عدد من الأعمال الصحفية حازت على جوائز في "مهرجان الإعلام السوري الثاني" ضمن فئة التحقيقات الاستقصائية، التي لا يخفى على أحد مدى الصعوبة والجهد المبذولين لإعدادها، وأهميتها في الكشف عن القضايا الإشكالية، فكانت دافع للعاملين في هذا المجال للاستمرار في محاربة جوانب الفساد المختلفة.

مدونة وطن "eSyria" حضرت المهرجان بتاريخ 25 أيلول 2018، والتقت الصحفية "ديمة صابر" من صحيفة "تشرين" الفائزة بالمركز الأول عن أفضل تحقيق استقصائي، التي تحدثت عن فكرة التحقيق، قائلةً: «قمت بإعداد تحقيق استقصائي عن موضوع (المخترة) وتجاوزات المخاتير، فالمختار وثيقته معتمدة من كل دوائر الدولة، بمجرد أن يقوم بختم ورقة ما، تقوم الجهات الأخرى بالختم عليها، وفي التحقيق قمت بإنشاء عقد زواج مزوّر بين شخصين وهميين، وحصلت على ختم من أحد المخاتير، وختم محافظة، وآخر من الإدارة المحلية، وقاموا بالختم بناءً على ختمه، وليس بناءً على صحة البيانات، وهذا الموضوع دفعني إلى تنبيه الناس إلى أن أي هوية لفتاة أو شاب وقعت بيد أحد ما، ستصبح زوجته بناءً عليها، وهنا تكمن خطورة الموضوع. وتجاوزات المخاتير لا بد أن تواجه بسلطة كبيرة، وعندما تسلّمت الجائزة شعرت بفرحة كبيرة، وأهديها إلى صحيفة "تشرين" بيتي الثاني وأهلي وبناتي وزوجي الذي زودني بمعلومات كبيرة حول هذا الموضوع، فشعرت بتقدير الجهد والعمل الذي أقوم به، حيث نبهت كصحفية إلى قضية معينة، وتمّ أخذها على محمل الجدّ، وسأتابع العمل في مجال التحقيقات الاستقصائية الذي أحبه».

نحن مقبلون على مرحلة تحت عناوين مختلفة، والاستقصاء يعني البحث عن وثائق وأدلة حول قضية معينة، وكل هذا نحن بحاجة إليه في كل المراحل، وليس فقط في المرحلة المقبلة على اعتبار أنه من العناوين الكبيرة؛ وهو محاربة الفساد، والصحافة الاستقصائية يمكن أن تخدم في كل مجالات العملية التنموية في "سورية"، وعليه نتمنى أن يكون التنافس كبيراً في هذا النوع الإعلامي حتى نصل إلى مستوى مهني رفيع، لأنه بحاجة إلى جهد وبحث كبيرين

من جهتها "لودي غسان علي" الصحفية في صحيفة "الأيام" الحائزة على المركز الثاني لأفضل تحقيق استقصائي تقول: «الجائزة مهمة جداً؛ لأنها شهادة تقدير للعمل والجهد الذي قمت به، وهي تعطيني دفعاً وحافزاً للمتابعة في إعداد التحقيقات الاستقصائية التي لها دور كبير في الإضاءة العميقة والموثقة على القضايا الإشكالية التي تواجه المجتمع. التحقيق الذي شاركت به يحمل عنوان "مدة التوقيف الاحتياطي خارج القانون"، تناولت فيه ثغرة في القانون تغفل عن تحديد مدة قصوى للتوقيف الاحتياطي، وما تبع ذلك من توقيف طويل وغير منصف أحياناً لبعض المتهمين، إضافة إلى مشكلات تتعلق بقلة القضاة، ودور المحاكم؛ وهو ما يعرقل العمل، ويطيل مدة الفصل بأي قضية، والصعوبات في العمل موجودة دائماً، وتتركز في صعوبة الحصول على المعلومات خاصةً مع تشدد وتكتم بعض الجهات الرسمية على بعضها، وبيروقراطية العمل في الحصول على موافقات للقاء مصادر تلك المعلومات».

"ديمة صابر" من جريدة "تشرين"

بدوره رئيس اتحاد الصحفيين "موسى عبد النور"، قال: «التكريم محطة أساسية في حياة الإعلامي، وخاصةً عندما تكون هناك منافسة مع زملائه في العمل، والأعمال الفائزة توجت اليوم بالجوائز، والتي لم تفز نتمنى لها حظاً أوفر في المهرجانات القادمة، وهناك شيء أساسي في هذا المهرجان وهو وجود لجنة تحكيم مختصة من أصحاب الخبرة، وأساتذة في كلية الإعلام، وهم الذين قاموا بتقييم الأعمال، ومهمة اتحاد الصحفيين اقتصرت على اختيار هذه اللجان بناءً على معايير معينة لكونهم مختصين في المجال الإعلامي، ونتمنى أن يكون المهرجان محطة للأفضل في العام القادم، ويصبح نقلة على مستوى أعمّ وأشمل، ويتخطى حدود "سورية"، ونحاول من الآن العمل من أجل المهرجان القادم».

وعن أهمية التحقيقات الاستقصائية يتابع حديثه قائلاً: «نحن مقبلون على مرحلة تحت عناوين مختلفة، والاستقصاء يعني البحث عن وثائق وأدلة حول قضية معينة، وكل هذا نحن بحاجة إليه في كل المراحل، وليس فقط في المرحلة المقبلة على اعتبار أنه من العناوين الكبيرة؛ وهو محاربة الفساد، والصحافة الاستقصائية يمكن أن تخدم في كل مجالات العملية التنموية في "سورية"، وعليه نتمنى أن يكون التنافس كبيراً في هذا النوع الإعلامي حتى نصل إلى مستوى مهني رفيع، لأنه بحاجة إلى جهد وبحث كبيرين».

درع المركز الثاني للصحفية "لودي علي" من "الأيام"

الجدير بالذكر، أن فعاليات "مهرجان الإعلام السوري الثاني" استمرت على مدار يومي 24-25 أيلول الجاري في "دار الأوبرا"، وتمّ توزيع الجوائز في حفل الختام لعدة فئات في مجال الإعلام المسموع، والمقروء، والمرئي، والإلكتروني، بحضور وفود إعلامية عربية ومحلية، وتخلله حفل فني أحيته فرقة "السيمفونية الوطنية".