أسماء فيومي" فنانة تشكيلية استطاعت التعبير بريشتها وألوانها عن هواجس الانسان والوطن، فرسمت المرأة والطفل لأنها تؤمن أن الفن ليس فوضى بل هو خلق خالص.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 حزيران 2014، الفنانة التشكيلية "أسماء فيومي" فقالت: «أنا من مواليد عمان عام 1943م، في صغري كنت مهتمةً بكتابة الشعر، ثم اتجهت إلى التعبير بالريشة والألوان، فشجعني الأهل واحترموا موهبتي ورغبتي في دخول كلية الفنون الجميلة بـ"دمشق" التي تخرجت فيها عام 1966 قسم التصوير، وبعد تخرجي عملت مهندسة ديكور في التلفزيون السوري ومحاضرة في مركز الإعداد الإعلامي التابع لجامعة الدول العربية».

لا يخضع الفن لديها للعقل بل للإحساس الداخلي والعاطفة والخيال، اتجهت في أعمالها إلى الفن التجريدي لأنها وجدت فيه مجالاً خصباً لترجمة تأملاتها الشخصية الميّالة إلى إظهار المشاعر والأفكار الجوانية

وتابعت: «يعد الرسم بالنسبة لي الهواء الذي أتنفسه لذلك لم أتوقف عن العمل طوال فترة الأزمة في السنوات الماضية، فكنت أرسم إحساسي الحزين عن كل ما يحدث في وطني "سورية"، فلم أكن أرى سوى اللونين الأبيض والأسود حيث انعدمت الألوان الزاهية في داخلي ما انعكس على لوحاتي، ورغم أنني لست سياسية ولكنني أتأثر بالهواجس الإنسانية، هواجس الوطن والأم، فأي مشهد لا إنساني يدخل في ضميري الداخلي والوجداني لأعبر عنه وأجسده في لوحة ما».

من لوحات الفنانة أسماء

وتتابع "فيومي" بالقول: «تزدحم لوحاتي بوجوه نساء وأطفال تربطهم علاقة حميمة مع الأرض مستوحاة من الأساطير السورية القديمة التي تعتبر وجه المرأة بمنزلة أرض الوطن، فرسمت المرأة ضمن المدينة، ورسمتها داخل البيوت وهي تحتضن الطفل لأن المرأة والطفل هما أسطورة الخلق، فالفن ليس فوضى بل هو خلق خالص، والفنان الذي يرسم ما بداخله لا يمكن أن تكون أعماله تكراراً لأعمال غيره لأن لكل فنان داخله الخاص، ومن هنا تعد الألوان والمواد وطريقة استعمالها خرقاً لأساليب مكررة وعنصراً مساعداً على التجديد».

وعن علاقتها بالألوان والأدوات تقول: «ألواني تأتي فجأة وتذهب فجأة فيسكنني اللون لفترة ويستولي على عيني لدرجة لا أستطيع الفكاك منه، وعندما أتحرر منه يسكنني لون آخر ولا أرغب في العودة إلى اللون السابق إلا عندما يتسرب قليلاً في الزوايا ويصبح جزءاً من رؤياي، أما المواد فهي أحد مفاتيح التغيير وعندما تستخدم الكولاج بمواد نبيلة كالورق والخيوط الكتانية فإن هذه المواد تنقلها بلطف للتحرر من التكرار وإيجاد حلول جديدة، فاللوحة مسألة تحتاج إلى حل كمسألة الرياضيات عناصرها التكوين والتوازن والمضمون والعطاء العاطفي ضمن مقاييس التشكيل الأكاديمية بغض النظر عن الأسلوب سواء أكان تجريدياً أم واقعياً».

لوحة أخرى من أعمالها

ثم أضافت: «لا أؤمن بالمدارس الفنية، كـ"الانطباعية والتجريدية والتكعيبية" وغيرها، بل أؤمن بالفن الذي يتدفق من الداخل ليظهر فجأة وبشكل تلقائي ويعبر عن الفكرة حسب منظور صاحبها، وهو ما يقال عنه تعبيري، فكل إنسان يعبر بطريقته الخاصة، وأنا لديّ تعبير خاص لا يشبه تعبير الآخرين، فالرسم هو لغتي، فأنا أعبر عن الكلام بالرسم والألوان».

وختمت حديثها بالقول: «مرت الحركة التشكيلية السورية بمرحلة رائعة في فترة ما قبل الأزمة حيث أضحت أهم المحترفات التشكيلية العربية متفوقة بذلك على المحترف التشكيلي العراقي العريق، فالفن التشكيلي السوري معترف به عالمياً، والفنان السوري ناجح ويحظى بالتقدير في أهم المحافل والملتقيات والمزادات العالمية».

ويشير الفنان "أسامة الخلف" بالقول: «لا يخضع الفن لديها للعقل بل للإحساس الداخلي والعاطفة والخيال، اتجهت في أعمالها إلى الفن التجريدي لأنها وجدت فيه مجالاً خصباً لترجمة تأملاتها الشخصية الميّالة إلى إظهار المشاعر والأفكار الجوانية».