تركّزُ مسرحيةُ "كيميا" المعدة عن نص روسي، على الحبّ في زمن الحرب، لتقدم حلّاً بعيداً عن الحلول الحالية المبنية على المحبّة التي تصنعها مجالات مغناطيسية لا تقاوم، بإدارة المخرج السوري الدكتور "عجاج سليم".

مدوّنةُ وطن "eSyria" حضرت المسرحيةَ بتاريخ 1 أيلول 2019، والتقت مخرجها الدكتور "عجاج سليم"، الذي قال: «"كيميا" عرضٌ مسرحي مأخوذ عن نص "مجالات مغناطيسية " للكاتب الروسي "الكسندر أوبرازتسوف"، حاولت من خلاله تحويل الألم إلى عاطفة حبّ، كحلّ للخروج من الأزمة التي تعصف بالإنسان السوري، فنتيجةً لإحساسي بعد هذه الأزمة التي عصفت بالبلاد لم يعد لدي أمل إلا بكلمة بسيطة للغاية وهي الحب، فعدم الثقة بحلول غير الحب، واخترت هذا النص لأنّه ينتمي للجيل الجديد من المخرجين الروس الذين يقدمون اتجاهاً جديداً في المسرح الروسي المعاصر، وذلك بعد أن قمت بإعداد النص وإخراجه بنفسي، وتحويله من الفصحى إلى العامية ليكون مقارباً لواقعنا السوري،

كان دوري في العرض هو دور الأم المتسلطة بقسوة لتحديد مسير حياة ابنتها، والتي تتعارض أفكارها مع أفكار ربّ الأسرة، إذ كان الهدف من دوري هو تسليط الضوء على دور الأم في تربية أولادها، وحرصها الكبير لتكون مرتكز أسرتها، إضافة إلى تسليطه على شريحة معينة من الأمهات في مجتمعنا

تتناول المسرحية قصة حبّ، ولكن بظروف استثنائية غير طبيعية ومختلفة للغاية، وتنتج إرادةً تؤدي لتغيير شامل في حياة طرفي العلاقة، بعد صراع كبير مع الظروف المعقّدة التي يعيشان فيها، وطبيعة النص الذي يحتوي فرضية علمية عن وقوع شخصين في مجال مغناطيسي -بحيث لا يستطيعان الابتعاد عن بعضهما- فرضت علي استخدام تقنيات لمجاراة ذلك».

المخرج د. "عجاج سليم "

"سلوى حنّا" إحدى المشاركات في العرض المسرحي، قالت: «كان دوري في العرض هو دور الأم المتسلطة بقسوة لتحديد مسير حياة ابنتها، والتي تتعارض أفكارها مع أفكار ربّ الأسرة، إذ كان الهدف من دوري هو تسليط الضوء على دور الأم في تربية أولادها، وحرصها الكبير لتكون مرتكز أسرتها، إضافة إلى تسليطه على شريحة معينة من الأمهات في مجتمعنا».

الكاتب والأديب "كمال سحيم" أحد الحضور، قال: «دائماً العمل لا يصل إلى النجاح الكلي، فنحن ما زلنا في مسرح يحتاج إلى أن تتوالد فيه الفكرة الذاتية التي تقول كل ما ترغب فيه عين المشاهد أو عين المتلقي، لذا يبدو أنّ النص يفقد مقدرته للحمولة العالية للأفكار التي يحتاجها، لذا نلجأ لإحضار شاعر أو حاجات تكميلية، ولكني استغرب لماذا نأتي بالزمن الذي هو الإنسان؟ وزمان هذا الإنسان يستطيع أن يكون كل شيء من وجع وألم وفرح وغيره!، يعني مسألة الجاذبية المغناطيسية هي بالأساس خلق الإنسان على فطرته، وفي النهاية ماذا نقول عن عمل مسرحي بذل الممثل والمخرج والكاتب فيه أقصى جهدهم سوى مبارك، إنّنا ما زلنا في حالة تواصل مع هذا الحيّز الفني المسرح الذي هو لغة الحياة، فالأمة التي لا تتقن حضور هذا المسرح في حياتها اليومية والثقافية، هي أمة جاهلة».

"سلوى حنا" إحدى المشاركات في العرض

الجدير بالذكر أنّ العرض المسرحي افتتح في 30 آب 2019 في قاعة "الدراما" في دار "الأسد" للثقافة والفنون، ويستمر أيضاً من تاريخ 5 أيلول الجاري وحتى العاشر منه في مسرح "الحمراء" بـ"دمشق".

الكاتب والأديب "كمال سحيم" من الحضور