استطاعت استثمار موهبتها في الطهي، وشغفها بإعداد الطعام في مشروع "المطبخ المنزلي"، وبمواجهة الصعوبات وإتقان الوصفات تمكنت من تطوير عملها، مستفيدة من مواقع التواصل الاجتماعي في تسويق منتجاتها، والمشاركة في العديد من البازارات، لتنال رضا الزبائن وتحقق الشهرة ببعض المأكولات.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع "لين سعد الدين" بتاريخ 21 حزيران 2020 وعن دوافعها لإطلاق مشروع "المطبخ المنزلي" تقول: «بدأت عام 2017 مشروعي الخاص بسبب ظروفنا المادية الصعبة، حيث كان من المفترض أن أسافر مع زوجي للعمل في الخارج، لكننا اضطررنا للبقاء في "دمشق"، وبدأت من الصفر لمساعدة عائلتي وزوجي في ظل الظروف الصعبة، واستطعت تطوير مهاراتي في الطبخ خلال إقامتي في منزل جدتي، حيث كنا ثلاث عائلات في بيت واحد، واستعنت بخبرة والدتي، وبمشاهدة فيديوهات على "يوتيوب"، وتجريب الوصفات بأنواعها، كما أخذت الملاحظات بالحسبان لتحسين العمل، وكنت دوماً أسعى للأفضل، واخترت الطهي لأن أوضاع البلد كانت صعبة في ظل القذائف والحرب، وكان من الأفضل العمل من المنزل، إلى جانب حبي لهذا المجال الذي وجدت أنه من الممكن أن أعمل به مع عائلتي».

"لين" تعمل بحب وتمتاز بطريقة التقديم وبنكهة طعامها المميز، كل الزبائن يفضلون الأصناف التي تقدمها، تعرفت إليها ببداية مشروعها منذ سنوات، وشاركت معي بإحدى بازارات "ألوان سورية"، تتعامل مع الآخرين بكل لطف ومودة، لا تستطيع المشاركة بشكل دائم لأنها متفرغة لابنتها الصغيرة، ومع ذلك تلبي كل الطلبات الخارجية بسرعة وإتقان، شخصياً أحب كل أنواع الطعام الذي تحضره وخاصة (اليلنجي) المشهورة بروعة مذاقها

وعن الصعوبات التي واجهتها تتابع بقولها: «بدعم من قبل زوجي، وجدتي التي وفرت لي المكان، حولت شرفة منزلها إلى مطبخ وبدأت العمل وتلبية طلبات الزبائن رغم الصعوبات التي واجهتها بنقل الأطباق من الشرفة إلى المطبخ والعكس، والحرارة المتغيرة لأني أعمل على الشرفة بين الصيف والشتاء، كما واجهت صعوبات أخرى تتعلق بطريقة التوصيل، توافر الغاز المنزلي، عدم وجود أسعار محددة للمواد الأولية التي أصنع منها الوصفات، أو عدم توافر مواد ذات جودة عالية، لكن استطعت تسويق منتجاتي عبر "السوشال ميديا"، فأسست مجموعة على "فيس بوك" لعرض المأكولات بلغ عدد متابعيها حتى اليوم حوالي خمسة وستين ألف متابع، وأقوم بتلبية طلبات الزبائن عن طريق "واتس أب" أو من خلال تلقي الاتصالات، ويساعدني زوجي في توصيل الطلبات، كما شاركت في العديد من البازارات لتصريف المنتجات».

من المأكولات

وعن الأصناف التي تصنعها تقول: «أقدم جميع أنواع (السواريهات) من (يلنجي، كبة، برك، حراق اصبعو) المناسبة للحفلات وأعياد الميلاد، وفي شهر رمضان يتوفر لدي العديد من المأكولات المجمدة، وحلوى الأعياد مثل المعمول، وجميع المأكولات الشرقية والغربية تقريباً، أحاول تلبية كلّ الأذواق، وأخذت أطور عملي بإنتاج أصناف بمجهود شخصي، أو أطباق محلية وعالمية، وخلال أقل من عام انتقلت لمنزل خاص بي، وأصبح هناك سيدات تساعدنني في العمل، ويبلغ عدد فريق العمل اليوم سبعة أشخاص، ونحاول دوماً توفير شروط النظافة، الاهتمام، والتعقيم».

وتتابع: «مع وجود "كورونا" ازداد اهتمامنا بالنظافة والتعقيم، نعمل ونحن نرتدي القفازات، كما نضع قبعة على الرأس، وأهتم بالعمل كأنني أقدم الطعام لبيتي ولابنتي، كما أعتني بنظافة المكان ككل ما ينعكس على العمل بشكل إيجابي، وبفضل الله لم يتأثر عملي مع وجود أزمة "كورونا" بل على العكس يفضل كثير من الزبائن تناول المأكولات المنزلية عن الجاهزة، ويتميز المطبخ المنزلي الذي أسسته عن غيره بأنني منذ بدأت العمل وضعت هدفاً أمام عيني، ولم أبدأ من فراغ، ووضعت كل شغفي في هذا المشروع، رغم دراستي وتخرجي من كلية "الاقتصاد" قدمت كل شيء بحب، حتى توسع العمل وأصبحنا نشتهر ببعض الأصناف على مستوى مدينة "دمشق"».

"رنا الطباع" منظمة بازارات

بدورها "هزار قشلان" إحدى الزبائن تقول: «تعرفت إلى "لين" من خلال مجموعة على "فيس بوك" تعرض من خلالها منتجاتها، وأبدى العديد من الأشخاص إعجابهم بعملها، وأحببت أن أجرب وصفاتها، وبدأت مع (طبق مشكل) ومنذ ذلك الوقت وأنا أشتري من مأكولاتها، لأنني جربت مطابخ منزلية أخرى لكنها لم تكن بالإتقان نفسه، وبين فترة وأخرى أطلب منها (اليلنجي) المميز، وأخبرت أهلي وأصدقائي عنه، ويلفت نظر الزبون إتقانها لعملها، والدقة في موعد التسليم، إلى جانب اهتمامها بالنظافة، والترتيب الملحوظ، تتميز بتعاملها اللطيف مع الزبائن، كما تقدم لهم هدية مع الطلب، دوماً أشجعها وأدعوا أصدقائي للانضمام إلى مجموعتها على "فيس بوك"، وأجد أن مشروعها ناجح فهو ليس مجرد مشروع لكسب الرزق بل هو بصمة لإنسانة مجتهدة، مميزة، وطموحة».

من جهتها "رنا الطباع" منظمة بازارات تقول: «"لين" تعمل بحب وتمتاز بطريقة التقديم وبنكهة طعامها المميز، كل الزبائن يفضلون الأصناف التي تقدمها، تعرفت إليها ببداية مشروعها منذ سنوات، وشاركت معي بإحدى بازارات "ألوان سورية"، تتعامل مع الآخرين بكل لطف ومودة، لا تستطيع المشاركة بشكل دائم لأنها متفرغة لابنتها الصغيرة، ومع ذلك تلبي كل الطلبات الخارجية بسرعة وإتقان، شخصياً أحب كل أنواع الطعام الذي تحضره وخاصة (اليلنجي) المشهورة بروعة مذاقها».

طاولتها بأحد البازارات

يذكر أنّ "لين سعد الدين" من مواليد "دمشق" عام 1993، حاصلة على إجازة من جامعة "دمشق" كلية الاقتصاد.