"ريبر هبون" شاعر وناقد شاب يملك تجربة أدبية غنية في مختلف مجالاتها أثبت خلالها حضوره على الساحة الأدبية في محافظة "حلب".

بتاريخ 16 شباط 2014 أجرت مدونة وطن "eSyria" اللقاء التالي مع الأستاذ "ريبر"، وكان الحوار التالي:

إن معرفتي بالأستاذ "ريبر" لم تكن وليدة المصادفة فقد تعرفته في مجال العمل فكان أسلوبه في الحديث هو الذي شدني إليه ولما تعارفنا بدأت علاقتنا بالتقدم. الأخ "ريبر" لديه مشروعه -وهو مصدر احترامي له- شعره ونقده وكتاباته كلها مسخرة لمشروعه الذي يحمل بعداً إنسانياً عميقاً وله أسلوبه اللغوي المفعم بالخصوصية واليسر لمن يحاول قراءته وتتبع كتاباته، كما أنه يتميز بمرونة كبيرة في المحاورات والجدالات -إن شئت- دون أن يستسلم لفكرة خصمه مجرد الاستسلام حيث يحاول إيصال رسالته ببعدها الإنساني العميق ويمقت التعصب بأشكاله، يسمو ويصبو نحو المستتر الإنساني الذي نفتقده في يومياتنا وتفاصيل حياتنا

  • حدثنا عن بداياتك الأدبية وظروفها وأبرز تحولاتها.
  • أحد دواوينه الشعرية

    ** لقد بدأت كتابة الشعر وبه طرقت عالم الأدب أواخر المرحلة الابتدائية، ثم راح يأخذ تحولاته في المرحلة الثانوية في العام 2003م؛ حيث أصبحت أكتب إلى جانب قصيدة النثر القصيدة العمودية وتعرفت أكثر على نتاجات الشعراء الأقدمين كالمتنبي، و"أبي فراس الحمداني"، و"بشار بن برد"، كما قرأت تجارب المعاصرين كأدونيس، و"السياب"، و"سليم بركات"، و"محمود درويش"، و"نزار قباني"، كما قرأت الشعر الأوروبي المترجم كأشعار "بابلو نيرودا"، و"لوركا"، وغيرهم.

    لقد كانت قراءتي للكلاسيكيين متزامنة مع قراءتي لتجارب المعاصرين، وبذلك تكونت لدي تجربة عميقة لإنتاج مادة شعرية قويمة مستمدة خصوبتها من الأصالة والمعاصرة لتصل التجربة الشعرية عندي أوج نضوجها مع بداية دخولي الجامعة ودراستي لقسم اللغة العربية واحتكاكي بالأجواء الأدبية في "حلب".

    ريبر هبون.. الناقد والأديب الشاب

  • باعتبارك ناقد، أين موقع مدينة "حلب" شعرياً في "سورية" والوطن العربي؟
  • ** لـ"حلب" موقع أدبي وفكري متميز ورائد منذ أيام "المتنبي" و"أبي فراس" و"البحتري"، وامتد هذا الشموخ الأدبي إلى يومنا هذا، ولها اليوم صدى في العالم العربي وهي منبره المتألق، ومما ساعدني على تبلور شخصيتي كناقد هو تعرفي واحتكاكي بالأدباء الكبار على الساحة الحلبية، وكذلك في مدينة "منبج" أمثال الناقد الأستاذ "محمود الفاخوري"، والناقد "رشيد عباس"، والشاعر "محمد بشير دحدوح"، والمسرحي الناقد "راهيم حساوي" وغيرهم، كما أن اتساع رقعة الأندية والأمكنة الثقافية ساعدني في التنقل والتمرس على النقد ارتجالاً ودراسة، وطبيعي أن ينشط الأديب بوجوده في المراكز الملمة بتأهيله والتعرف على أدواته.

  • ماذا حققت خلال تجربتك النقدية؟
  • ** لقد حققت القدرة على التمييز بين المناهج النقدية وإعمالها على أرض الواقع، وكذلك التعرف على ما يُكتب بالمقارنة مع ما كُتب، والتعرف على النتاج المعاصر، وتقويم اللغة، والإشارة إلى الإبداع من خلال تشجيع لون مختلف من الأماسي وهي الأمسيات الشعرية النقدية التي شاركت في العديد منها خاصة في ريف "حلب"، إضافة إلى مساهمتي النقدية في سلسلة كتاب "أدباء من حلب" الذي يحاول التسليط على نتاجات الأدباء الحلبيين وتقديم دراسات نقدية حولها، أيضاً لدي كتاب يحتوي على سلسلة دراسات متنوعة من شعر وقصة ورواية ومسرح، هذا الكتاب سأعده قريباً.

