برع الفنّان الراحل "حسن دكاك" في أداء الأدوار المختلفة في الدراما التلفزيونية والسينما معتمداً على قدرته العالية في التشخيص الذي وصل حدَّ الاندماج الكامل وذلك عبر أداءٍ صادقٍ بعيداً عن التصنع والافتعال، فحقق شعبيةً واسعة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 تشرين الثاني 2019 الفنان "جوان حسو" في مجمع "دمر الثقافي" الذي عمل مع "دكاك" ضمن المسرح الحر، وتحدث قائلاً: «لم يأتِ الفنان "حسن دكاك" إلى عالم الفن صدفة، بل كان مولعاً بالتمثيل منذ بداية شبابه، وبدأ مشواره الفني بمهرجانات منظمة "الشبيبة"، لينتقل بعدها أثناء دراسته للحقوق إلى المسرح الجامعي وقدّم من خلاله بعض العناوين العالمية المهمة، وعندما تخرج من جامعة "دمشق"، عمل في مهنة المحاماة لوهلة وعاد مسرعاً إلى المكان الذي أحبّه وهو فضاء الفن، وانتسب إلى نقابة الفنانين السوريين عام 1982، نستطيع القول إنّ "دكاك" بدأ من السينما من خلال فيلم "الحدود" عام 1984 للكبيرين "محمد الماغوط" و"دريد لحام" عندما لعب دور جندي على الحدود، وفي العام ذاته شارك أيضاً في فيلم "أحلام المدينة" للمخرج "محمد ملص"».

تأخرت نجومية "حسن دكاك" في الدراما التلفزيونية نوعاً ما إلى عام 1995 مع مسلسل "الدغري" بشخصية الشيخ "بدر" وحينها أعجب "ياسر العظمة" بأدائه المتميز، وقرر أن يشاركه في سلسلة "مرايا" وأدى فيها أدواراً مختلفة ومتنوعة وحقق شعبية واسعة، كونه طرح هموم الناس بشتى شرائحها، ومن ثم تتالت عليه الأدوار بعدد كبير من المسلسلات وقدم من خلالها أجمل الشخصيات وأصعبها

وأضاف "حسو": «تأخرت نجومية "حسن دكاك" في الدراما التلفزيونية نوعاً ما إلى عام 1995 مع مسلسل "الدغري" بشخصية الشيخ "بدر" وحينها أعجب "ياسر العظمة" بأدائه المتميز، وقرر أن يشاركه في سلسلة "مرايا" وأدى فيها أدواراً مختلفة ومتنوعة وحقق شعبية واسعة، كونه طرح هموم الناس بشتى شرائحها، ومن ثم تتالت عليه الأدوار بعدد كبير من المسلسلات وقدم من خلالها أجمل الشخصيات وأصعبها».

من أعماله الشامية

وتابع "حسو" حديثه قائلاً: «تعرفت عليه خلال انتسابي إلى المسرح "الحر" إبان إدارته لهذه المؤسسة، كان قريباً من الناس، يسمع أحاديثهم ومشاكلهم، صادقاً مع كل من حوله، حدثته يوماً عن الصعوبات التي تواجهني لتحقيق مرادي في عالم الفن، قال لي حينها بأنه لا مستحيل أمام الإنسان ما دام يسعى ويجتهد، كلنا واجهنا عقبات وأنا مثلاً واجهت موقف أهلي من الفن وعشت ببيئة فقيرة، وعملت بالكثير من المهن منذ صغري، منها مهنة (الفرّان)، ولذلك أعدُّ شخصية "أبو بشير" في مسلسل "باب الحارة" الأقرب إلى قلبي».

"عبد عيسى"، باحث ومتابع للدراما السورية، قال: «أغلب الشخصيات التي قدمها "حسن دكاك" جاءت لطيفة ومحبوبة، تشبه حياته العامة، حيث كان محبوباً من أصدقائه وزملائه، وأتى نجاحه وشعبيته نتيجة عشقه لمهنته التي يعدّها جزءاً من روحه، وأصبح يعرفه الصغير قبل الكبير على امتداد الوطن العربي، ولا يستطيع أحد أن ينكر بصمته الواضحة على الفن السوري في مجال المسرح والسينما والتلفزيون، لأنه لم يقبل أي دور دون دراسته بدقة متناهية فقد عدّ الفن مسؤولية كبرى أمام المشاهد والمجتمع بشكل عام».

في فيلم الحدود

تابع "عيسى": «أرى أنّ ما حققه "دكاك" من نجاحات في الدراما جاءت نتيجة عمله في المسرح منذ يفاعته، وهو لم يفارق أبو الفنون أبداً، حيث قدم فيما بعد العديد من الأعمال المسرحية مثل (المفتش العام، السمرمر، المهرج...) لمصلحة المسرح القومي، وأيضاً دخل عالم الأطفال بعدد من العروض منها "مدرسة العجائب" مع أسرة مسرح الطفل في "اللاذقية" الذي أسسته مجموعة من سيدات المجتمع السوري والذي يُعنى بالطفل في النواحي الثقافية والترفيهية، وحينها كرم "دكاك" من قبلها».

يشار إلى أنّ "حسن دكاك" من مواليد "دمشق" عام 1956، قدم خلال مسيرته عدداً لا يحصى من المسلسلات منها "هوى بحري، أخوة التراب، عودة غوار، ياقوت، آخر أيام التوت، حمام القيشاني، ليالي الصالحية، الزعيم، الدبور، رجال العز...."، وفي السينما "كفرون، وقائع العام المقبل، سحاب، الليل، آه يابحر..."، وفي المسرح "العصفورة السعيدة، صانع المطر، قاضي وادي الزيتون، رؤى سيمون ماشار..". توفي في "دمشق" تموز عام 2011، تاركاً خلفه إرثاً فنياً كبيراً.

بدور فلاح