بخطوط ريشته وعمق ألوانه وتفاصيل لوحاته، استطاع التشكيلي "خلدون بوحمدان" أن يعبّر في لوحات واقعية عن المعاناة والآلام الإنسانية، فوضع بصمته الخاصة بأعمال متنوعة من الأكريليك والزيتي.

الملخص: بخطوط ريشته وعمق ألوانه وتفاصيل لوحاته، استطاع التشكيلي "خلدون بوحمدان" أن يعبّر في لوحات واقعية عن المعاناة والآلام الإنسانية، فوضع بصمته الخاصة بأعمال متنوعة من الأكريليك والزيتي.

"خلدون" من الشباب الصاعدين في مساحة المشهد التشكيلي السوري، حيث يعتمد البيان بتوضيح الفكرة التي تدور في ذاكرته ليوقد هذه المسائل التي تحرض بخياله ويجسّدها عبر ألوانه وريشته بطريقته الخاصة، فهو من الشباب الواعدين الذين قدموا تجربة تعتمد محاكاة الإنسانية والواقع، إضافة إلى أنه ملون جميل امتلك الأشياء التي تخدم الذات المتصاعدة داخل اللوحة، فالألوان الحارة التي يستخدمها شفق روحه الحساسة التي يجسد من خلالها أفكاره وهواجسه، فهو يعنى بالهمّ الوطني والإحساس بالآخرين ومعاناتهم التي جسّدها في العديد من أعماله الفنية

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان التشكيلي "خلدون بوحمدان" بتاريخ 2 شباط 2019، ليحدثنا عن مسيرته الفنية قائلاً: «الفن موهبة ترافق الفنان منذ الصغر، وهو تعبير عن الحياة بكل أبعادها، ويتخذ هذا التعبير شتى أنواع الفنون، وللرسم متعته الخاصة التي رافقتني منذ الصغر، فعندما كنت بعمر الحادية عشرة بدأت الرسم بالألوان الخشبية، وقد شاركت بالعديد من المعارض المدرسية وتصميم مجلات الحائط المدرسية، وقد لاقت أعمالي إعجاب المدرسين في المدرسة وأصدقائي الذين دعموني، فبدأت تطوير موهبتي بالالتحاق بدورات المراكز الثقافية والاطلاع على الأعمال الفنية من خلال زيارة المعارض، وبعد الثانوية تقدمت إلى فحص القبول لكلية الفنون الجميلة، لكن الحظ لم يحالفني، لكن حلم الفن بقي يراودني؛ فبدأت دراسة الفن في مركز "أدهم إسماعيل" للفنون الجميلة بـ"دمشق"، الذي جعل مني أكثر امتلاكاً للأدوات والأسلوب في الفن، حيث صقلت موهبتي أكثر وتعرفت إلى المذاهب الفنية التي لا غنى عنها لكل فنان حتى يقوم بعملية الإبداع، ورسمت أول لوحة خشبية بالزيتي (بورتريه) لـ"نابليون بونابرت"، كما رسمت المناظر الطبيعية و(البورتريهات)، وفي عام 1995 شاركت بمعرض بمركز "أدهم إسماعيل"، وبعد دراستي للفنون والمدارس الفنية بدأت أستخدم كل أدواتي في سبيل إظهار تجاربي العاطفية والقيم الإنسانية الكامنة في داخلي لإظهارها بعمل فني يلامس الواقع بكل تفاصيله، فبلوحاتي أهتم بالعناصر الأساسية للموضوع ومن غير المهم أن نصور الرموز والعناصر التي لا تضيف أي شيء لصياغة اللوحة الفنية، فالمهم الإنسان ومضمونه؛ إذ إننا نعيش حالة درامية بسبب الصراع مع الزمن، فالعمل الناجح لا بد من أن تتوفر فيه ثلاث صفات: الجمال، والعقلانية، والانفعالية».