  • هناك من يقول: إن النتاجات الشعرية كثيرة في "حلب" ولكن قراءها قليلون بماذا تفسر ذلك؟
  • ** عموماً أزمة القراءة لا تنحصر في "حلب" فحسب، بل إن ندرة القراء تعود إلى النتائج الرديئة التي تعود بدورها إلى طغيان منظومة الاستهلاك والنفعية السائدة. وإذا ما حاولنا تسليط الضوء على هذه المشكلة نجدها عائدة إلى تعدد وسائل الاتصالات والقنوات الإعلامية والإنترنت، وهذه الوسائل تؤثر بشكل سلبي في حركة القراء وتلقي النتاج الموضوع.

  • تحولت مؤخراً إلى كتابة الشعر الكردي بماذا تحدثنا عن هذه التجربة؟
  • ** برأيي إن انصراف الكتاب الكرد إلى الكتابة باللغة العربية وإهمال اللغة الكردية أثر سلباً في النتاجات الأدبية الكردية؛ ما ساهم في فقر المكتبة الكردية، وأثر في الثقافة الكردية الغنية والعريقة التي لا بد من سبرها، وهذا ما دعاني للاهتمام باللغة الكردية فوجدت الشعر الوسيلة المثالية لتحقيق الإيغال في المناخ الكردي الجميل، وبدأت كتابة الشعر الكردي كقصيدة النثر والتفعيلة وكذلك القصيدة الكردية العمودية، وكانت هذه تجربتي الجميلة.

  • تكتب الشعر بالعربية والكردية، ما الصعوبات التي تلقاها في ترجمة مشاعرك إلى أكثر من لغة؟
  • ** كلما تنوعت وسائل التعبير والتواصل تنوع المناخ وتعددت سياقات الفن بشكل رائع، وكلما استطاع الأديب الإلمام باللغات والكتابة فيها كلما نجح في محاكاة ومخاطبة أكبر شريحة ممكنة من المجتمعات وإيصال الرسالة المبتغاة.

  • أغلب نتاجاتك الأدبية مخطوطة والقليل منها مطبوعة، حدثنا عنها؟
  • ** لقد قمت بطباعة ديواني الشعري النثري "آخر وطن" في "بيروت"، كما لديّ مجموعات مخطوطة لم تُطبع بعد مثل: "صرخات الضوء" –شعر، "عسلية العينين" - شعر، "أصداء الخيبة" - شعر، "أطياف" -نصوص، و"ذات جنون" - رسائل، وحالياً قيد الطباعة ديواني الأول بالكردية، إضافة إلى تفرغي الحالي في مشروع كتاب فكري فلسفي يحمل عنوان "الحب وجود والوجود معرفة"، ومجموعة مقالات ودراسات نقدية قمت بنشرها في العديد من الدوريات مثل: "الأسبوع الأدبي"، و"الموقف الأدبي"، وبعض المواقع والمجلات الإلكترونية مثل: موقع "ثقافات"، و"معارج الفكر"، و"أصداء الأدبية"، وموقع "النور"، و"الحوار المتمدن".

  • الحب وجود والوجود معرفة، حدثنا عن مضمون الكتاب؟
  • ** الكتاب عبارة عن نظرية فلسفية فكرية تتضمن مجموعة مقالات في هذا المنهج، ووجود الإنسان المعرفي في كل المؤسسات والأحزاب والدول عبر التاريخ، وهو يؤسس لبنية علاقات جديدة تهدف إلى التأكيد على وحدة الوجود والالتفاف حول المعرفة ونشر ثقافة الحب وكذلك ثقافة الاختلاف.

    الباحث الاجتماعي والشاعر "نهاد خالد" قال عن تجربة الأديب والناقد "ريبر هبون": «إن معرفتي بالأستاذ "ريبر" لم تكن وليدة المصادفة فقد تعرفته في مجال العمل فكان أسلوبه في الحديث هو الذي شدني إليه ولما تعارفنا بدأت علاقتنا بالتقدم.

    الأخ "ريبر" لديه مشروعه -وهو مصدر احترامي له- شعره ونقده وكتاباته كلها مسخرة لمشروعه الذي يحمل بعداً إنسانياً عميقاً وله أسلوبه اللغوي المفعم بالخصوصية واليسر لمن يحاول قراءته وتتبع كتاباته، كما أنه يتميز بمرونة كبيرة في المحاورات والجدالات -إن شئت- دون أن يستسلم لفكرة خصمه مجرد الاستسلام حيث يحاول إيصال رسالته ببعدها الإنساني العميق ويمقت التعصب بأشكاله، يسمو ويصبو نحو المستتر الإنساني الذي نفتقده في يومياتنا وتفاصيل حياتنا».

    يذكر أن الأستاذ "ريبر هبون" من مواليد "منبج" عام 1987م، وهو خريج كلية الآداب – قسم اللغة العربية، جامعة "حلب".