بشغفها الكبير بعالم تصميم الأزياء، ورغبتها الحقيقية بتحقيق حلمها، استطاعت مصممة الأزياء "انستازيا غنام" أن تعزز موهبتها بالدراسة الأكاديمية، واتباع دورات اختصاصية في هذا المجال، لتكون أسلوبها الخاص، الذي أصبح محط اختيار الكثيرات من النجمات.

مدونة وطن "eSyria" التقتها في مكان عملها، بتاريخ 27 شباط 2019، وعن موهبتها تقول: «أحببت الرسم منذ الصغر، لكنني لمست ميلي إلى عالم تصميم الأزياء في مرحلة الدراسة الثانوية، وأردت أن أعمل في هذا المجال، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية درست الصيدلة نزولاً عند رغبة الأهل في جامعة "القلمون"، وأثناء الدراسة استعنت باستمرار بكتب تعليم التصميم والرسم، وأردت بعد التخرج والحصول على الشهادة العمل في المجال الذي أحبه، ودخلت "المعهد العالمي لتصميم الأزياء" "أسمود"، وتخرجت فيه عام 2015، وحاولت تطوير نفسي أكثر من خلال الالتحاق بدورات مختصة بتعليم تصميم الأزياء لمدة عام كامل، وأردت أن أعوض الوقت الذي فاتني أثناء دراستي الجامعية، وبعد التدريب افتتحت عام 2016 عملي الخاص، وما زلت أحرص على حضور دورات مختصة بهذا المجال لأطور نفسي باستمرار، وأطلع على خطوط الدُّرَجة "الموضة" المتجددة».

عام 2017 شاركت مع مجموعة "مسايا" بعرض أزياء جماعي أقيم في "شيراتون دمشق"، استمر لمدة ثلاثة أيام، قدمت فيه مجموعتي الصيفية، وفي عام 2018 شاركت بعرض أزياء أقامه "المعهد العالمي لتصميم الأزياء"، "إسمود" في خان "أسعد باشا"، بعد توقف دام سبع سنوات بسبب الحرب، حيث تمت دعوتي مع أربعة مصممين آخرين من الخريجين المميزين، وشاركت بأربعة فساتين من المجموعة الشتوية

وعن مراحل تصميم الفستان، تقول: «أولى المراحل تبدأ مع الفكرة، عندما نريد تصميم أي قطعة أو مجموعة، يجب أن نتبع نمطاً، أو فكرة معينة، ونراعي ما هو دارج من الموضة، ثم نرسم التصاميم المستوحاة من الفكرة الأساسية، التي تعبر عنها، ثم ننتقل إلى اختيار الأقمشة المناسبة، التي تكون في مرحلة وسط بين الرسم والتصميم، والمرحلة الأخيرة هي التنفيذ، حيث نتبع طريقة (البترون)، وأقوم بتنفيذ القطعة من الألف إلى الياء في ورشتي الخاصة، بمساعدة فريق العمل، لأنني درست التفصيل والتصميم، وأستوحي التصاميم باستمرار من شخصية الزبونة، أحب أن أعرفها أكثر عن قرب، وأتحدث معها، لأصمم لها الفستان الذي يشبهها من الداخل، ويعبّر عن شخصيتها، حتى تكون هي والفستان كياناً مكتاملاً، وهذا الموضوع يكون أساسياً بوجه خاص في فساتين الزفاف، وأحرص دوماً على مساعدة الزبونة على اختيار ما يناسبها من خلال نظرتي الخاصة، مع مراعاة النمط الذي اعتادته، فبعض الزبونات لا يتمتعن بجرأة كافية لتغيير أسلوبهن في ارتداء الأزياء».

أثناء العمل

وفيما يتعلق بأسلوبها العصري، تقول: «أفضّل أن تكون تصاميمي مفعمة بالأنوثة، بإضافة لمسة راقية، مع عدم المبالغة في إبراز جسد المرأة، أحب إضافة الورود، والأشكال المنحنية، واستخدام الألوان الهادئة، كاللون الزهري، والأقمشة الرقيقة المطرزة مع (شك) بسيط ليضيف لمعة بسيطة، كأقمشة (الساتان)، و(الشيفون)، و(التول) التي تعكس نعومة المرأة، إضافةً إلى فساتين بالأحجام الكبيرة، لتصبح القطع شبيهة بتلك التي ترتديها أميرات القصص العالمية، وأبتعد عن استخدام الزوايا الحادة في التصاميم، لأنني أشعر بأنها تقيد إبداعي، على سبيل المثال أفضّل الزخارف النباتية أكثر من الهندسية».

