اجتمع الصوت الرقيق والكلمات المؤثرة والنظرة الإخراجية المميزة، فكانت النتيجة أغنية ذات طابع وجداني انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وحقّقت نجاحاً مميزاً، والأهم أنها مهداة من فريق العمل إلى مدنية الشهباء "حلب".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 شباط 2017، فريق عمل أغنية "يا إلهي"، وكانت البداية مع المغنية "تيريز زاديكيان"، وعن كلمات الأغنية تقول: «كلمات النص جذبتني ولمست قلبي، فبين سطوره لمست الصدق ووجع الكاتب في كل كلمة كان يخطها، وعند التطبيق على أرض الواقع جاء اللحن ليبلور كل كلمة كتبت بطريقة رائعة، وكأن هذا اللحن صنع خصيصى لذاك النص.

بالنسبة للون الأسود الذي يطغى على طابع العمل، من خلال ارتداء كل الفريق له؛ فهو دليل على حالة الحزن التي يمر بها بلدنا "سورية"

بدأنا العمل جدياً وكانت الخطوات مباركة من خلال تعاون كل فريق العمل، الذي أخرج العمل بهيكله النهائي المميز بالبساطة والرقي في الوقت نفسه».

المغنية تيريزا

وتضيف: «كانت تجربة رائعة بالنسبة لي كعمل أولي يرى النور ويعرض على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعدّ نجاحه مهماً بعد سنوات من العمل والعطاء، ومن المؤكد أنها ستكون بداية لأعمال قادمة مهمة».

مخرج العمل "عبد الحكيم نويلاتي"، يقول: «العمل إهداء إلى مدينة "حلب" التي تعدّ الخزان الثقافي والمعرفي والموسيقي في "سورية"، والمكان الذي يجمع كل الجمال والمحبة، وتم اختيار الإهداء إلى تلك المدينة خاصة أن كاتب العمل "ماروت صوفي" والمغنية "تيريز زاديكيان" من أبنائها، ولأن "حلب" تستحق منا مناجاة الإله تقديراً للصبر الذي تحمّله أهلها على المعاناة والأسى».

كاتب العمل ماروت صوفي

عن طريقة الإخراج، يقول: «الفكرة الأساسية من الإخراج تعتمد إظهار بساطة المكان الريفي، من خلال تصوير البيت القديم الذي عمره أكثر من 500 عام، في مكان يجعل الإنسان يندمج مع الخالق بهدوء، وخاصةً أن الريف السوري يملك ميزة مثل الريف الإيطالي والإسباني؛ وهي طريقة التناغم بين العبد والإله، فكان الاعتماد في موقع التصوير على ثلاثة أماكن فقط تتسم بالهدوء والبساطة من خلال منظر البيت الريفي مع الطبيعة الجميلة.

ومن جانب آخر، تم اختيار الريف المتعدد الطوائف لإيصال رسالة أن المشكلة بين السوريين ليست في تعدد الطوائف؛ لأنه في "سورية" لا توجد مشكلة في علاقتنا مع الإله، إنما مشكلتنا في علاقتنا بعضنا مع بعض».

أثناء تصوير العمل

ويتابع: «بالنسبة للون الأسود الذي يطغى على طابع العمل، من خلال ارتداء كل الفريق له؛ فهو دليل على حالة الحزن التي يمر بها بلدنا "سورية"».

أما كاتب العمل الصحفي "ماروت صوفي"، فيقول: «النص يحكي قصتي الشخصية؛ فكل إنسان يمر بمرحلة يبحث فيها عن الله ليثبت نفسه ووجوده، وهذه الفترة كانت بالنسبة لي صعبة جداً، حيث كتبت هذا الكلام الذي يعبر عني بكل حرف، حتى وصلت إلى تحقيق الذات.

الكلمات مستوحاة من شوارع مدينتي "حلب" التي مرت بأوقات صعبة، وخاصة في فترة الحصار الأخير، فتولدت هذه التعابير المؤثرة، التي تحولت إلى ترتيلة، ثم إلى أغنية مصورة مميزة».

ويضيف: «عندما قرّر المخرج "نويلاتي" إهداء العمل إلى مدينة "حلب" تولد لدي شعور جميل جداً وحماسة أكبر للعمل، وأنا فخور جداً بالعمل مع هذا الفريق الذي كان هدفه الوحيد النجاح».

يذكر أنّ العمل من إنتاج فريق "أورغانون"، وألحان وتوزيع "حازم جبور".