أنهت البعثة السورية- اليابانية المشتركة العاملة في "كهف دودرية" الواقعة إلى الجنوب من مدينة "عفرين" بنحو /13/ كم موسمها التنقيبي للعام /2008/بمجموعة من الاكتشافات الهامة ليس على المستوى الوطني فحسب بل على مستوى العالم أجمع.

وللتعرّف أكثر على هذه الاكتشافات التقى موقعeAleppo بتاريخ 14/9/2008 بالدكتور "يوسف كنجو" رئيس شعبة التنقيب في المتحف الوطني بمدينة "حلب" ورئيس الجانب السوري في البعثة المنقّبة في "كهف دودرية" وذلك في مكتبه بالمتحف، وسألناه عما تم اكتشافه هذا الموسم فقال:

أمّا الاكتشاف الثالث- والكلام ما زال له- فهو العثور على بقايا هيكل عظمي لطفل نياندرتالي يعود إلى ما قبل /50/ ألف سنة، وهو الثالث من نوعه المُكتشف في الكهف

«وصلنا في نهاية الموسم التنقيبي في "كهف دودرية" إلى ثلاثة اكتشافات رئيسية ومهمّة وهي: اكتشاف خمس وحدات مشيّدة متتالية ضمن الكهف تعود إلى فترة الحضارة النطوفية التي يرجع تاريخها إلى الألف الثانية عشرة قبل الميلاد ( 12000ق.م)، وهي عبارة عن أنصاف دوائر بُني قسمها السفلي من الحجارة الطبيعية على ارتفاع /1 متر/ بينما جُهّز قسمها العلوي من أغصان الشجر التي وُجدت محروقةً في مكانها الطبيعي، وتعود أهمية هذا الاكتشاف إلى الدلالة على انتشار الحضارة النطوفية في منطقة شمال "سورية"، إضافةً إلى أنّها المرة الأولى التي يكتشف فيها في "سورية" وحدات بهذا الحجم تعود إلى تلك الفترة».

الدكتور "يوسف كنجو"

وتابع الدكتور "يوسف" حديثه لموقعنا قائلاً: «كما تم اكتشاف أدوات حجرية على عمق أربعة أمتار من أرضية الكهف تعود إلى الحضارة اليبرودية (300ألف سنة) وهي المرة الأولى التي تُكتشف فيها أدوات تعود إلى تلك الفترة في منطقة شمال "سورية"، حيث كُشفت سابقاً في منطقة "يبرود" قرب مدينة "دمشق" ومنطقة "الكوم" في البادية السورية، الأمر الذي يدل على انتشار هذه الحضارة في أماكن بعيدة عن مركزها الأصلي في "يبرود"».

«أمّا الاكتشاف الثالث- والكلام ما زال له- فهو العثور على بقايا هيكل عظمي لطفل نياندرتالي يعود إلى ما قبل /50/ ألف سنة، وهو الثالث من نوعه المُكتشف في الكهف».

وفي نهاية حديثه قال الدكتور "يوسف كنجو": «إنّ هذه الاكتشافات التاريخية والمهمة تضع "كهف الدودرية" في درجة عالية جداً من الأهمية بين كهوف العالم، حيث يعود تاريخ السكن الإنساني فيها إلى ما قبل /300/ ألف سنة خلت، وكذلك العثور فيها على حضارات بشرية متنوعة لعل أهمها الحضارات اليبرودية والموستيرية والنطوفية».