أبدعت "راما البرشة" في ميادين الموسيقا، حيثُ ارتبط اسمها في اجتهادها بالعزف على آلة الفيولا وتغيير الصورة النمطية للموسيقا، وببحثها الدائم واستخراج ما تسمعه من ألحان متميّزة على هذه الآلة بهدف تحويلها إلى كتابةٍ موسيقية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع العازفة "راما البرشة" بتاريخ 22 آب 2019، وتحدثت عن البدايات في تعلم العزف على آلة الفيولا قائلة: «بدأت بتعلم الموسيقا بعمر الخمس سنوات على يد الفنان "نذير حنانا"، ثمّ انتقلت إلى معهد "صلحي الوادي"، ودرست على يد عدد من الخبراء الروس منهم الموسيقي "كيريل أنسيموف"، والموسيقيون السوريون مثل "أندريه معلولي"، الذين كان لهم الفضل في تعلمي والغوص أكثر في عالم الموسيقا عزفاً وسماعاً لها، وقررت دون تخطيط سنة بعد سنة الاستمرار في هذا المجال، واخترت الفيولا لتكون أنيساً ورفيقاً لي، ولحسن الحظ كان هناك تشجيع كبير من عائلتي، فبالنسبة لهم دراستي للموسيقا وسيلة للوصول للدراسة الأكاديمية، لأنّه من المعروف أنّ كل عمل له التزام معين، وكذلك الموسيقا ولا سيّما أنّني أعمل بشكل متواصل في البحث عن المزيد من التقنيات التي تكسر الجمود والنمطية من خلال مهاراتي التي اكتسبتها أولاً، ومن خلال لقائي العديد من الشخصيات الفنية الذين يطورون خبرتي الموسيقية المنعكسة إيجاباً في أدائي على المسرح».

تعلمت "راما" العزف في صفي لمدة عام في السنة الأخيرة لها بالمعهد العالي للموسيقا، هي إنسانة ملتزمة جداً وجديّة في الدراسة والعمل وأثناء التدريب وخلال الأمسية، نشيطة وطموحة وحققت نتائج جيدة بوقت سريع لأنّ لديها طاقة كبيرة للعزف مهما كان كم العمل الموسيقي كبيراً، وأعتقد أنّ بوسعها أن تتطور أكثر مع الوقت، كانت طالبتي وهي الآن زميلتي تعمل وبشكل حقيقي على إيجاد بصمة خاصة لها في العزف

تابعت "راما" في حديثها عن أسباب اختيارها للفيولا تحديداً، وعن العروض التي شاركت بها في عدة بلدان قائلة: «بعد التحاقي بالمعهد العالي للموسيقا، اكتشفت عدة أمور تقنية وسماعية لم أكن ألاحظها قبل في الفيولا، وخاصة بعد تجربتي العزف على آلة الكمان مدة خمس سنوات بمساعدة كلّ من الموسيقيين "مروان أبو جهجاه"، و"مثنى العلي"، لأنّ الفيولا تختلف في صوتها وخامتها عدا عن اختلافها في الحجم، ولها دفٌّ خاص ورخم مميّز، وكان قراري سريعاً حينها بالتعلم عليها عوضاً عن آلة الكمان، أحبّ أن أسميها بيتي وصوتي، فأنا وآلتي متشابهتان ومن خلالها أستطيع التعبير عن كل ما أشعر به، وأنتمي إليه، وتزين ألحانها كل مكان، هي كيان بحد ذاته، وتحاكي خلجات النفس لأنّها مفعمة بالحياة والمرونة، شاركت بعدة حفلات من أهمها مشاركتي في حفل "زياد الرحباني" في "لبنان"، وشاركت في عدة أعمال فنية أنتجها الموسيقار "إياد الريماوي" سابقاً، وأحييت الكثير من الامسيات مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، والفرقة الوطنية للموسيقا العربية في "سورية" وخارجها، إضافة إلى عزفي مع أوركسترا "ماري" النسائية، وأوركسترا "أورفيوس"، كما أقمت عدة ورشات عمل موسيقية مهمة في كل من "دمشق"، "الأردن"، "روسيا"، " إيطاليا"، و"كرواتيا"، ولديّ مشروع خاص بتعريف الجمهور المحبّ للموسيقا بمدى أهمية وجمالية آلة الفيولا وقدراتها على عزف كل الألحان، وتشاركها مع جميع الآلات، بدأ المشروع بشكل أكثر إبداعي وتفرد أثناء ظهوري بحفل ثنائي على مسرح دار "الأسد" للثقافة والفنون بمشاركة صديقتي وشريكتي عازفة الكمان "نورا صليبي"، وذلك في عام 2016، والعمل الثاني كان في عام 2018 حيث تشرفنا بمشاركة المايسترو "ميساك باغبودريان" على آلة البيانو».

مع زياد الرحباني

الموسيقي "مروان أبو جهجاه" تحدث عن رأيه بعزف الفنانة "راما البرشة" بالقول: «تعلمت "راما" العزف في صفي لمدة عام في السنة الأخيرة لها بالمعهد العالي للموسيقا، هي إنسانة ملتزمة جداً وجديّة في الدراسة والعمل وأثناء التدريب وخلال الأمسية، نشيطة وطموحة وحققت نتائج جيدة بوقت سريع لأنّ لديها طاقة كبيرة للعزف مهما كان كم العمل الموسيقي كبيراً، وأعتقد أنّ بوسعها أن تتطور أكثر مع الوقت، كانت طالبتي وهي الآن زميلتي تعمل وبشكل حقيقي على إيجاد بصمة خاصة لها في العزف».

أما زميل الدراسة والعمل العازف "جورج موسى" تحدث بدوره عن "راما" من خلال معرفته بها منذ سنوات بالقول: «نحن زملاء في الموسيقى منذ أن كنا بعمر الست سنوات، والتقينا حينها في معهد "صلحي الوادي" وعملياً في الدفعة نفسها وذات الصف، برامجنا كانت وما زالت مشتركة، وكذلك أعمالنا حتى هذا اليوم، ونتشارك تقريباً في كل المناسبات، ونشجع بعضنا على العزف يومياً مع أنّ كلّاً منا له أسلوب خاص تفرد به لاحقاً، 90% من الأمسيات نكون موجودين سويةً مع بقية أعضاء الفرقة، وحقيقة لدينا شغف واحد هو الموسيقا لأنّنا نمتلك سوية روح عمل موحدة، والتشاركية برأيي هي أيضاً مفتاح للنجاح، وتنتج نوعاً من الراحة بين كل المشاركين».

خلال فعالية لمنتدى المرأة القيادية

يذكر أنّ العازفة "راما البرشة" من مواليد "دمشق" 1992 تخرجت من المعهد العالي للموسيقا عام 2015.

مشاركتها في إحدى الحفلات الموسيقية