اكتشفت موهبتها بمحض المصادفة، وبدأت تتعلم صناعة الشمع من خلال المجهود الذاتي عبر شراء الكتب من الدول المجاورة، ومن خلال المتابعة عبر شبكة الإنترنت، فأخطأت ونجحت في تجاربها الأولى، حتى وجدت طريقها بالخبرة والحب لصنع النجاح والتميز.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 آب 2018، الحرفية "رشا الانكليزي" لتتحدث عن تجربتها بالقول: «أنا أعمل في هذا المجال منذ عشر سنوات، بدأت موهبتي بصناعة الشمع عندما كنت أشاهد برنامجاً على التلفاز، فأعجبت بالموضوع ولفت نظري جداً، وكانت البداية بشراء الكتب في هذا المجال، لأتعلم منها، واشتريت المواد المطلوبة، وبدأت العمل بحب لهذه المهنة».

أنا أعمل في هذا المجال منذ عشر سنوات، بدأت موهبتي بصناعة الشمع عندما كنت أشاهد برنامجاً على التلفاز، فأعجبت بالموضوع ولفت نظري جداً، وكانت البداية بشراء الكتب في هذا المجال، لأتعلم منها، واشتريت المواد المطلوبة، وبدأت العمل بحب لهذه المهنة

وعن طريقة صناعة الشمع قالت: «أصبّ الشمع في القوالب؛ وقد تكون جاهزة، أو أصنعها كما أريد، حيث يصنع القالب من الرمل أو الكرتون الذي يرمى بعدها مباشرة، وقوالب من السيليكون و"البلاستك" المقوى لكونه يتحمل الحرارة، لأن حرارة الشمع عالية و"البلاستك" العادي قد يذوب من الحرارة، وقد يسبب حروقاً؛ لذلك لم أعلمها لأحد من الأولاد خوفاً عليهم».

شمع معطر

وتابعت: «هناك عدة طرائق لصناعة الشمع، وتوجد خطوات أساسية يجب اتباعها، أهمها: يذوّب الشمع عبر الحمام المائي، وعندما يصل إلى درجة حرارة معينة. وقرأت في بعض الكتب أنه يمكن وضع الشمع على النار مباشرة، لكن عند المحترف الذي لا يصل بالشمع إلى درجة الاحتراق، لأنه عند احتراقه ينتج رائحة مؤذية؛ لذلك يجب ألا يتعدى درجة حرارة معينة».

وعن صناعة الشمع الملون والمعطر، قالت: «أضفت الألوان الزيتية، ويمكن أن تخلط مع الشمع ألوان الباستيل والشمعية التي كنا نستعملها عندما كنا صغاراً، لكنها ليست طريقة احترافية، وأضفت العطور عند صناعة الشمع، ويا للأسف، ليس لدينا في "سورية" عطور اختصاصية للشمع، لذلك استعملت عطوراً أساسها زيتية، لكنها لا تستمر مدة زمنية طويلة كما الشمع المعطر الأجنبي، وأستعمل العطور الخفيفة لأن الشمع حساس وناعم، ولا تناسبه العطور الثقيلة».

من أعمالها

وتابعت عن تجاربها الأخرى: «وضعت مرة قشر البرتقال، لكنه احترق في النهاية، وجربت مرة أخرى عطر زهر "اللافندر"، ودائماً أقوم بالتجارب حتى الفتيل يوضع حسب الشمعة؛ فيجب عدم وضع فتيل ثخين لشمعة رفيعة أو العكس، ويجب أن يتناسب الفتيل مع حجم الشمعة وطريقة إشعالها لها، مثلاً يجب عدم إشعال الشمعة لمدة طويلة، فأول مرة تشعل مدة قصيرة، ثم تشعل مدة ثانية، ويجب ألا تتجاوز مدة إضاءتها الثلاث ساعات؛ لأنها ستذوب بسرعة، كل هذه المعلومات من التجربة؛ فهي أكبر معلم».

وعن الصعوبات قالت: «لدينا في السوق أنواع محدودة من الشموع، أما في الخارج فتوجد أنواع مختلفة منها، كما للصابون أنواع مختلفة كذلك للشمع، أما في "سورية" فلا توجد قوالب خاصة للشمع أو سوق لبيعه أو عطور خاصة مناسبة له، وعلى الرغم من كل الصعوبات المرافقة لها كصناعة، إلا أنها تبقى صناعة مميزة وجميلة».

بيت شمعي للشمعة

والتقينا ربة المنزل "رفيدة سكر"، التي قالت: «أنا أهتم بالتزيين عموماً والشموع على وجه الخصوص، فشكلها والإضاءة والرائحة المنبعثة منها تضفي جواً من الهدوء والسكينة والرومانسية، لذلك أحرص على اقتناء هذه الشموع كلما سمحت لي الفرصة، خاصة إذا كانت صانعته فنانة حقيقية مثل "رشا" التي لديها موهبة في اختيار الأشكال والعطور وحتى طريقة التصنيع».

"ريمة خير الله" إحدى زبونات "رشا"، وتعمل في مجال صناعة الإكسسوارات، قالت: «رأيت منتجاتها في المعرض الذي أقيم مؤخراً في المركز الثقافي بـ"أبو رمانة"، ولفتت نظري الدقة في عملها، واهتمامها بالتفاصيل والنظافة والأناقة، والذوق والفن والجمالية والنعومة، والتقنية المستعملة في القطعة، وروحها المعكوسة في الشمع الذي تصنعه، أحببت عملها جداً، واقتنيت بعض منتجاتها. هي تطور نفسها، وتستفيد من وقتها، وتستعمل الشمع المذاب لصناعته مرة أخرى، وتصنع الشمع بأشكال وألوان محددة حسب رغبة الزبون».

يذكر أن "رشا الانكليزي" من مواليد "دمشق" عام 1969.