أحب الآلات الإيقاعية، ودفعه شغفه بها إلى التعرف عليها، واختيار الأقرب إليه منها، ودراستها بشكل أكاديمي في المعهد العالي للموسيقا في "دمشق"، فارتبط بآلة "الدرامز" التي رافقته في مسارح وحفلات متنوعة، وأنماط موسيقية مختلفة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 4 تشرين الثاني 2019 مع الموسيقي "ميشال خياط" ليتحدث عن بداياته بالقول: «كانت الموسيقا منذ الصغر شغفاً بالنسبة لي، لا أستطيع أن أعتبرها موهبة فقط، فقد بدأت علاقتي معها بشكل خاص مع الإيقاع عندما كنت أشاهد الفرق الكشفية. أحببت جميع الآلات الإيقاعية، وتحديداً "الدرامز"، لكن لم أبدأ بتعلم العزف على هذه الآلة بشكل أكاديمي حتى عمر العشرين، وتحديداً عام 2011 مع العلم أن والداي حاولا توجيهي بفترة الطفولة لتعلم العزف على آلات أخرى كـ "الكمان والبيانو"، لكنني لم أنجذب إلا لآلة "الدرامز"».

كان لي العديد من المشاركات الخارجية، أبرزها مع جوقة "الفرح" في "فرنسا"، وفي "قرطاج"، ومن ثم في "الصين"، وأعتبر كل من هذه التجارب خطوة فريدة من نوعها جعلتني أكتسب معارف وثقافات جديدة، خصوصاً عندما ألتقي بموسيقيين من الخارج

وعن مرحلة الدراسة الأكاديمية تابع القول: «في عام 2012 كانت أول زيارة لي للمعهد العالي للموسيقا في "دمشق"، بفضل الفنان "الياس عبود"، وسرعان ما أصبح بيتي الثاني حتى عام 2015 وهو العام الذي قبلت به في المعهد بعد تحضير دام ثلاث سنوات كوني لم أكن على أي دراية بالموسيقا أكاديمياً قبل ذلك، مع العلم أن المعهد يوفر التعلم على الآلات الايقاعية الكلاسيكية، وليس على آلة "الدرامز"، ولكنه فتح لي آفاقاً جديدة وجعلني أتعرف على اشخاص ملهمين لي موسيقياً وايقاعياً، وبسببه أصبحت أرى الأمور من منظور آخر، فالجو العام يضمن لأي عازف أن يقوم بالتمرين اليومي، لهذا كنت أقضي أغلب أوقاتي فيه، وكان هذا سبب آخر لأحب الموسيقا بشكل عام، والإيقاع بشكل خاص، وهذا ساعدني لأطور مهاراتي خلال فترة قصيرة، ومشاركتي في عام 2017 بورشة عمل مع منظمة مختصة بموسيقا "الجاز" أكد لي أكثر أن "الدرامز" هي آلتي المفضلة».

"ميشال خياط" من إحدى المشاركات الفنية

وأكمل: «‏تأثرت بدايةً بعازف الدرامز "تشارلي آدامز"، وبسببه أحببت الآلة أكثر، وهذا جعلني أتعرف على العديد من العازفين مثل "بودي ريتش"، و"ستيف غاد"، و"لارنيل لويس"، و"نيت سميث"، وآخرين كثر، جميع العازفين الذين سبق ذكرهم هم عازفين "درامز" فقط، وفي "سورية" تأثرت بكل من "الياس عبود"، و"سيمون مريش"، و"عامر دهبر"».

وعن مشاركاته قال: «أولى مشاركاتي كانت مع فرقة "بركومانيا" في حفل بدار الأوبرا بقيادة "سيمون مريش"، وشاركت كعازف ضيف في أوركسترا "ماري" بقيادة الفنان "رعد خلف"، ولي مشاركات أيضاً مع الأوركسترا السيمفونية الوطنية بقيادة "ميساك باغبودريان"، أوركسترا طلاب المعهد العالي للموسيقا بقيادة "آدريه المعلولي"، وأوركسترا الموسيقا العربية بقيادة "عدنان فتح الله"، ومع "رباعي قطب"، و"تشيلي باند"، وجوقة "الفرح"، وحفلات الفنانات "كارمن توكمه جي"، و"ليندا بيطار"، و"ميادة بسيليس"، لكن التجربة الموسيقية الأقرب إلي كانت فرقة "آفرو سيريا"، وهي فرقة مكونة من ثلاثة أشخاص، أنا، والفنان "سيمون مريش"، والعازف الأفريقي "ألفونسو مونيانيزا"، لأنها جعلتني أكتشف النمط الذي أحبه حقاً في الموسيقا، والذي أشعر بالسعادة والاكتفاء عند أدائه؛ وهو "الفانك" الممزوج مع الإيقاعات الأفريقية».

"ميشال خياط" مع الاستاذ "سيمون مريش"

وأردف قائلاً: «كان لي العديد من المشاركات الخارجية، أبرزها مع جوقة "الفرح" في "فرنسا"، وفي "قرطاج"، ومن ثم في "الصين"، وأعتبر كل من هذه التجارب خطوة فريدة من نوعها جعلتني أكتسب معارف وثقافات جديدة، خصوصاً عندما ألتقي بموسيقيين من الخارج».

وعن الصعوبات التي يواجها الموسيقيون قال: «أولى الصعوبات هي الصعوبات المادية بسبب ارتفاع أسعار الآلات الموسيقية الاحترافية، وللأسف لا يوجد مسارح للأنماط المنتشرة بين جيل الشباب كموسيقا "الروك"، و"الجاز"، والأنماط الأخرى، ومن الصعب إيجاد أماكن للتمرين، والحلول برأيي الشخصي هي توفير نواد موسيقية للتمرين، أو التسجيل إن أمكن».

الاستاذ الموسيقي "سيمون مريش"

الموسيقي "سيمون مريش" عنه يقول: «"ميشال" موسيقي موهوب، ويمتلك حساً عالياً، منذ دخوله إلى المعهد لاحظت أنه يمتلك شيئاً مميزاً، وشغفاً إيقاعياً لافتاً، فهو يركز جداً في عمله، ويبذل قصارى جهده ليصل إلى أفضل نتيجة، لديه القدرة على التواجد في الفرقة الموسيقية كمدير لها، ممسكاً إيقاعها بطريقة متناغمة، كما أنه يعزف أكثر من نمط موسيقي».

ويكمل: «أخلاقه عالية، وينعكس ذلك على التزامه بمواعيد البروفات، والاهتمام بآلته، ويتأكد من كل تفاصيلها قبل أن يبدأ بالعزف عليها، لذلك عندما يعزف يؤدي بالشكل الصحيح. لقد تعاونا في فرقة مكونة من ثلاثة موسيقيين تدعى "آفرو سيريا"، ومعنا عازف أفريقي، فشكلنا مزيجاً بين الموسيقا الشرقية والأفريقية، وأيضاً كان لنا تعاوناً في أوركسترا "ماري"».

يذكر أن "ميشال خياط" من مواليد "دمشق" عام 1991.