من أعماله الفنية بعنوان: "أحزان"

وعن أعماله الفنية قال: «الفن هو رؤية وقراءة الفنان للواقع المجتمعي بطريقة جديدة ومبتكرة، تجمع بين الترابط الفكري والثقافي وخيال الفنان، فمن خلال أعمالي أحاول جاهداً الوصول إلى تشكيلات فنية تجسد إحساسي وتعكس ما في داخلي من مكنونات وذكريات ومشاهد وأفكار لأترجمها إلى عمل فني يحمل في طياته قيمة وبعداً إنسانياً، فمعظم لوحاتي رسمت بلغة تعبيرية خاصة تواكب الواقع والمعاناة الإنسانية في ظل سنوات الأزمة، وأحببت جميع المدارس الفنية، ولكل منها تأثيرها الخاص، لكنني حالياً وجدت نفسي في المدرسة التعبيرية، فالرسم وسيلتي للتعبير عن مكنوناتي عبر ألواني وخطوطي، وتصوير كل ما يحيط بنا بطريقة أجمل وأرقى، من خلال رؤيتي المختلفة للواقع، إضافة إلى أن اللوحة تعكس ثقافة المجتمع بكل أبعاده، فكلما ازداد تطور مجتمع من المجتمعات وأصبح أرقى سلوكياً وفكرياً، ازداد اهتمامه باللوحة، وهي بالنسبة لي تمثل تحدياً يجب الفوز به من خلال النجاح في إيصال الفكرة إلى المشاهد بطريقة مبتكرة ومميزة لتنقل ثقافة ومفاهيم المجتمعات عبر الزمن، فالفن يعدّ أساس وركيزة كل الحضارات التي مازلنا نشاهد آثارها وأوابدها حتى الآن».

وعن دلالات اللون، أضاف: «اللون رسالة فنية يستطيع الفنان من خلالها التعبير عن هواجسه وانفعالاته، وله دلالات واضحة في أعمالي، وأعبّر من خلاله عن الحالة المحسوسة، فاختياري للألوان منوط باختيار اللوحة التي أريد رسمها، فاللون الأصفر أعبّر به عن التعب والإرهاق أو المرض، وعن التعبير عن الغضب الداخلي والظلم الذي يلحق بالإنسانية كالحروب والدمار أستخدم اللون الأحمر، أما اللون الأزرق، فيعبر عن الفضاء الواسع الذي يعيش فيه الإنسان بهدوء وسكينة، فبالألوان يستطيع الفنان أن يقرب فكرة اللوحة إلى المشاهد؛ وهو ما يجعل المتلقي يلامس تفاصيل اللوحة بكل خطوطها ومعانيها، إضافة إلى أنني أرسم لوحاتي بألوان واضحة وقوية، فلا أحاول أن أدمج بين الألوان كثيراً، حيث أفضّل أن أضع اللون من دون دمجه مع غيره ليكون صريحاً وواضحاً».

إحدى لوحاته الفنية

أمين سرّ اتحاد نقابة الفنانين التشكيليين "أنور الرحبي"، قال عنه: «"خلدون" من الشباب الصاعدين في مساحة المشهد التشكيلي السوري، حيث يعتمد البيان بتوضيح الفكرة التي تدور في ذاكرته ليوقد هذه المسائل التي تحرض بخياله ويجسّدها عبر ألوانه وريشته بطريقته الخاصة، فهو من الشباب الواعدين الذين قدموا تجربة تعتمد محاكاة الإنسانية والواقع، إضافة إلى أنه ملون جميل امتلك الأشياء التي تخدم الذات المتصاعدة داخل اللوحة، فالألوان الحارة التي يستخدمها شفق روحه الحساسة التي يجسد من خلالها أفكاره وهواجسه، فهو يعنى بالهمّ الوطني والإحساس بالآخرين ومعاناتهم التي جسّدها في العديد من أعماله الفنية».

يذكر، أن التشكيلي "خلدون بوحمدان" من مواليد "دمشق"، عام 1969، مقيم في "جرمانا". شارك في العديد من المعارض الفنية.

من أعماله التشكيلية والحروفية