يعدّ صابون "الغار" من الصناعات التقليدية التي دخلت التراث السوري، من حيث الملكية والخصوصية، والعلاقة بالذاكرة الشعبية، وهذا العام تمّ إنتاج أكبر لوح صابون في العالم بوزن يزيد على نصف طنّ.

حول علاقة الصابون بالتراث وأهمية عرضه في الفعاليات الاقتصادية، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 أيلول 2018، التقت التاجر "محمد يسوف" أحد المساهمين في نشر صناعة صابون "الغار" بمدينة "حلب"، وبيّن قائلاً: «تعدّ مهنة صناعة صابون "الغار" بالنسبة لنا مهنة الأهل، وقد توارثناها عن الأجداد، حيث دخل في التراث العملي والتقليدي بوضوح، وحصل هذا المنتج على قيمة وميزة اجتماعية واقتصادية، وتميزت مدينة "حلب" به، وبات يمثل حيزاً من التراث المادي، وصار جزءاً من العادات والتقاليد الحلبية، وانتشرت ماركة صابون "الغار" في العالم العربي، ونتيجة الظروف الراهنة والمعاناة خلال السنوات السابقة، وما جرى من تخريب وتدمير في البنية التحتية لهذا العمل، وما خلفته من معاناة اقتصادية وصعوبة توفير المواد الأولية، عملنا على تفعيل زيادة الطاقة الإنتاجية لمادة الصابون؛ حيث أدخلنا خطوط إنتاج جديدة، بغية تلبية احتياجات السوق المحلي وتصدير الإنتاج إلى بعض الدول المجاورة، إذ تم العمل على تسويق وتقديم الصابون المحلي صناعة سورية محلية، الأمر الذي ساهم في استدراج القطع الأجنبي وتوفيره، والأهم أن الصناعة السورية وخاصة صابون "الغار" غزا الأسواق الأوروبية، مثل: "الصين، وألمانيا، وفرنسا، وتايوان، وأندونيسيا"، حتى باتت زوجة السفير "الأندونيسي" وكيلة شركة "قدح" لصناعة الصابون في "جاكرتا"».

لقد باتت صناعة صابون "الغار" بالنسبة لنا أكثر من مجرد منتج، ودخلت في عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا، وأصبحت تكريساً وتجسيداً لمفهوم العلاقة التبادلية بين المحافظات السورية وخاصة المناطق الشرقية "الرقة، ودير الزور، والحسكة"، على الرغم من أننا نقلنا أعمالنا الصناعية من "حلب" بعد المعاناة التي تعرضنا لها إلى أماكن في مدنية "طرطوس" ليتم تفعيل إنتاجنا بروح التجديد والتحديث المطلوب دائماً من السوري المعطاء المحافظ على تراثه وصناعة الأهل والأجداد، وهذه الصناعة التي نفخر بها ما دمنا أحياء

وأضاف التاجر "محمد يسوف": «لعل التغيير والتطوير بات مطلباً من مطالب التجدد في الحياة، ونحن عملنا لتسويق الإنتاج ولإثبات أهمية الصناعة الوطنية السورية، فقمنا بتصنيع أكبر لوح صابون في العالم ليدخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية بوزنه الأكبر، حيث ناف وزن لوح صابون "الغار" المصنع عن خمسمئة وستين كيلو غراماً، وكان هذا التصنيع عربون عمل ووفاء لـ"هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة"، التي عرضت فعالياتها الاقتصادية ضمن دورة معرض "دمشق الدولي" الستين، والمتمثلة في مديرها العام الأستاذ "إيهاب اسمندر" الذي عمل على ربط الإنتاج في جميع المحافظات. وتعدّ مشاركتنا في هذه التظاهرة الاقتصادية المهمة في تاريخ "سورية" جزءاً من عمر زاد على ستين عاماً من تقديم الصناعة السورية لمنتجاتها من خلال أجنحة معرض "دمشق الدولي"، وتلاقحها مع الصناعات العالمية والعربية، إذ استطعنا عبر التأكيد على ماركة "قدح" لصناعة الصابون التعريف بالمنتج السوري، وعليه بات صابون "الغار" يغزو الاسواق بآلاف الأطنان وخاصة في "العراق" الشقيق الذي بات يستهلك أكبر كمية منتجة لدينا، وبدورنا نسعى إلى تحسين الجودة وتفعيلها من حيث استخدام الزيوت الصافية، كزيت الزيتون على سبيل المثال، وبعض المواد المعطرة والمنكهة التي تساهم في استقطاب الزبون وتوسيع رقعة تسويقه في العديد من الأماكن العامة؛ ليعرف العالم أن الصناعة السورية فخر العالم العربي والأجنبي».

محمد يسوف أمام المنتج

وأشار أحد أحفاد المؤسس لصناعة صابون "الغار" من "حلب" الشهباء "محمد براق قداح" بالقول: «لقد باتت صناعة صابون "الغار" بالنسبة لنا أكثر من مجرد منتج، ودخلت في عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا، وأصبحت تكريساً وتجسيداً لمفهوم العلاقة التبادلية بين المحافظات السورية وخاصة المناطق الشرقية "الرقة، ودير الزور، والحسكة"، على الرغم من أننا نقلنا أعمالنا الصناعية من "حلب" بعد المعاناة التي تعرضنا لها إلى أماكن في مدنية "طرطوس" ليتم تفعيل إنتاجنا بروح التجديد والتحديث المطلوب دائماً من السوري المعطاء المحافظ على تراثه وصناعة الأهل والأجداد، وهذه الصناعة التي نفخر بها ما دمنا أحياء».

محمد براق قدح
أكبر لوح صابون غار في العالم