بموهبة فنية، وقدرة كبيرة على الإبداع، استطاعت "منى صباغ" أن تطور قدراتها في تصميم القطع الفنية ذاتياً، وتجسّد الأشخاص في مجسّمات من مادة "الفوم"، وتحقق الأفكار المطلوبة من الأزياء في مسرح الطفل، إلى جانب ذوقها العالي في صنع الإكسسوارات، وزينة الحلويات.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 11 آذار 2019، وعن موهبتها تقول: «لمست ميلي إلى المجال الفني مذ كنت بالمرحلة الابتدائية، حيث كنت دائماً من المتفوقين في الرسم بمسابقات "الرواد" على مستوى "دمشق"، وكنت أشارك برسم اللوحات الجدارية للمدرسة، كما كان لدي ميل إلى تصميم الأزياء، فكنت أقضي الساعات الطويلة بتصميم وتنفيذ ملابس للدمى، دخلت في هذا المجال بدافع من الموهبة والحب الدائم للإبداع، حيث تخرّجت في كلية الفنون الجميلة بجامعة "دمشق" عام 2002، ولم أكتفِ بالدراسة الأكاديمية، وبدأت العمل على التطوير الذاتي من خلال شغفي بتعلّم مختلف أنواع الفنون والمهارات، عبر البحث المتواصل في مواقع التواصل الاجتماعي، ومحاولاتي المستمرة بإنجاز وتجريب معظم أنواع الفنون، وبدأت العمل رسمياً منذ عام 2014 مع تصميم الإكسسوارات، ثم اتجهت إلى الديكور، فقمت بتنفيذ الديكور لأكثر من مدرسة، إضافة إلى عملي كمدرّسة لقسم الإبداع والابتكار في إحدى المدارس».

تعرفت إليها منذ أربعة أشهر تقريباً، في عمل مسرحي اسمه "قيقب"، يروي قصة بذور ورحلة نموها، والمصاعب التي مرت بها، وفي النهاية انتشت وكبرت، وهي قصة عن الطفولة والمخاطر التي تتعرض لها، أبدعت "منى" فيها من ناحية الديكور والأزياء، استطاعت أن تجسد الفكرة بأبسط الوسائل وحسّ فني عالٍ، كما التزمت بالوقت، وكانت متعاونة جداً

وفيما يتعلق بإبداعها في المجسّمات تقول: «بدأت العمل في مجال تصميم مجسّمات "الفوم" في نهاية عام 2018، وجاءت الفكرة عندما أردت أن أهدي ابني مجسّماً له على هيئة طبيب لتشجيعه على دخول كلية الطب التي طالما حلم بها، ولاقت استحساناً وتشجيعاً كبيراً من متابعي أعمالي على "الفيسبوك"، وبدأ الزبائن طلبها. أستخدم في صناعة المجسمات مادة "الفوم"، حيث أعالجها حرارياً لأستطيع السيطرة على الشكل المطلوب، تبدأ الفكرة بإرسال صورة إلى الشخص المطلوب، ثم أقوم بأخذ الملامح الأساسية له، مع حفر اسمه على قاعدة خشبية للكوب، ثم التنفيذ، وصولاً إلى الشكل النهائي المشابه للشخص من حيث الملامح والملابس والمهنة».

مجسّم من "الفوم"

وعن تجربتها مع مسرح الطفل، تقول: «في نهاية عام 2018، قمت بتصميم وتنفيذ ديكور وملابس الشخصيات لمسرحية أطفال في جمعية "الندى"، وكانت عبارة عن غابة وجذع شجرة ضخم مصنوع من الورق المعجن، واستخدمت عدة خامات لتنفيذها، والشخصيات بذور النباتات، كالزيتون، والزعرور، والبلوط ، واللوز، والقيقب، والخروب، ثم تتحول هذه البذور إلى شجيرات، وبعدها إلى شجرات مثمرة، واعتمدت في الملابس الإسفنج الذي ساعدني في إعطاء شكل البذور المنتفخ، وتم الإنجاز خلال مدة قياسية، وكانت أول تجربة لي في تصميم أزياء وديكور مسرح الطفل، وبفضل الله لاقت نجاحاً كبيراً، وحالياً أجهّز لعدة مسرحيات مدرسية».

