بدأ العمل التطوعي في سن الرابعة عشرة، واستطاع بشخصيته القيادية أن يعمل في إدارة المشاريع التنموية، وأن يكون فاعلاً في المجتمع من خلال دعم وتدريب الشباب، وتقديم المساعدة للأطفال بالتعاون مع منظمة "اليونيسف".

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "محمود كوسه" بتاريخ 14 تموز 2020 وعن ميله للعمل التطوعي يقول: «منذ صغري تربيت في عائلة تدعم أفرادها ليكونوا فاعلين في المجتمع، وتحثنا على تقديم المساعدة سواءً على مستوى العائلة، الجوار، أو الأقارب.

تعرفت إلى "محمود" في بداية عام 2012 كان طالباً في السنة الأولى، وهو من الشباب المتميزين، تطوع في سن صغير مع جمعية "أهل الخير"، وحينها كنت أعمل مع مؤسسة "مبادرون" ومتطوعة في جمعية "التعليم ومكافحة الأمية" حضرنا العديد من الورشات التدريبية سوياً، وعملنا بعدة مشاريع منها النوادي الصيفية الخاصة بالأطفال للجمعيات الأهلية في بداية الأزمة

وفي بداية مسيرتي في إحدى الفعاليات تعرفت إلى مجموعة من الشباب المنتسبين لجمعية خيرية، يقدمون المساعدات، ما لفت انتباهي وسرعان ما ذهبت للجمعية وقدمت طلب الانتساب وكنت أصغر عضو منتسب في الرابعة عشرة من العمر، ولأنني أؤمن بأنّ لكل إنسان خلق في هذا الحياة دور ورسالة، أسعى للمشاركة في بناء مجتمع سليم معافى قادر على إحداث التغيير محلياً وعالمياً».

من فعالية "عبق"

وعن نشاطاته وعمله كمدرب يتابع: «في عام 2008 بدأت مسيرتي في العمل التطوعي والإنساني من خلال التطوع في الجمعيات الأهلية وكان عملي يتركز في مجال التعليم، ودعم الأطفال ومن ثم العمل ضمن مجال الإغاثة ومساعدة النازحين والمتضررين من مختلف المحافظات السورية، كنت أركز على دعم وتمكين الشباب، حيث عملت في إدارة المشاريع لأكثر من سبع سنوات، ووصل عدد الشباب الذي كانوا ضمن فريقي لأكثر من 200 شاب وشابة، قمت بتدريب أكثر من 700 شاب من مختلف المناطق السورية من خلال إقامة أكثر من 25 تدريباً حول (القيادة المجتمعية، المواطنة والرأسمال المجتمعي) وغيرها من المواضيع لتمكين الشباب».

وعن المبادرات التي نظمها يتابع: «قمت بتنسيق وتنظيم الحملات التطوعية والمبادرات الأهلية أهمها حملة "كفى عنفاً" التي كانت بالتشاركية مع سبع جهات محلية ودولية وتهدف إلى التوعية ضد العنف بجميع أشكاله وشارك بها 500 متطوع، وحملة "لسا فينا خير" والتي كانت تهدف لحث وتحفيز الشباب على مساعدة مجتمعاتهم خلال شهر رمضان، ومبادرة "عبق" التي تهدف إلى الحفاظ على التراث الحي، وشاركت بمشروع "روابط" الذي يهدف إلى دعم وتمكين الجمعيات والمنظمات المحلية في "سورية" وكنت مسؤولاً ميدانياً في المشروع عن سبع مناطق مختلفة».

شهادة تكريم

وفيما يتعلق بتكريمه يقول: «استطعت تمثيل الشباب في منصات شبابية محلية، حكومية ودولية حيث تم اختياري لتمثيل الشباب السوري في مؤتمر "السلام العالمي" في "سويسرا"، كما تم تكريمي من قبل "اليونيسف" لنجاحي بإدارة إحدى مشاريعها بميزانية ضخمة، حيث شغلت منصب مدير مشروع مع المنظمة عامي 2017 و 2018، بالإضافة للعمل ضمن فريق "سند التنموي"، وأستمر في مشروعي العلمي الخاص وهو مخبر للتحاليل الطبية بالإضافة إلى ترخيص شركة مع مجموعة من الأصدقاء تعمل في مجال البناء والديكور للمساهمة في إعادة إعمار مدينة "حلب"، وقمنا بتنفيذ مشروع يتألف من معمل في المدينة الصناعية بـ"الكلاسة"، وصالة بيع في منطقة "الفرقان"».

