تمكّنت التربوية "سميرة الحمصي" بخبرتها الزراعية المتواضعة وسعيها إلى خلق تجربة تميزها كفرد منتج، من تأسيس مشروعها المنزلي الذي يؤمن لها الحصول على نباتات صحية وطازجة، ويوفر عليها عناء الشراء من الأسواق.

خبرتها الزراعية المتواضعة دفعتها إلى تخصيص جزء من منزلها الصغير لتأسيس مشروعها الزراعي المتواضع، حيث أضافت إلى مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 نيسان 2016: «بدأت علاقتي مع المزروعات منذ الطفولة، حيث كنا نقطن ببيت دمشقي في منطقة "باب توما"، وهو ككل البيوت الدمشقية القديمة مملوء بالنباتات، كذلك كنا نقوم باستمرار بزيارة مزرعة جدي المملوءة بالفاكهة والمزروعات المتنوعة بمنطقة "عين ترما"، إضافة إلى حبي للمزروعات فلا أستطيع رؤية بيتي من دون النباتات، وكنت كلما استقريت بمنزل جديد أحاول أن يكون عندي عدد من النباتات المنزلية وأعتني بها دائماً».

استطعت توفير الكثير من الخضراوات النظيفة والطازجة وذات الطعم المميز لأفراد أسرتي، كما وفرت مبلغاً كنا سنشتري فيه هذه الخضراوات، إضافة إلى شعوري بالسعادة لأنني نجحت بتنفيذ تجربتي، واستفدت بأقصى ما أستطيع من زوايا المنزل

وعن حكايتها مع الزراعة في منزلها تتابع: «بدأت التجربة منذ عامين، حيث قمت بزراعة البقدونس والبصل الأخضر على سطح منزلي بخزانات الماء البلاستيكية المهملة، وهذه كانت فكرة زوجي بعد أن كنت أقوم بالزراعة في صناديق الخضار المصنوعة من الفلين، قمنا بقص الخزان قسمين، وبعد تنظيفه أحضرنا التربة والبذور وقمت بزراعتها، كما استفدت من بعض الشتلات الزراعية "البقدونس" التي كان قد أحضرها لي أخي من "حماة"، حيث قمت بوضعها بداية بحوض بلاستيكي وضعت فوقه أكياس النايلون والتراب، وزرعت النعناع والبقدونس، ثم قمت بنقلها إلى الخزان البلاستيكي لكون مساحته أكبر».

بعض المزروعات

وعن الصعوبات التي واجهتها تضيف: «اعترض مشروعي الصغير أكثر من مشكلة؛ أهمها الحصول على التراب الصالح للزراعة، فأكثر من مرة كنا نحاول تأمين تراب ونقوم بتنقيته من الحصى والشوائب بمساعدة أختي، وواجهت عدم توفر الماء بكل الأوقات، إضافة إلى ضرورة توفر السماد الحيواني، كذلك مكان المنزل من حيث وجود الشمس، الضوء، والهواء، وعملت جاهدة أن أستفيد من أي ركن يحقق نجاح تجربتي، وقد لاحظت استغراب الجيران من هذه التجربة، وكنت أسمع تعليقاتهم، لكنني أخذتها برحابة صدر لأنهم بدلوا رأيهم عندما وجدوا النتائج».

وعن الفوائد المحققة تقول: «استطعت توفير الكثير من الخضراوات النظيفة والطازجة وذات الطعم المميز لأفراد أسرتي، كما وفرت مبلغاً كنا سنشتري فيه هذه الخضراوات، إضافة إلى شعوري بالسعادة لأنني نجحت بتنفيذ تجربتي، واستفدت بأقصى ما أستطيع من زوايا المنزل».

رويدة حمصي

عن مشاريعها المستقبلية بمجال الزراعة المنزلية تقول: «بالتأكيد لم تقتصر تجربتي بالزراعة على نوع معين، فقد زرعت "البقدونس والبصل والبقلة والكزبرة والنعناع والجرجير"، وحالياً أسعى إلى نجاح تجربتي الجديدة في زراعة "الثوم والبطاطا"، وأستفيد دائماً من خبرة الآخرين؛ ولا سيما لأنني عضو بمجموعة الزراعة العضوية المنزلية، حيث يقدمون لي الإجابات عن كل سؤال يخص زراعتي المنزلية وأقوم بتطبيقه، وحالياً أحاول الاستفادة من قوارير الماء البلاستيكية لزراعة نباتات الزينة، والنتائج مرضية».

وتختتم "سميرة حمصي" حديثها بالقول: «أشجع كل شخص على تنفيذ هذه التجربة لما فيها من متعة نفسية، وهذا ما يتحقق لي وأنا أتعامل مع النباتات التي أزرعها، حيث تربطني معها علاقة حميمة من اللحظة الأولى وحتى جني ما زرعت، وأيضاً هي مجال لتوفير نباتات صحية مروية بماء نظيف، وتوفر مبلغاً من المال، صحيح أن مشروعي لا يمكن أن يحقق لي مورداً مالياً؛ لأنني أقوم بزراعة كمية تكفي للأسرة وغير كافية لبيعها للآخرين».

فاتنة المهنا

المهندسة "فاتنة المهنا" وإحدى جارات "سميرة" قالت: «من البداية قلت إن الأمر صعب، ولم أشجعها لأن ذلك يحتاج إلى وقت، وهناك صعوبات كثيرة، ومع بداية ظهور نتائج المشروع والحصول على المزروعات تغيرت نظرتي، وكنت أشاهد أختها "رويدة" تساهم برعاية النباتات وسقايتها، والأجمل أننا تناولنا أكلة "التبولة" من الخضار الطازجة، وكانت مميزة جداً، يكفي أنها مروية بماء نظيف، وخالية من السماد الكيماوي، وأشجع الجميع على القيام بمثل هذا المشروع».

يذكر أن "سميرة حمصي" من مواليد مدينة "دمشق" عام 1963، تحمل إجازة بالتاريخ، وهي مدرّسة بإحدى ثانويات "دمشق".