وفيما يتعلق بنشاطاتها المتنوعة، تتابع قائلةً: «شاركت بعدة فعاليات ونوادٍ صيفية للأطفال، ومنها في دور الأيتام، وأنجزنا كمية من الإكسسوارات للمشاركة في بازار ليشعروا بقيمة العمل، كما شاركت بعدة بازارات، وبدأت مشروع تنظيم الحفلات من زينة وتنسيق، وكل تلك التفاصيل، وأنشأت قناة خاصة بأعمالي على "اليوتيوب" بداية عام 2018، وهي قناة تعليمية للأعمال الفنية، وإعادة التدوير، واستغلال خامات البيئة. وأهم أعمالي استخدام الورق المستعمل في عمل أطباق مميزة، وإعادة تدوير سلات الخضار لتصبح صندوقاً أنيقاً، إضافة إلى هوايتي بالتفنن بالمأكولات والحلويات، وأراعي بالطلبات الخاصة ذوق الزبائن إلى حد ما، مع إضافة لمساتي الخاصة، وأعتمد في التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي بوجه عام، حلمي الذي أخطط له وبدأت تنفيذه نوعاً ما لا يقتصر على نجاحي وحدي، بل يتخطى ذلك، إذ أطمح إلى تعليم مختلف أنواع الفنون لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، ليتمكنوا من ملء وقتهم بما هو مفيد، ويحققوا الاكتفاء المادي».

أزياء مسرحية الأطفال من تصميمها

من جهتها "دعاء الدمشقي" إحدى الزبونات، تقول: «تمتاز "منى" بالذوق واللباقة وطيبة القلب، أعرفها منذ خمس سنوات، في كل مناسبة تستوقفني، ألجأ اليها، لا أستطيع الاستغناء عن أناملها المبدعة وأفكارها المتجددة باستمرار، اشتريت منها عدداً كبيراً من القطع الفنية، كما أبدعت بذوقها الرفيع في بعض الحفلات، ابتداء من تصميم الديكور وتوزيع المدعوين، وانتهاء بالهدية المقدمة لصاحب الحفل، تعاملها راقٍ جداً، تتقن جميع التفاصيل، تحب عملها، وتعمل بضمير، وأسعارها منطقية جداً، وليست كباقي المصممات اللواتي يتسابقن للحصول على أتعاب مادية أكبر، تهتم بمصلحة الزبون أكثر منه نفسه، تبحث عن الأدوات غير المكلفة، التي تعطي ذات النتيجة كي لا تحمل الزبون عبئاً مادياً، ويميز قطعها الفنية الاعتناء الكبير بالتفاصيل، والذوق الرفيع باختيار الألوان، إضافة إلى الفكرة الإبداعية التي تضيفها، والتي نسميها باللمسة السحرية، وهذا ما يزيد القطعة جمالاً وتميزاً، عرفت منتجاتها في معرض إبداعي للأطفال، وسأشتري منها لاحقاً، فهي مثال في الدقة والأمانة والصدق».

بدورها "هناء النيازي" المشرف العام على مسرحية صمّمت "منى" ديكورها وأزياءها، وهي استشارية نفسية وتربوية، تقول: «تعرفت إليها منذ أربعة أشهر تقريباً، في عمل مسرحي اسمه "قيقب"، يروي قصة بذور ورحلة نموها، والمصاعب التي مرت بها، وفي النهاية انتشت وكبرت، وهي قصة عن الطفولة والمخاطر التي تتعرض لها، أبدعت "منى" فيها من ناحية الديكور والأزياء، استطاعت أن تجسد الفكرة بأبسط الوسائل وحسّ فني عالٍ، كما التزمت بالوقت، وكانت متعاونة جداً».

تصميم زينة الحفلات

يذكر، أن "منى صباغ" من مواليد "دمشق"، عام 1979.