وفيما يتعلق بمشاركته في مسابقة "الشباب العشرة الأكثر تميزاً" يقول: «خلال سنوات الحرب كان هناك الكثير من الطاقات السلبية التي تحيط بالشباب وذلك لأكثر من سبب، ومن دوافعي للمشاركة التأكيد على أن الشباب السوري كان ولا يزال وسيبقى متميزاً قادراً على إحداث تغيير، وشعرت بأنني قادر على إيصال صوت الشباب على أكثر من صعيد، وتم اختياري لفئة (القيادة في مجال العمل الإنساني والتطوع) كان لدي شعور مختلط بين الفرح لوصولي إلى تلك المرحلة وبين حماسي للمشاركة في المستوى العالمي والمتابعة لإيصال نجاحات الشباب السوري على مستوى عالمي، رغم الصعوبات التي واجهتي في فترات سابقة لتحقيق التوازن بين الظروف الحياتية الصعبة، التحصيل العلمي، وظروف العمل المجتمعي المتغيرة باستمرار والتي استطعت تجاوزها من خلال ترتيب الأولويات، وتنظيم الوقت».

من مشاركاته

بدوره "غيث ياسين" أحد المتدربين يقول: «"محمود كوسه" مختص بإدارة مشاريع تنموية وبناء فرق تطوعية، أعرفه منذ أربع سنوات تعلمت منه إدارة المشاريع التنموية والرأسمال المجتمعي، يتميز بالقدرة على الإضافة والتطوير في أي مادة تدريبية وتقديمها بشكل يوائم العمل على الأرض لخبرته الطويلة في العمل التنموي، أكثر ما يميزه هو دعمه الدائم للمتدربين خلال التدريب أو في مرحلة ما بعد التدريب وقدرته على وضع رؤية واضحة للمشروع والأهداف التي يمكن تحقيقها، العمل عليها وعلى تطويرها، بالإضافة إلى علاقاته الواسعة وقدرته على التشبيك والتنسيق على مستوى عال من الاحترافية».

من جهتها "هدى كعكة" مسؤول البرامج في "صندوق الأمم المتحدة للسكان" تقول عنه: «تعرفت إلى "محمود" في بداية عام 2012 كان طالباً في السنة الأولى، وهو من الشباب المتميزين، تطوع في سن صغير مع جمعية "أهل الخير"، وحينها كنت أعمل مع مؤسسة "مبادرون" ومتطوعة في جمعية "التعليم ومكافحة الأمية" حضرنا العديد من الورشات التدريبية سوياً، وعملنا بعدة مشاريع منها النوادي الصيفية الخاصة بالأطفال للجمعيات الأهلية في بداية الأزمة».

وتتابع: «هو شاب فاعل مجتمعياً، يمكن الاعتماد عليه، قدم مجموعة من المشاريع مع جمعية "أهل الخير" بدعم من منظمة "اليونيسيف" أفخر بالتعامل معه لأنه يمثل الشباب الفاعل الواعد، عمله التطوعي ملهم وهو قدوة لأبناء جيله ليكونوا فاعلين في المجتمع، قدم الكثير من المساندة للمحتاجين في مدينة "حلب"، يتميز بأنه شخص قيادي، يحب عمل الخير ويمتلك زمام المبادرة، استطاع أن ينال محبة أصدقائه وأن يكون قائداً لهم في الوقت نفسه».

يذكر أنّ "محمود كوسه" من مواليد محافظة "حلب" عام 1993، طالب في السنة الخامسة بكلية الصيدلة، جامعة "حلب"، فاز على المستوى الوطني في مسابقة "الشباب العشرة الأكثر تميزاً" عن فئة (العمل الإنساني والتطوع).