تذكر كتب التاريخ أن "سيف الدولة الحمداني" أمير "حلب" ومؤسس الدولة الحمدانية هو الذي قام ببناء مشهد الإمام "الحسين" رضي الله عنه بعد أن أرضى ساكنيه وأحسن اليهم، فحوله من دير إلى مسجد.

وقد ذكر الشيخ "كامل الغزي" في كتابه "نهر الذهب في تاريخ حلب" عن سبب في بناء "مشهد النقطة" فقال: «في سنة 61 هـ قتل "الحسين بن علي" رضي الله عنهما "بكربلاء" واحتز رأسه الشريف "شمر ابن ذي الجوشن" وسار به وبمن معه من "آل الحسين" إلى يزيد "بدمشق" فمر بطريقه على "حلب" ونزل عند الجبل غربي "حلب" ووضعه على صخرة من صخراته فقطرت منه قطرة دم عمّر على أثرها مشهد عرف بـ"مشهد النقطة"».

كان ذلك على عهد "سيف الدولة الحمداني" الذي شغف بهذا المكان فكان قبلة له في حله وترحاله، منه يخرج إلى غزو "الروم" وإليه يعود قبل أن يدخل قصره. ثم توالت العمارات والإصلاحات من قبل ولاة "حلب" وسلاطينها وأبناء المدينة ضمن فترات زمنية متقطعة في عهد السلاجقة والأيوبيين

وثمة رواية مشابهة أخرى يرويها السيد "نصر الدين نصر الله" المشرف على "مشهد النقطة لـesyria في زيارتها للمشهد في(6/1/2009) حيث قال: «حينما وصل أسرى "آل محمد" إلى "حلب" مروا بقرب دير يدعى "دير مارت مروثا" وكان ديرا صغيرا مؤلفا من غرفتين صغيرتين، شاهد راهب الدير قبيل الغروب موكب الرسالة ونظر إلى رأس الإمام "الحسين" الشريف على رمح طويل والنور يسطع منه إلى عنان السماء، فطلب الراهب من الموكلين بالأسرى أن يبيت الرأس الشريف تلك الليلة في ذلك الدير حتى الصباح، مقابل ان يدفع لهم عوضا عن ذلك عشرة آلاف درهم، وضع الراهب الرأس الشريف على هه الصخرة التي صبعتها من دمه الطاهر، وجلس أمامه يخاطبه باكيا حتى الصباح حيث أخذوا الرأس منه وتابعوا مسيرهم إلى "دمشق" بعد أن أسلم ببركته ولما ظهر له من كرامات».

صورة نادرة التقطها الفرنسي سوفاجيه عام 1900 قبل الانفجار

وعن تاريخ بناء هذا المشهد حدثنا السيد "نصر الدين" قائلا: «كان ذلك على عهد "سيف الدولة الحمداني" الذي شغف بهذا المكان فكان قبلة له في حله وترحاله، منه يخرج إلى غزو "الروم" وإليه يعود قبل أن يدخل قصره.

ثم توالت العمارات والإصلاحات من قبل ولاة "حلب" وسلاطينها وأبناء المدينة ضمن فترات زمنية متقطعة في عهد السلاجقة والأيوبيين».

لصخرة التي وضع عليها رأس الحسين وعليها آثار دمه الشريف

وعن أهم الأحداث التي مرت على هذا المكان ؟ قال السيد "نصر الدين" : «في أواخر الدولة العثمانية حدث انفجار عظيم في المكان نتيجة وضع الذخيرة فيه، حدث ذلك سنة(1920) فتطايرت أحجار المشهد حتى وصل بعضها إلى حارة"الجلوم" التي تبعد مسافة(2كم) وحفاظا على الصخرة تم نقلها إلى مشهد "المحسن".

بقي المشهد مهدما حتى سنة(1960) حيث تبنت المرجعية الشيعية العليا إعادة بناء "مشهد النقطة" وبإيعاز منها وتشجيع ودعم من المسؤولين في "سورية" تشكلت "جمعية الاعمار والإحسان الإسلامية الجعفرية لإعادة بناء المشهد فأعادت بناء المشهد كما كان عليه قبل الانفجار، وكذلك أعادت الصخرة إلى مكانها، وجرى الترميم والبناء في الصحن الخارجي».

لسيد نصر الدين نصر الله