تجد أن حب السباحة جزء من كيانها الإبداعي، فتسعى إلى لأفضل؛ إيماناً منها بالموهبة التي رافقتها منذ سنوات الطفولة، وقادتها إلى إنجازات قد سبقت سنّها، حيث رفعت علم "سورية" في مسابقات إقليمية، محطمة أرقاماً قياسية عديدة؛ إنها "ميرنا بزديكيان" الرياضية بالجينات والتدريب المتواصل.

مدونة وطن "eSyria" التقت السبّاحة "ميرنا هراتش بزديكيان" بتاريخ 23 أيار 2019، حيث بدأت الحديث عن بداياتها في السباحة، فقالت: «بتشجيع من والدي، بدأت أمارس رياضة السباحة في التاسعة من العمر، حين انتسبت إلى نادي "العروبة" في "حلب". مشواري مع المسابقات والبطولات بدأ منذ السنة الأولى من ممارسة السباحة، وأولها كانت بطولة "مدارس حلب"، حين أحرزت المرتبة الأولى في 100 متر متنوع، و50م صدر، والمركز الثاني في 100م حرة.

"ميرنا بزديكيان" بطلة واعدة؛ إذ تملك مقومات جسدية وفنية تجعلها من أفضل السباحات على مستوى العرب، وهي متخصصة بسباقات الصدر. كان يمكن أن يكون مستواها أفضل لو أنها تدربت في "دمشق" قبل سنتين من استقرارها، نتيجة الظروف الصعبة في "حلب"، مازال لديها الوقت لتتدارك التقصير في المراحل السابقة؛ لكونها تتحلى بالتصميم والإرادة والأمانة، والأهم أنها تتحمل التدريبات الصعبة، وطموحها عالٍ جداً؛ وهو ما يخولها أن تستمر لتحقيق الهدف والنجومية

كانت مشاركاتي في البطولات تكبر مع ازدياد طموحي وحبي للسباحة، فمن بطولة مدارس المحافظة تأهلت إلى بطولة مدارس القطر؛ لأحرز المرتبة الثانية في 50م و100م صدر، وبعد سنتين ترشحت من قبل النادي للمشاركة في بطولة "حلب"، والنتيجة أتت بحصاد أكبر، حيث أحرزت خمس ذهبيات في خمسة سباقات مختلفة، التي تضمنت 50م صدر، و50م حرة، و50م فراشة، و100م حرة، و200م متنوع».

"ميرنا بزديكيان" في إحدى البطولات الإقليمية في "أرمينيا"

وعن الصعوبات التي واجهتها، والتي قادتها إلى خطوات أكبر، تضيف "بزديكيان": «الحرب فرضت علينا كسباحين شروط قاسية جداً، فقد اضطرنا الأمر إلى أن نتوقف عن التدريب طوال فصل الشتاء بسبب عدم توفر المياه الساخنة، واقتصرت التدريبات على فصل الصيف، إلى جانب عدم استقرارنا في مدينة "حلب"، وتنقلنا بينها وبين "اللاذقية"، و"دمشق".

بسبب الظروف السيئة قررت أخذ السباحة مجرد هواية حتى الـ12 من العمر، لكن شغفي وحبي جعلاني أتوق للاحتراف، وتكللت خطوتي بنجاح، حين شاركت في دورة الألعاب الأرمنية عام 2015 في جمهورية "أرمينيا"، وحصدت الميدالية البرونزية في سباق 100م صدر. وتوالت الإنجازات؛ إذ شاركت بعد أسبوع من مشاركتي في "أرمينيا" ببطولة الجمهورية أو أولمبياد الناشئين، وأحرزت ميداليتين فضيتين في 50م و100م صدر».

السباح "فراس نعلا"، رئيس المنتخب السوري للسباحة

أما عن التحاقها بصفوف المنتخب السوري للسباحة، فتضيف: «بعد مشاركتي ببطولة الجمهورية للناشئين، تم استدعائي إلى "دمشق" للالتحاق بمعسكر المنتخب السوري للسباحة، ثم حصلت على منحة لتمثيل "سورية" في البطولات الخارجية. بعد التحاقي بالمنتخب شاركت أيضاً ببطولة "دمشق" في 2016، حاصدة المركز الأول في 100م صدر، وبطولة الجمهورية للناشئين، وأحرزت المرتبة الأولى في كل من 50م و100م و200م صدر. وشاركت أيضاً في بطولة الجمهورية المفتوحة لكل الفئات، وحطمت الرقم القياسي في سباق 50م صدر بزمن قدره 36.36 ثانية، علماً أن الزمن السابق كان باسم السباحة "مروى مرحبا" ولم يحطم منذ 12 عاماً. كما أنني حصدت المركز الأول ضمن السباق نفسه في فئة 100م و200م صدر، والمركز الثاني في 50م حرة و50م ظهر».

وعن مشاركاتها الإقليمية، تقول: «شاركت بالدورة العالمية لأندية "الهومنتمن" التي أقيمت بـ"أرمينيا" عام 2017، وحصدت 8 ميداليات؛ فضيتان، و6 ذهبيات محطمة رقماً قياسياً جديداً عن الرقم السابق الذي حطمته في نفس الفئة عام 2016، 50م صدر. وشاركت أيضاً عام 2017 ببطولات جمهورية، وحصدت المركز الأول في سباقات مختلفة.

كما شاركت عام 2018 مع المنتخب السوري ببطولة دولية في مدينة "أوسترافا" بـ"التشيك"، وحصدت المركز التاسع من أصل ثلاث وأربعين سباحة حول العالم في سباق 50م صدر، والمركز العاشر من أصل إحدى وخمسين سباحة في سباق 100م صدر، إضافة إلى مشاركتي في بطولة الجمهورية في ذات العام، حيث أحرزت المركز الأول في 50م و100م صدر».

رئيس المنتخب السوري للسباحة، والبطل العالمي "فراس معلا" قال عنها: «"ميرنا بزديكيان" بطلة واعدة؛ إذ تملك مقومات جسدية وفنية تجعلها من أفضل السباحات على مستوى العرب، وهي متخصصة بسباقات الصدر.

كان يمكن أن يكون مستواها أفضل لو أنها تدربت في "دمشق" قبل سنتين من استقرارها، نتيجة الظروف الصعبة في "حلب"، مازال لديها الوقت لتتدارك التقصير في المراحل السابقة؛ لكونها تتحلى بالتصميم والإرادة والأمانة، والأهم أنها تتحمل التدريبات الصعبة، وطموحها عالٍ جداً؛ وهو ما يخولها أن تستمر لتحقيق الهدف والنجومية».

يذكر، أن السبّاحة "ميرنا هراتش بزديكيان" من مواليد مدينة "حلب" عام 2002، تقيم وتدرس في "دمشق".