المزج بين الفنّين التطبيقي والتشكيلي في إبداع اللوحات الفسيفسائية والخزفية والقيشاني، طريقة مبتكرة اعتمدتها الفنانة "سناء فريد" لتقدم لوحتها بأسلوبها الخاص البعيد عن النمطية، والخالي من التقليد.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنانة "سناء فريد" بتاريخ 15 تشرين الأول 2017، لتتحدث عن آخر أعمالها الفنية، فقالت: «أعمل حالياً مشرفة فنية في مركز "وليد عزت" للفنون التطبيقية التابع لوزارة الثقافة، وقد قدمت ما يقارب خمسين لوحة متنوعة الأحجام والتقنيات، واستوحيت رسوماتها من جمال الطبيعة، وهذا الفن الخزفي يجمع بين خصائص اللوحة الجدارية وخصائص الفنون التطبيقية.

حالفني الحظ أننا كنا نسكن في منطقة "الطلياني" بالقرب من "الفاخورة"؛ أي صانع الفخار، وكنت أراقب كيف يصنع ويلوّن بشغف، وبدأت العمل في عام 1992 بصناعة آنية من الفخار، وبعد عامين انتقلت إلى صناعة لوحات الخزف التي تعلق على الجدار، أو تدخل بالتصميم الداخلي للمنزل

في معرضي الأخير أعرض عدة تجارب، لكن الفكرة الأساسية القائمة عليها هذه التجارب هي موزاييك الخزف والمرايا».

لوحة فنية للفنانة سناء فريد

وعن كيفية اكتشاف هذه الموهبة لديها، قالت: «حالفني الحظ أننا كنا نسكن في منطقة "الطلياني" بالقرب من "الفاخورة"؛ أي صانع الفخار، وكنت أراقب كيف يصنع ويلوّن بشغف، وبدأت العمل في عام 1992 بصناعة آنية من الفخار، وبعد عامين انتقلت إلى صناعة لوحات الخزف التي تعلق على الجدار، أو تدخل بالتصميم الداخلي للمنزل».

وعن خطوات العمل، أضافت: «أرسم اللوحة التي أنوي إنجازها، ثم أبدأ مزج التراب بمواد معينة لعمل الطينة ذات اللزوجة المناسبة، ثم تقطع حسب الشكل الموسوم، ثم تشوى لتصبح قطعاً فخارية، ثم تلون هذه القطع لتشوى مرة أخرى، وتصبح موزاييك خزف، وأشكّلها على اللوحة لتكون وحدة متكاملة مكونة على الخشب أو الزجاج، وتربط بأرضية لون معين».

من أعمالها الفنية

وعما أضافته إلى هذا الفن، والصعوبات التي تواجه نشره، أضافت: «قليل من الفنانين اليوم يهتمون بهذا الفن، مع أنه جزء مهم من حضارتنا وعمارتنا السورية، أظن أن السبب يعود إلى ارتفاع تكلفة صناعة اللوحة الواحدة. وحالياً لا يوجد معهد يعلّم الطلاب هذا الفن بعد إلغاء قسم تعليم الخزف من كلية الفنون الجميلة، مع أنه فنّ تزيين البيوت الدمشقية، وفي كل عملية تنقيب لا بد أن تُكتشف قطع من الفخار أو الخزف المشوي أو المطلي، فهذا الفن خالد ولديه صفة الديمومة. لقد حرصت دائماً خلال مسيرتي الفنية أن أطور عملي كفنانة، وأطور طريقة الطرح والأفكار والأسلوب ونضج الخبرة والتجربة الفنية، كي لا أكرر نفسي، والمهم الانتقال من مرحلة إلى أخرى».

والتقينا "هيما مخللاتي" الطالبة في معهد الفنون، التي قالت: «أحبّ الفنون التشكيلية والتطبيقية، وأعجبت بلوحات الفنانة "سناء فريد"، والرسومات والألوان الزاهية المستخدمة التي تحاكي الطبيعة، وأكثر لوحة توقفت عندها موزاييك المرايا والخزف، فقد أدخلت الدهشة والسرور إلى قلبي، وخاصة هذه القطع الصغيرة التي تتجمع لتشكل وحدة لونية متكاملة على أرضيات مختلفة، وأتمنى تعلّم هذا الفن الذي يتميز بالصبر والدقة والمهارة».

من لوحاتها

يذكر أن الفنانة "سناء فريد" من مواليد "دمشق"، حيّ "الصالحية"، وهي عضو باتحاد الفنانين التشكيليين منذ عام 1992، شاركت بالعديد من المعارض الفردية والجماعية داخل "سورية" وخارجها.