مع بداية فصل الصيف يسوّق ريفيو محافظة "حلب" مادة الصوف بعد قيامهم بقص ماشيتهم؛ ضمن مناسبة اجتماعية تسمى يوم "جز الصوف" وما يليه من طقوس مرتبطة بالأفراح.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 أيار 2015، "عبد الرحمن صاغر" أحد مالكي قطعان الماشية؛ الذي قال: «يوم "قص الماشية" أو "جز الصوف" أحد مواسم الرعاة التي توفر لهم دخولاً موسمية جيدة بعد تسويق هذه المادة في البازارات المحلية في المنطقة أو في مدينة "حلب" التي تعد من أهم مراكز تجارة الصوف في "سورية". يبدأ الرعاة قص ماشيتهم مع بداية مواسم الحر لأن هذه العملية هي إحدى الوسائل التقليدية المتبعة لتسمين الماشية وحمايتها من الكثير من الأمراض، وتتم عادةً في ساحة من ساحات القرية وبطريقة جماعية من قبل عدد من الرعاة في مناسبة اجتماعية موغلة في القدم تسمى يوم قص الغنم، ويتم ذلك بواسطة آلة حادة وخاصة تسمى "آفرنك" تشبه المقص ولكنها أكبر حجماً وذلك بعد ربط الأغنام جيداً، وخلال عملية القص يتبادل الرعاة أداء الأغاني الفلكلورية والتراثية، أما بعد الانتهاء من العمل فتقوم النسوة بإعداد طعام جماعي يتم تناوله من قبل جميع الحضور».

بالنسبة لشعر الماعز فالريفيات يستخدمن الشعر المقصوص في تحضير وصناعة العديد من الأدوات والمستلزمات المنزلية الريفية، مثل: الخيوط والسجادات وأدوات الفلاحة، وغيرها

وأضاف: «بعد الانتهاء من قص جميع القطيع يتم تجميع الصوف ضمن أكياس قماشية خاصة تسمى "خرار"، ثم تُسوّق في الأسواق والبازارات التجارية المحلية، ونادراً ما يقوم الريفي بتسويق منتوجه من الصوف إلى أسواق مدينة "حلب" بسبب البعد وتكاليف النقل، لذا يترك تلك المهمة للتجار الذين يأتون إلى المنطقة لشراء هذه المادة بكميات كبيرة ونقلها إلى مدينة "حلب" وباقي المحافظات السورية. والمال الذي يؤمنه تسويق الصوف وبيعه يستخدمه الرعاة عادةً في شراء علف ماشيتهم من "التبن"، وخاصة في مثل هذه الأيام؛ حيث يتوافر "التبن" بمختلف أنواعه وبأسعار معقولة ومناسبة».

تحضير جهاز العروس مناسبة مرتبطة بجز الصوف

وحول الحضور الاجتماعي للصوف قالت العمة "بنفش إبراهيم" من "عفرين": «يستخدم أهل الريف الصوف بطريقتين: الأولى تسويقه وبيعه واستخدام المال الذي يوفره في تأمين العلف وخاصة "التبن الأحمر"*، وكذلك في شراء المستلزمات المنزلية التي تحتاج إليها البيوت الريفية.

أما الطريقة الثانية فهي الإبقاء على كميات مناسبة من دون بيعها وذلك لاستخدامها في تحضير وتصنيع "المخدات والفرشات واللحف"؛ خاصة إذا كان موعد زواج الأبناء قريباً.

يوم قص الماشية

فمادة الصوف مرتبطة بمواسم الأعراس عند الحلبيين في المدينة والريف على حد سواء، فمن تقاليدهم الاجتماعية في هذا المجال يقدم أهل العروسين عدداً من "المخدات والفرشات" لهما في يوم زفافهما. أهل المدينة يقومون بشراء الصوف من السوق أما أهل الريف فيخزّنون حاجتهم منه».

وأضافت: «الخطوة التالية بعد تخزين الصوف لدى الريفيين هي غسله، ويتم ذلك على ضفاف نهر "عفرين" في يوم خاص يسبق مناسبة العرس، وعملية غسيله تحتاج إلى مياه وفيرة؛ حيث تقوم النسوة بوضع كميات منه فوق حجرة مسطحة بعد رش الملح عليه ودقه بواسطة مطرقة خشبية خاصة تسمى "شونك"، ثم يُنشر على شجيرات قريبة من النهر حتى المساء ليجف. وفي المساء تقوم النسوة بتنظيفه من القش والشوائب والعوالق تمهيداً لتحضير لوازم العروسين من "المخدات والفرشات"، وغيرها.

عبد الرحمن صاغر

"المخدات والفرش واللحف" المحشوة بصوف الماشية مرتبطة بيوم جهاز العروس في "حلب" المدينة أيضاً، وبالمناسبة يقوم أهل العروس بتقديم طقم كامل من هذه المستلزمات لابنتهم، ولذلك تقوم النسوة الحلبيات بزيارات خاصة وممتعة إلى "سوق الصوف" في منطقة "الجديدة" لشراء حاجتهم من هذه المادة».

وختمت: «بالنسبة لشعر الماعز فالريفيات يستخدمن الشعر المقصوص في تحضير وصناعة العديد من الأدوات والمستلزمات المنزلية الريفية، مثل: الخيوط والسجادات وأدوات الفلاحة، وغيرها».

  • "التبن" الأحمر: هو "التبن" الناتج عند حصاد العدس.