"كالوطة" هي واحدةٌ من عشرات القرى والمواقع الأثرية المنتشرة في منطقة جبل "سمعان" شمال غرب مدينة "حلب"، وهي قرية أثرية تضم كنائس وفيلات ودور سكن، إضافةً إلى قلعتها التي تعانق الشمس منذ أقدم الأزمنة، وما زالت معظم آثارها تحتفظ بجمالها حتى اليوم بالرغم من انتشار دور سكن ريفية في المكان.

حول أهم آثار قرية "كالوطة" وتاريخها يتحدث الآثاري "عبدالله حجار" لموقع eSyria بما يلي:

توجد كتابة يونانية قرب الباب الشرقي للواجهة الجنوبية تعود للمعبد الروماني ويمتاز باب الواجهة الغربية للكنيسة باستدارة قوسه العلوي الجميل، وبالقرب من الكنيسة قبر سيدة تدعى "مريم" يعود إلى القرن السادس الميلادي بقي منه قاعدته

«في البداية أقول بأنّ أصل تسمية "كالوطة" هو سرياني ومعناه كأس الميرون أو الشحيحة والبخيلة، وتوجد فيها كنيستان: الأولى موجودة في الجهة الشرقية من القرية وهي محفوظة جيداً وبخاصّة واجهتها الغربية وتعود إلى العام /492/ م ويتألف بهوها الأوسط من خمسة أقواس والجدار الشرقي لحنيتها والغرفتان المجاورتان لها بشكل مستقيم، ولكن جدار غرفة الخدمة الشمالي بارز قليلاً عن مستوى جدار الكنيسة وهذا أمر غير مألوف عادةً، وهناك نافذة يمنى وحيدة في الواجهة الغربية بالإضافة إلى الباب الغربي الذي كان تتقدمه مظلة تستند على عمودين».

كنيسة كالوطة الغربية (القرن السادس الميلادي)

«أما الكنيسة الثانية فهي الكنيسة الغربية ويعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادي وقد حُفظت واجهتها الجنوبية ببابيها وزخارفهما بشكل كامل وهي من نوع البازليك ذي الأبهاء الثلاثة وأبعادها /11,50×16/ م، كما توجد في القرية بعض الدور السكنية الهامة والمؤرّخة بكتابات سريانية من العام /543/ و/545/ م مع بيت بكتابة يونانية من العام /386/ 387/ م».

وحول قلعتها يتابع الأستاذ "عبدالله" حديثه: «على بعد حوالي /300/ متر غربي قرية "كالوطة" تشمخ قلعتها وذلك في أعلى التلة المجاورة وهي عبارة عن كنيسة وقد بُنيت فوق أنقاض وأساسات معبد روماني من القرن الثاني الميلادي ثم حُوّلت إلى كنيسة وما زالت تيجان أعمدتها الكورنثية بأوراق الخرشوف المفتوحة فيه وتصوينة المعبد بأحجار جدرانه المغلقة قائمة».

قوس الباب الغربي لقلعة كالوطة

«الكنيسة من نوع البازليك أبعادها /17×25/ متر ويعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي، ويوجد هناك بقايا جدار يفصل بين مكان الهيكل وباقي الكنيسة ربما يعود إلى فترة القرن العاشر الميلادي عندما حُوّلت الكنيسة إلى قلعة أيام الحروب بين الحمدانيين والروم».

ويضيف: «توجد كتابة يونانية قرب الباب الشرقي للواجهة الجنوبية تعود للمعبد الروماني ويمتاز باب الواجهة الغربية للكنيسة باستدارة قوسه العلوي الجميل، وبالقرب من الكنيسة قبر سيدة تدعى "مريم" يعود إلى القرن السادس الميلادي بقي منه قاعدته».

كالوطة -منظر عام

وأخيراً يقول الأستاذ "عبدالله": «يُستنتج من الوصف الذي تركه "تيودورة"* أسقف "قورش"** أنّ المار "مارون" عاش في قلعة "كالوطة" وحوّل معبدها إلى كنيسة ووافته المنية فيها حوالي العام /410/ م فجاء أهل بلدة "براد" القريبة وحصلوا على جثمانه ليدفنوه في كنيسة "جوليانوس" الموجودة في بلدتهم».

يُذكر أنّ "كالوطة" تقع إلى الجنوب الشرقي من قرية "براد" المشهورة بنحو /5/ كم وإلى الغرب من مدينة "نبل" بحوالي /6/ كم وليس لها اسم في سجلات الدولة لأنها مزرعة تابعة لقرية "ذوق كبير" المجاورة وبلغ عدد سكانها /310/ نسمة بحسب قيود السجل المدني في مدينة "إعزاز" للعام /2001/، ويمكن للسائح الوصول إليها عبر طريق مزفّتة بطول /3/كم من قرية "ذوق كبير" وعبر طريق مزفّتة بطول /6/ كم من بلدة "نبل" التابعة لمنطقة "إعزاز".

  • "تيودورة": ولد في العام /393/ م في "إنطاكية" من عائلة كهنوتية ميسورة وبعد وفاة والديه وزع كل أمواله والتحق بدير "النقيرة" في منطقة "أفامية" وفي العام /423/ م اُنتخب رغماً عنه أسقفاً في "قورش"، توفي في العام /458/ أو /466/ م مخلّفاً كتاب (التاريخ الكنائسي) حول أصفياء الله.
  • ** تقع أطلالها إلى الشمال الشرقي من مدينة "عفرين" بنحو /45/ كم وتُسمى بقلعة النبي "هوري".