أنشئ المركز الثقافي العربي في "منبج" سنة (1961)م، كأحد أقدم المراكز الثقافي في "سورية"، وربما اكتسب خصوصيته الثقافية في ظل وجوده في مدينة "منبج" التي تعتبر منبعا للشعراء أمثال: "البحتري"، "دوقلة المنبجي"، "أبو فراس الحمداني"، "عمر أبو ريشة"، وآخرون..

وفي إطلالة لموقع eSyria على مركز "منبج" الثقافي التقينا وبتاريخ (7/3/2009)م بالأستاذ "جابر الساجور" مدير المركز الذي بدأ حديثه لنا بلمحة عامة عن المركز قائلا:

جديد المركز لهذا العام هو إعلانه عن مهرجان شعري للهواة، كتشجيع للشباب الموهوبين ومن ثم متابعتهم ليصبحوا أدباء كبار في المستقبل بإذن الله. أما على صعيد معهد الثقافة الشعبية فسيتم افتتاح عدة أقسام تقدم دورات في مجالات: الخط العربي، الحاسوب والانترنت، اللغات الأجنبية..

«تأسس المركز الثقافي العربي في "منبج" في عام (1961)م، حيث باشر عمله آنذاك في بناء مستأجر من قبل بلدية "منبج"، أما في العام (1978)م فقد تم بناء خاص للمركز مؤلف من طابق وحيد يضم مسرحا، مكتبة عامة، و(4) مكاتب إدارية، أما في العام (2004)م، ونتيجة لوجود تصدعات في البناء تم اتخاذ قرار بالهدم وبناء مركز ثقافي جديد مؤلف من (3) طوابق بالإضافة إلى مسرح يضم (380)مقعد، ودار للضيافة».

جابر الساجور

وعن الأقسام الحالية للمركز أضاف:

«الأقسام العامة في المركز هي: مكتبة عامة تضم حوالي (15000) عنوان، تزود دائما بأحدث الإصدارات، وهناك قسم خاص للأطفال يتضمن قصص وروايات، أما القسم الثاني في المركز فهو النشاط الثقافي من محاضرات وندوات ومعارض فنية وأمسيات أدبية، وأيضا هناك منتدى للانترنت، ومعهد للثقافة الشعبية قدم المركز من خلاله العديد من دورات التثقيف الصحي..».

مكتبة المركز

وتابع الأستاذ "الساجور" حديثه عن المحطات الثقافية التي تتبع للمركز قائلاً:

«يتبع للمركز ثلاث محطات ثقافية وهي (البابيري، الخفسة، وسد تشرين)، حيث تعتبر هذه المحطات بمثابة مراكز ثقافية مصغرة في مناطقها وذلك باحتوائها على مكتبات صغيرة، وأيضا تقدم بعض الأنشطة الثقافية على مدار العام.

المسرح..

وأيضاً أحب أن أشير إلى تجربة مميزة تقوم بها مديرية الثقافة بـ "حلب" وذلك بإرسال وحدة ثقافية متنقلة تقوم بتوزيع كتب ومجلات وقصص أطفال على كافة قرى منطقة "منبج" وبشكل دوري».

وعن دور المراكز الثقافية في المناطق التي توجد فيها قال:

«توفر المراكز الثقافية أوعية المعلومات بشتى أشكالها من خلال الكتب والدوريات التي يستفيد منها الباحثون والطلاب وعموم الناس، كما تقدم أنشطة ثقافية متنوعة من محاضرات وندوات تهدف إلى رفع مستوى الوعي الثقافي في البيئة التي توجد فيها هذه المراكز، وكل هذا بشكل مجاني لكافة فئات المجتمع، وأيضا تشرف هذه المراكز وبشكل مباشر على دورات محو الأمية».

أما عن خصوصية عمل مراكز الريف، وما يميزها عن مراكز المدينة فقد قال:

«عمل المراكز الثقافية واحد في جميع أنحاء القطر، لكن كل مركز يتأثر بالبيئة التي وجد بها، بمعنى أن التراث الريفي الموجود في مدينة "منبج" غير موجود في "دمشق" وبالتالي نحن نظهر جمالية هذا التراث ونحاول توثيقه ليكون دليلا ومعلماً حضارياً..، وهذا الشيء يعد من أولى أولوياتنا،

وأيضا على كل مركز أن يراعي أذواق الجمهور فمثلا نحن في "منبج" غالبية الجمهور يحب الاستماع إلى الأماسي الأدبية، بينما يقل الحضور في الأنشطة العلمية، ونحاول حاليا ردم الفجوة هذه بأن نستقطب جمهوراً أكثر إلى الأنشطة العلمية..».

وردا على سؤال عن العوامل التي يقدمها المركز لجذب الحضور أجاب الأستاذ "الساجور" قائلاً:

«بشكل عام يتميز مركز "منبج" بحضور جماهيري جيد وذلك لعدة عوامل أولها كونه المركز الوحيد في المنطقة، وبالتالي تتركز فيه كافة الفعاليات سواء التي يقيمها المركز أو المقامة من قبل جهات أخرى، والسبب الثاني هو الثقة المتبادلة بيننا وبين الجمهور من خلال الالتزام بالمواعيد، وبالرغم من ذلك فنحن نقدم جوائز تحفيزية للحضور من فئة الشباب وذلك خلال الأنشطة بهدف جذب الشباب للحضور ودفعهم إلى اكتساب المعلومة..».

وختام الحديث كان عن جديد المركز وخططه المستقبلية:

«جديد المركز لهذا العام هو إعلانه عن مهرجان شعري للهواة، كتشجيع للشباب الموهوبين ومن ثم متابعتهم ليصبحوا أدباء كبار في المستقبل بإذن الله.

أما على صعيد معهد الثقافة الشعبية فسيتم افتتاح عدة أقسام تقدم دورات في مجالات: الخط العربي، الحاسوب والانترنت، اللغات الأجنبية..».