وعن مشاركاتها بعروض الأزياء، تقول: «عام 2017 شاركت مع مجموعة "مسايا" بعرض أزياء جماعي أقيم في "شيراتون دمشق"، استمر لمدة ثلاثة أيام، قدمت فيه مجموعتي الصيفية، وفي عام 2018 شاركت بعرض أزياء أقامه "المعهد العالمي لتصميم الأزياء"، "إسمود" في خان "أسعد باشا"، بعد توقف دام سبع سنوات بسبب الحرب، حيث تمت دعوتي مع أربعة مصممين آخرين من الخريجين المميزين، وشاركت بأربعة فساتين من المجموعة الشتوية».

الإعلامية "رابعة الزيات" ترتدي من تصاميمها

وعن متعة العمل في تصميم أزياء النجمات، تقول: «ارتدت من تصاميمي كل من: "شكران مرتجى"، "رابعة الزيات"، "رنا ريشة"، "ألمى كفارنة"، "روعة السعدي"، وغيرهن، وشعرت في هذا العمل بمتعة كبيرة على الرغم من صعوبته، فعند تصميم فستان "رابعة الزيات" -على سبيل المثال- تابعت طريقتها المميزة في ارتداء الفساتين، واختياراتها الراقية، وكانت الحلقة التي ستقدمها في "دمشق"، خان "أسعد باشا"، وأردت أن أصمم قطعة تناسب المكان وتلفت النظر، وتناسب أسلوبها الخاص، وبالفعل أحبّت الفستان، وكنت المصممة السورية الوحيدة التي ارتدت من تصاميمها، وكذلك فستان "شكران مرتجى" الذي ارتدته في حفل تكريم الراحل "ملحم بركات"، الذي كان من الفساتين الأيقونية التي لا تنسى، وحقق لي نجاحاً كبيراً، فالتعامل مع النجمات يحتاج إلى اهتمام أكبر لكون الملايين سيشاهدونهم عبر الشاشات؛ وهو ما يستدعي الانتباه إلى التفاصيل، كالطول، والحجم، والخياطة المناسبة».

من جهتها "ريم العامر" إحدى زبوناتها، تقول: «تعرفت إلى "انستازيا" قبل سنتين، كانت تجربتي معها من أحلى التجارب؛ لأنها إنسانة مثقفة، تتمتع بأفق ومساحات إبداعية، وبحكم دراستي كمهندسة عمارة، لمست الذوق والفن اللذين تعمل بهما، صممت لي فستان زفافي، ومنذ اللقاء الأول معها انسجمنا، وأصبحنا صديقتين، نتناقش بالفستان المناسب، وتعطيني أفكاراً مميزة، خصوصاً أنها تحاول أن تستوحي التصميم من شخصية الزبونة، ومن خلال الحديث عرفت النمط، أو الفستان الذي أحلم به، وبعملها المتقن حوّلت الفكرة من رسم على الورق "سكتش" إلى إبداع ملموس. تتميز تصاميمها بالاهتمام بالتفاصيل، والذوق الرفيع الذي لا يشبه ذوق غيرها من المصممين، تصاميمها عصرية، تناسب كل الأعمار، وخطوطها بالقماش أنيقة، ارتديت قطعتين من تصميمها، أهمها فستان زفافي الذي استغرق تصميمه الكثير من الوقت والجهد، وحقق الرضا المطلوب».

من عرض أزياء 2018

بدورها "ريم قزاز" مصمّمة أزياء ومدرّسة في "المعهد العالمي لتصميم الأزياء" "إسمود"، تقول: «أعرفها منذ عام 2012، كنا أصدقاء في المعهد، وكانت في سنتها الدراسية الأولى، وأنا في الثالثة، وبعد تخرجي دعيت للتدريس في المعهد، وبقيت علاقة الصداقة والعمل بالتدريس تجمعنا، هي عاشقة لتصميم الأزياء، وعلى الرغم من دراستها للصيدلة، إلا أنها رغبت بأن تدعم موهبتها بالدراسة الأكاديمية في المعهد لتحقق حلمها في هذا المجال، وهذا يدل على مدى حبها وشغفها بالتصميم، أسلوبها أوروبي بسيط، بعيد عما هو متوفر في السوق؛ وهو ما جعلها تتميز عن باقي المصممين، لتلبية أذواق الأشخاص الذين يفضلون البساطة في التصاميم، وفي الوقت نفسه تجمع تصاميمها بين الأناقة ومواكبة الموضة، كما تتميز باختيارها للأقمشة الجذابة والفريدة».

يذكر، أن مصمّمة الأزياء "انستازيا غنام"، عاشت ودرست وتعمل في "دمشق"، ومن مواليد "إدلب"، عام 1988.