"مزار قازقلي" هو أحد المزارات المباركة في منطقة "عفرين" ولأنه مبارك يطلق الكثير من الناس في المنطقة على أطفالهم اسم "قازقلي".

حول المزار يتحدث السيد "عدنان فرخو" من "جنديرس" لموقع eAleppo وذلك بتاريخ 24/12/2011.

كلمة "قازقلي" مؤلفة من مقطعين "قازق" ويعني العمود باللغة التركية والكردية و"لي" Li هي لاحقة تركية بمعنى العائدية أو صاحب الشيء والمعنى الكامل يصبح "عمودي"، والعموديون جماعة من الرهبان المسيحيين كانوا يتعبدون على الأعمدة وأولهم كان "سمعان العمودي" وأسلوب العبادة هذا كان موجوداً في المنطقة حتى القرن الخامس عشر الميلادي وهناك آثار إفرنجية ومقبرة قديمة حول المزار والاحتمال الغالب أن يكون للمزار واسمه علاقة براهب عمودي كان يتعبد على عمود ودفن في الموقع

يقول السيد "عدنان": «توجد في منطقة "عفرين" العشرات من المزارات المقدسة والمباركة التي يزورها الناس في أيام الجمع والمناسبات الدينية للتبرك وتقديم القرابين عندها ومن هذه المزارات "مزار قازقلي" الذي يقع إلى الشمال من مدينة "جنديرس" بنحو 15كم وذلك فوق قمة "جبل قازقلي" المكسو بغابات كثيفة من أشجار الصنوبر.

لقطة من داخل المزار

بالنسبة لتاريخ المزار وبانيه فهو أمر مجهول لدينا كمعظم المزارات الأخرى ولكننا في المنطقة توراثنا تكريمه وتقديسه جيلاً بعد جيل وذلك من آبائنا وأجدادنا، إنّ عنصر التكريم للمزار يعود إلى أنه تابع لشخصية أحد الأولياء والصالحين فإما هو مدفون فيه أو توجد في الموقع إشارة من إشاراته كنقطة دم مثلاً وما شابه ولذلك فإنّ العرف الديني والاجتماعي يحرّم التعرض للمزارات وقطع الأشجار المزروعة بجانبها، وهناك قصة شهيرة في المنطقة مفادها أنّ أحد الأشخاص قام بقطع شجرة أحد المزارات ولكنه أصيب بالعمى قبل وصوله للبيت ولذلك تجف تلك الأشجار مع مرور الزمن وتتساقط أغصانها على الأرض وتهترئ دون أن يقترب منها أحد».

السيد "يوسف إبراهيم" عامل في "حلب" وكان يزور المزار يقول: «لمزار قازقلي وظائف طبية واجتماعية شائعة لدى الناس في المنطقة كباقي المزارات وهذه الوظائف وصلت إلينا عبر الزمن بشكل وراثي فمن الناحية الطبية يعتقد الناس منذ القدم بقدرة المزارات على الشفاء من الكثير من الأمراض التي تصيب الناس وطريقة العلاج معروفة لدى الجميع وهي أن يقوم الشخص المريض بزيارة المزار وتقديم قربان بالقرب منه وقراءة بعض الآيات القرآنية والرجاء من الشهيد المدفون في المزار مساعدته في التخلص من مرضه ومسح رأسه أو جبينه بالقماش الأخضر الذي يلف به تابوت الشهيد.

الأقمشة المربوطة بمدخل المزار أملاً بتحقيق الأماني

اجتماعياً يأتي الكثير من الناس إلى المزار أملاً في تحقيق رغباتهم وأمنياتهم وفك العقد والطلاسم وحل مشاكلهم الشخصية والعائلية المستعصية وذلك باتباع الطريقة المعروفة والشائعة وذلك بربط قطع قماشية على مبناه أو في مدخله.

خلال أيام الجمع بشكل خاص يزدحم المكان بالزوار والمتبركين من مختلف القرى في المنطقة وقد جاؤوا جالبين معهم الدجاج أو الخراف لتقديمها قرباناً أو قطع قماشية لربطها على أمل أن تتحقق ما في بالهم من أماني وأحلام».

غابة جبل قازقلي

وأخيراً يقول الدكتور "محمد عبدو علي" وهو باحث في تاريخ وتراث منطقة "عفرين": «تقع "زيارة قازقلي" على قمة "جبل قازقلي" الذي يطل من الجهة الغربية على "سهل العمق" ومن الجهة الجنوبية على "سهول جومه" ومدينة "جنديرس"، وقمة "جبل قازقلي" مغطاة بأشجار الصنوبر التي تشكل مكان اصطياف وتنزه للناس خلال فصل الصيف.

الزيارة هي عبارة عن غرفة صغيرة مربعة الشكل واقعة في وسط مقبرة أثرية قديمة يؤمها أبناء القرى المجاورة ويقدمون عندها القرابين وكذلك يتسمى به الكثيرون من أهل المنطقة فاسم "قازقلي" اسم شائع والكثيرون من الناس يطلقونه على أولادهم تكريماً للمزار واسمه».

وحول اسم المزار يقول: «كلمة "قازقلي" مؤلفة من مقطعين "قازق" ويعني العمود باللغة التركية والكردية و"لي" Li هي لاحقة تركية بمعنى العائدية أو صاحب الشيء والمعنى الكامل يصبح "عمودي"، والعموديون جماعة من الرهبان المسيحيين كانوا يتعبدون على الأعمدة وأولهم كان "سمعان العمودي" وأسلوب العبادة هذا كان موجوداً في المنطقة حتى القرن الخامس عشر الميلادي وهناك آثار إفرنجية ومقبرة قديمة حول المزار والاحتمال الغالب أن يكون للمزار واسمه علاقة براهب عمودي كان يتعبد على عمود ودفن في الموقع».