نجحت السيدة "زلوخ رزق" ذات الأربعين عاماً في تحقيق حلمها في نيل الشهادة الثانوية على الرغم من كل الظروف التي واجهتها ومنها وفاة زوجها وتهجيرها من "حلب".

"زلوخ" حائزة على شهادة التعليم الأساسي، ولأنها طفلة مميزة لم تنسَ التعليم وحلمها به، تحدثت "زلوخ" إلى مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 كانون الأول 2015، قائلة: «ابتعدت عن الدراسة مرغمة مع العلم أنني كنت طفلة متميزة دراسياً، لكن الطبيعة الاجتماعية القاسية من فقر وجهل كانت السبب في ذلك، ومع ذلك قمت بتحدٍّ صغير في ذاك الوقت وحصلت على شهادة الأول الإعدادي بدرجة امتياز، وكنت الأولى على صفّي والسابعة على مدرستي».

لم يقتصر اجتهاد "زلوخ" على عودتها إلى الدراسة بعد انقطاع طويل لتحقق جزءاً من حلمها، بل كانت بمنزلة الأم الجامعة المصمّمة على اجتهاد الأطفال وتوجيه أولادها وأولاد الآخرين في نشاطات من القراءة إلى المسرح وبعض الأعمال اليدوية البسيطة

تزوجت "زلوخ" بعد ذلك بوقت قصير وفقاً للتقاليد الاجتماعية في تلك البيئة؛ وهو ما جعلها تتوقف عن التعليم مع مجيء الأولاد وهموم المنزل والحياة، وواجهت ظروفاً كثيرة قاسية، لحقت بها بعد ذلك كان أبرزها وفاة زوجها وانصرافها بالتالي لتربية الأولاد وإعالتهم من دون نسيان حلمها بالحصول على الشهادة الثانوية.

مع ابنها في ماراتون القراءة

هذا الهاجس لن يفارقها وتطمح به بقوة، (جملة ربط يليها تصريح الشخصية)تقول: «جاءت ظروف الحرب والتهجير لننتقل من منطقة "الشيخ نجار" في "حلب" عام 2012 إلى "اللاذقية" مع العائلة، لم يمت حلم الدراسة فانتسبت إلى المدرسة المسائية في المدينة الرياضية، وساعدني في ذلك أحد الشباب المتطوعين في مراكز الإيواء، وهنا كان التحدي أكبر من ظروف معيشية بائسة والضغط الاجتماعي الذي واجهته من أقربائي بعد وفاة زوجي، والقول دوماً؛ لا فائدة من العلم والشهادة».

حصلت "زلوخ" على الثانوية بتقدير جيد، ومع أنها لم تستفد منها في أي وظيفة إلا أنها ترى أنها حققت نقلة نوعية في مسار حياتها، تقول صديقتها "مروى الجوك" طالبة شهادة ثانوية متفوقة تقطن في المدينة الرياضية لظروف التهجير أيضاً: «لم يقتصر اجتهاد "زلوخ" على عودتها إلى الدراسة بعد انقطاع طويل لتحقق جزءاً من حلمها، بل كانت بمنزلة الأم الجامعة المصمّمة على اجتهاد الأطفال وتوجيه أولادها وأولاد الآخرين في نشاطات من القراءة إلى المسرح وبعض الأعمال اليدوية البسيطة».

تتابع السيدة رحلتها في تربية أولادها وتحضر مختلف النشاطات المرتبطة بأطفال المدينة الرياضية؛ مؤكدةً إصرارها على تقديم ما يليق بهم جميعاً.