تناقض في رقتها خشونة الخشب وصلابته، وتنافس أعتى التجار، فتستورد الخشب وتحوله إلى قطع من الأثاث ملأى بالحياة، مستفيدة من دراستها في هندسة الديكور موائمة بين رغبتها في العمل وبين تجارة زوجها لتدخل السوق من أوسع أبوابه مثبتة أنه لا فرق بين الرجل والمرأة فالبقاء للأفضل.

موقع eDamascus التقى المهندسة "ربى عبود راجحة" رئيسة لجنة سيدات أعمال غرفة تجارة ريف دمشق وكان الحوار التالي:

  • دائماً يقف المجتمع في وجه المرأة الناجحة ليحاول الإثبات أنها بدأت بأموال الزوج، أو أنها بدأت مشوارها التجاري في شركة عائلية، ما رأيك بهذه المقولات، وما الأنسب للمرأة برأيك عندما تفكر بالعمل التجاري؟
  • ** استفادة المرأة من أموال الزوج أو العائلة ليس عيباً، فلماذا يجب أن تجد المرأة نفسها محاصرة لكي تنجح، ألا يأتي النجاح إلا بجلد نفسها بمئة حاجز؟ أنا لا أميز بين انطلاقة رجل أو امرأة، فالاستفادة من مال الزوج أو العائلة ليس حراماً أو عيباً، والدليل على ذلك أن الكثير من الصناعيين والتجار يبدؤون بأموال آبائهم.

    وإن لم يقف بجانبي أبي أو زوجي أو أخي فمن إذاً سيقف بجانبي؟ وإن كانت البداية من الصفر فذلك أمر الله وعندها ستحاول المرأة أن تجمع المال بنفسها وسيكون رأسمالها دون مساعدة أحد، أما أن يكون لدى زوجي المال، أو أسرتي وأبحث عن المال وحدي فهذا ليس منطقيا، ثم إن التجارة شطارة، وليست حكراً على رجل أو امرأة.

  • أنت لا تفرقين بالنجاح بين رجل وامرأة، قد يكون زوجك أو أسرتك فلا تمييز أيضا بهذا الموضوع، ولكن التمييز موجود في السوق، فكيف يتعامل معك تجار السوق، وهل تشعرين بهذا التمييز؟
  • ** بالتأكيد أشعر بهذا التمييز، فتعامل التجار معك على أنك امرأة يختلف عن تعاملهم مع بعضهم بعضا، ولكن عندما تثبت المرأة وجودها في السوق، يصبح الكل يحسب لها الحساب والكل يحترمها، فعندما بدأت بمشروعي تعرضت للحرب، وبدأ فضولهم يحثهم ليعرفوا من يقف ورائي.

  • دائما يخشى التاجر منافسة المرأة، لماذا ومتى يكون ذلك؟
  • ** التاجر شخص ذكي، وهو لا يخاف من امرأة تدخل السوق. ولكن ربما خوف التاجر من المنافسة لكوني دخلت المهنة عن دراسة وعرفت من أين آتي بأفكاري وبدأت بثقة وهم يخافونني لأنني بالأساس كنت أعمل كمستوردة وهذا يعني بأنني أعرف كيف أتسوق.

    أنا لم أتطفل على السوق فقد بدأت خطوة خطوة والسعر الرخيص يخوف أصحاب التجارة المماثلة لكونها دراستي سيكون تصميمها مختلفاً أيضاً.

  • دراسة الجدوى الاقتصادية لأي مشروع سواء أكان تجاريا أم صناعيا، لم تدخل بعد في ثقافتنا المحلية في حين أنها من أوليات وأبجديات أي مشروع في الخارج، وأنت من الأشخاص الذين يؤمنون بضرورة إجراء مثل هذه الدراسة، فما أهميتها برأيك، ولماذا برأيك لا يهتم بها التجار والصناعيون؟
  • ** أنا أراها أهم خطوة في المشروع فعلى أساسها سيعرف التاجر وجهته فهي توضح له مسيرة رأس المال وإلى أين سيؤول ربحا أو خسارة. وكيف يستطيع أن يحول الخسارة إلى إلى ربح من خلال إجراء التعديلات على خطة العمل.

    من يبدأ عمله التجاري دون دراسة جدوى اقتصادية هو شخص ينقصه الكثير من الذكاء، فهذه الدراسة بمثابة دليل عمل أو مرشد، وأهم ما تقدمه دراسة الجدوى معرفة الزبائن الذين سنتوجه إليهم والسعر المناسب. إضافة إلى معرفة السوق ومن المنافس وما قدرة المعمل وإمكانية التصدير وحال السوق. معظم التجار والصناعيين من الجيل السابق لا يأبهون بهذه الدراسة وجدواها لأن الأعمال انتقلت إليهم بالوراثة.

  • هل هذا معناه أن جيل التجار الحالي يهتم بهذه الدراسة وواع لثقافتها؟
  • ** بالتأكيد، اليوم معظم الجيل الحالي من التجار وأصحاب الأعمال هم ممن حصلوا على درجات علمية عالية في عالم الأعمال، وحتى لو كانت المهنة متوارثة من العائلة إلا أنهم يصبغونها بصبغة علمية صحيحة، ويدركون أهمية العلم بالتجارة وبالتالي يغدو التاجر الشاب صاحب علم وخبرة معاً.

  • كيف ترين تطور معطيات واقع العمل التجاري اليوم؟
  • ** هو واقع جيد ومتطور، فكما قلت لك وجود جيل جديد من التجار الشباب وحزمة القوانين الجديدة التي تواكب تطور حزمة القوانين المصرفية أتاح تنوعا في السوق ما ساهم في خلق رؤية جدية للتاجر بالنسبة للعمل. إضافة إلى التسهيلات التي فتحت أمام العمل التجاري كلها أصبحت تسهل عمل التاجر وتعطيه فرصة الاختيار.

  • دائما هناك شكوى من أصحاب العمل بعدم توافر اليد العاملة، وبالمقابل توضح الأرقام الصادرة ارتفاعا في أعداد العاطلين عن العمل، هل تعانين من نقص الكوادر العاملة؟
  • ** أنا لا أصدق أن نسب البطالة عندنا مرتفعة، لدينا كسل من قبل هذه العمالة. فصاحب العمل يعمل على تدريب العمالة لديه وبمجرد حصولهم على الخبرة ينتقلون إلى معمل آخر حاملين معهم أسرار العمل.

    الأستاذ "عدنان النن" رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة ريف دمشق ذكر أن المهندسة "ربى راجحة" من سيدات الأعمال اللواتي أثبتن جدارتهن في عالم الأعمال وهي نموذج فريد للمرأة القادرة على الإبداع والعطاء جنباً إلى جنب مع الرجل. وغدت أيضاً عضواً هاماً في مجلس سيدات أعمال ريف دمشق حتى ترأسته.

    من الجدير بالذكر أن المهندسة "ربى عبود راجحة" عضو مجلس إدارة غرفة تجارة ريف دمشق، رئيسة لجنة سيدات الأعمال في الغرفة مدير عام قسم المفروشات- شركة راجحة ميكا، صناعة وتجارة المفروشات الحديثة وموادها.