ صغره كنت ألاحظ قدراته الصوتية والموسيقية الرهيبة، ونحن نفتقد أصوات كهذه في "حلب"، سواء كان في العزف على البيانو، أو الغناء، وهو يقدم أكثر من طاقة عمره باحتراف وسلاسة ومهنية

وعن بداياته في السباحة، أضاف: «الموسيقي إن أراد النجاح، فلا بدّ من التحاقه برياضة معينة، لكونها تساعد في تكبير القصبات والتنفس بسهولة أكثر أثناء الغناء، وكانت السباحة بالنسبة لي كعزف البيانو رياضة رديفة للموسيقا، ولم أتوقع أن أصبح بطلاً يوماً ما».

كايانه سيمونيان

بعد سنوات من التدريبات القاسية والنضج الذي وصل إليه في الموسيقا، وصل إلى مرحلة الظهور على المنابر، حيث أضاف بهذا الخصوص: «بعد خمس سنوات من التدريبات القاسية سواء كانت في الموسيقا أو الرياضة، دفعني أساتذتي إلى المشاركة في المسابقات المحلية والعالمية، وتحقق ذلك بتشجيع أساسي من الأهل، حيث شاركت في بطولة الجمهورية للسباحة (فئة الأشبال)، وحصدت ثمرة التعب بحصولي على المرتبة الأولى كبطل جمهورية لثلاث سنوات متتالية، من عام 2009 إلى 2011. تم اختياري للمشاركة في مسابقة "صلحي الوادي" في "دمشق" لكوني طالباً في معهد "صباح فخري"، وخلال مشاركتي تأهلت إلى النهائيات، لكن لم أتوقع الفوز؛ لأن لجنة التحكيم اختارت الفائز في المرتبة الأولى فقط، وتمّ إعلان اسمي كفائز في المرتبة الأولى مكرر في المرحلة الأولى، وفي الختام، تمّ اختياري للمرتبة الأولى من بين جميع المراحل».

أما عن المشاركات الأخرى في المسابقات، فقال: «في عام 2011، شاركت في مسابقة الغناء الأوبرالي مع أنني لم أكن أتجاوز الثانية عشرة من عمري. المسابقة كانت مقسومة إلى قسمين، وعلى كل مشترك تقديم ثلاث أغنيات، فالقسم الأول يتألف من أغنية واحدة من اختيار المشترك، وأغنية من اختيار لجنة التحكيم، والقسم الثاني ترتيلة أرمنية تراثية من اختيار المشترك أيضاً. المسابقة كانت في "أرمينيا"، كنت المشترك السوري الوحيد في المسابقة بين أكثر من ثلاثين دولة مشتركة. وكان فوزي في المسابقة دافعاً كبيراً وسبباً لاحترام المجتمع فنّي أكثر على الرغم من صغر سنّي».

وعن الصعوبات التي تواجهه الآن على الصعيدين الموسيقي والرياضي، أضاف: «بعد مشاركتي في المسابقات التي تكللت جميعها بالنجاح، بدأت الحرب في "سورية" تتمدد أكثر فأكثر، فلم أتمكن من المشاركة في المسابقات المحلية والعالمية بسبب عدم توافر المقومات اللازمة للقيام بالتدريبات في السباحة، كالمياه الساخنة والنظيفة. أما بشأن الموسيقا، فمدرّبي هاجر. ولا أريد الاستسلام لهذا الواقع؛ لذا أحاول الاستمرار في تمرين حنجرتي بنفسي لكوني أجيد عزف البيانو، إضافة إلى تمارين اللياقة التقليدية لعدم فقدانها في السباحة».

المايسترو "كايانه سيمونيان" رافقت "آرام" في مراحله الأولية في الفن، قالت عنه: «منذ صغره كنت ألاحظ قدراته الصوتية والموسيقية الرهيبة، ونحن نفتقد أصوات كهذه في "حلب"، سواء كان في العزف على البيانو، أو الغناء، وهو يقدم أكثر من طاقة عمره باحتراف وسلاسة ومهنية».

يذكر أن "آرام خجادوريان" من مواليد "حلب"، عام 1998.