أحبَّ آلة البزق، وتمعّن في دراستها أكاديمياً، فأراد أن يبعدها عن الأفكار التقليدية المرتبطة بأوتارها، وذلك عن طريق مشروع موسيقي مختصّ بهذه الآلة يعد الأول من نوعه عربياً، فكان مشروع "ثمان ايتودات احترافية للبزق" للموسيقي "كنان أبو عقل".

مدونةُ وطن "eSyria" تواصلت وبتاريخ 3 آب 2019 مع الموسيقي "كنان أبو عقل" ليحدثنا حول مشروعه بالقول: «بدأت فكرة المشروع من فترة دراستي في المعهد العالي للموسيقا الذي تخرجت منه باختصاص "بزق" بدرجة ممتاز، وبحكم دراسة مواد موسيقية أكاديمية مدة 5 سنوات لاحظت أنّ معظم المواد هي لآلات غير "البزق"، وتم تعديلها لتتناسب مع طبيعته، وأهم هذه المواد هي "الايتودات"، أو ما يعني الدراسات التي تهتم بتكنيك العازف، لهذا بدأت أفكر بإعداد مشروع مختص بهذه الآلة من قبل عازفي "البزق"، أو الآلات القريبة منه، لفهم قدرات الآلة ومساعدة العازف على الانتقال نحو مرحلة الاحتراف، وبعدها تمّ الحصول على منحة مالية من الصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق" الموجود في "لبنان" مكنتني من البدء الفعلي بتنفيذ المشروع، فتواصلت مع المؤلفين لكتابة أعمال جديدة تصبّ في الفكرة ذاتها وهم: الأستاذ الراحل "إياد عثمان" الذي حصلت منه على أول عمل مكتوب لـ "البزق" قبل رحيله، وهذا ما دفعني إلى إهداء المشروع لروحه، ولشعور المسؤولية الذي زرعه في داخلي تجاه آلة "البزق"، كما تواصلت مع الأستاذ "كمال سكيكر" المعروف بتجاربه الغنية على صعيد الآلات العربية، والتشكيلات الصغيرة، وقدم لي عملاً تحت اسم "بياتي"، والأستاذ "مالك وهب" الذي تعاونت معه في عملين، الأول تحت عنوان "تريمولو"، والثاني هو دراسة كونتربوانية للرش، وهو ما يعد شيئاً جديداً كلياً بالنسبة لآلة "البزق"، كما تعاونت في قطعة مع المؤلف "عامر علي" الذي يتميز بتجاربه الجديدة القريبة لنمط الموسيقا الإلكترونية، وحمل العمل اسم "جين دا"، والعملان الأخيران قمت أنا بكتابتهما وحاولت من خلالهما أن أكون قريباً لنمط "البزق" العربي الشعبي لكن بطريقة أكاديمية، ووضعها بقوالب كلاسيكية مثل "الروندو" الذي يعود إلى الفترات الكلاسيكية الغربية».

بعد التمرين على المقطوعات مدة 6 أشهر، تمّ تسجيلها في استديو احترافي عن طريق المهندس "حاتم سعدو الذيب"، وبعدها تمّ تصوير هذه الأعمال على طريقة الفيديو من قبل "عبد العزيز شويكي"، في أكثر من مكان ضمن مدينة "دمشق"، بما يتناسب مع طبيعة كل عمل، وأيضاً صمم "حمزة حريري" غلاف الكتاب والألبوم، وتمّت طباعة الكتاب في دار "رسلان" للطباعة والنشر

ويكمل: «بعد التمرين على المقطوعات مدة 6 أشهر، تمّ تسجيلها في استديو احترافي عن طريق المهندس "حاتم سعدو الذيب"، وبعدها تمّ تصوير هذه الأعمال على طريقة الفيديو من قبل "عبد العزيز شويكي"، في أكثر من مكان ضمن مدينة "دمشق"، بما يتناسب مع طبيعة كل عمل، وأيضاً صمم "حمزة حريري" غلاف الكتاب والألبوم، وتمّت طباعة الكتاب في دار "رسلان" للطباعة والنشر».

الكتاب الخاص بالمشروع

وعن أهمية المشروع بالنسبة لمشواره الموسيقي قال: «لأنّ مشروعي الأول كان هذا الألبوم، فهذا الأمر أعطاني دافعاً كبيراً لأقدم فيما بعد الأفضل دائماً، خاصة بعد الاستفادة من ملاحظات أساتذتي في المعهد، وآراء العازفين السوريين والعرب، كما أنّ حصول المشروع على منحة الصندوق العربي رغم وجود أسماء على مستوى الوطن العربي تنافسني جعلني أثق بأهمية المشروع على الصعيد المحلي والعربي، وأنا أطمح لإخراج "البزق" من النمطية التقليدية بوضع منهاج جديد لطلابي الذين أدرسهم في عدة معاهد سورية كمعهد "صلحي الوادي"، وغيره».

المايسترو "كمال سكيكر" بدوره يقول حول أهمية المشروع: «إنّ المنهج أساس لكل متدرب، والآلات العربية بشكل خاص تفتقر للمناهج المدروسة التي توصل المتدرب إلى المستويات المطلوبة، ومن هنا تأتي أهمية ما فعله الموسيقي "كنان أبو عقل" عبر تأليف تمارين لآلة "البزق"، فهذه الآلة ككل الآلات العربية تفتقر للتمارين المكتوبة لها بشكل خاص، وكلي أمل أن أرى مناهجاً تعليميةً للآلات العربية وليس كتمارين احترافية فقط، وهنا يأتي دور العازفين المهرة في نقل خبراتهم للأجيال القادمة عبر مناهج تدريبية متدرجة توصل لأعلى المستويات».

القرص الخاص بالمشروع

يذكر أنّ الموسيقي "كنان أبو عقل" من مواليد "دمشق"، عام 1994، خريج المعهد العالي للموسيقا، يدرّس "البزق" في عدة معاهد موسيقية سورية.

المايسترو "كمال سكيكر"