الدكتور "خليل عجمي" عمل واجتهد، فكان له الخط المميز كما لكل من درس وتخرّج في المعهد "العالي للعلوم التّطبيقية والتّكنولوجيا"، ولم يكتفِ بكونه درس في المعهد، وإنما تمكن من توسيع أفق تفكيره ليحقق نجاحه في كل عمل تسلّمه وكُلّف به.

التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 شباط 2019، الأستاذ الدكتور "خليل عجمي"، ويقول: «مدينتي "دمشق"، ولدت فيها عام 1968، وتعلمت في مدارسها، حصلت على الثّانوية من مدرسة "الثقفي" عام 1985، وكنت أول من ثبت تسجيله في مركز الدّراسات والبحوث العلميّة؛ لقناعتي بأنه الخيار الأنسب لي، وذلك بما كان لدي من معلومات عنه من الأصدقاء والمعارف، وأنهيت سنوات الدّراسة في "المعهد العالي للعلوم التّطبيقيّة والتكنولوجيا"، قسم المعلوميات، وتخرجت عام 1990، تبعتها سنة تخصص، ثم أربع سنوات عملت خلالها في المركز وضمن مشاريع جميلة، منها ما له علاقة بالمعلوماتيّة والرّوبوتيك، وأخرى مشاريع بيئة وتيارات بحرية، فاكتسبت خبرة عرفت قيمتها وأهميتها مهنياً وعلمياً أثناء دراستي في "فرنسا"، حيث حصلت على الماجستير بموضوع نظم المعلومات، والدّكتواراه بمجال نمذجة نظم المعلوماتية، وبعد الدّراسة أتيحت لي فرصة عمل لمدة عامين تعرفت فيها إلى أساليب العمل والإدارة وكيفية تنظيم العمل في الشّركات الكبيرة، لأعود إلى "سورية" عام 2002».

درّسني الدّكتور "عجمي" في السنوات الاختصاصيّة للهندسة المعلوماتيّة في المعهد "العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا"، وكان المدرّس المختلف لديّ في حضوره وأدائه، فبالنسبة له الطالب هو المدرّس الحقيقي، وينحصر دور الأستاذ في إرشاده على الطرائق والأسس الدّراسية ليس أكثر، ولاحظنا حرصه في الابتعاد عن التّلقين حتى أصبحنا متمكنين في الأخذ من أي مصدر تعليمي سواء كان جامعات خارجية أو مصادر (أونلاين)، وبذلك كانت لي أنا شخصية المهندس التي بُنيت على أسس صحيحة ومتينة

يتابع الدكتور "عجمي" حديثه عن عمله في الوطن، ويقول: «بدأت ولمدة خمس سنوات العمل كباحث ومدرّس في "المعهد العالي للعلوم التّطبيقيّة والتّكنولوجيا"، ثم كُلفت بإدارة مديرية العمل المهنية لتكون لي الخبرة الإداريّة، ثم أخذت فرصتي بإدارة قسم المعلوميات حتى عام 2013، لأنتقل إلى الجامعة الافتراضيّة وأكمل ما بدأته فيها منذ عام 2003؛ حيث كنت مدرّساً، وفي عام 2005 كُلفت بالعمل في أحد برامجها الكبيرة؛ وهو برنامج الإجازة في تقانة المعلومات، فأسست بالتعاون مع فريق الخبراء اللبناني مناهج وآليات التّدريس وبدأنا استقدام الأساتذة، وقد استقطب هذا البرنامج عدداً كبيراً من الطّلاب بفكرته الجديدة في ترقية المعاهد المتوسطة بما كان له من دور في توسيع أفق طلاب هذه المعاهد، ليحصلوا على إجازة بالمعلوماتية التي تحسّن وضعهم المهني».

المهندس عماد قرحيلي

يتابع الدكتور "عجمي" القول: «في المرحلة التي تفرغت فيها للعمل في الجامعة الإفتراضية، عينت نائباً لرئيس الجامعة الافتراضية للشؤون الإدارية، ثم تسلمت رئاسة الجامعة عام 2016، كانت لي مشاركة بإدارة الجانب السّوري لأحد المشاريع الثلاثة للشبكة "الأورو متوسطية للبحث والتّعليم" التّابعة لـ"الاتحاد الأوروبي"، وحدث تواصل كبير مع "الشبكة العربية للبحث والتّعليم"، وربطنا المعهد العالي مع هذه الشبكة؛ فهي شبكة فيزيائية وتقام عليها خدمات لطلاب الجامعات المشتركة فيها. عام 2010، أصبح للمعهد العالي مركز الحسابات العالية الأداء، وهذا المركز كان مفاجأة للأوروبيين، حالياً نعاود التّواصل مع "الشبكة العربية للبحث والتّعليم" لعودة العمل فيها».

حدثنا المهندس "نازار يليان" مدير المعلوماتية في وزارة الاتّصالات والتّقانة عن معرفته بالدكتور "خليل عجمي"، فقال: «عرفته حين كنت طالباً في كلية الهندسة المعلوماتية السّنة الثّالثة، ودرّسني المادة النّظرية (الأتومات) بأسلوبه المميز في الشّرح وإيصال الأفكار، فابتعد بها عن الجفاف الملازم لها، ودعمها بالأمثلة والتّطبيقات العملية والاستنتاجات العلميةّ المبنية على التّجارب التي تمهد سبل التّعامل معها في سوق العمل، وقد كان لأسلوب التدريس هذا عند الدّكتور "عجمي" الدّور الكبير في تطوير طريقة التفكير لدينا وسبل التّعامل مع مشكلات المعلوماتيّة التي قد توجهنا في حياتنا العملية، ولا يمكن أن يكون الحديث عن هذه الشّخصيّة إلا كقامة علمية متميزة رسّخت حضورها لدى كل طالب علم ومعرفة».

وفي حديث المهندس "عماد قرحيلي" عن معرفته بالدكتور "خليل عجمي"، يقول: «درّسني الدّكتور "عجمي" في السنوات الاختصاصيّة للهندسة المعلوماتيّة في المعهد "العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا"، وكان المدرّس المختلف لديّ في حضوره وأدائه، فبالنسبة له الطالب هو المدرّس الحقيقي، وينحصر دور الأستاذ في إرشاده على الطرائق والأسس الدّراسية ليس أكثر، ولاحظنا حرصه في الابتعاد عن التّلقين حتى أصبحنا متمكنين في الأخذ من أي مصدر تعليمي سواء كان جامعات خارجية أو مصادر (أونلاين)، وبذلك كانت لي أنا شخصية المهندس التي بُنيت على أسس صحيحة ومتينة».

يتابع المهندس "قرحيلي" ويقول: «تعمقت معرفتي الأكاديمية والاجتماعية بالدكتور بالمدة التي تشاركت معه في تدريس مواد تطبيقات الويب بالجزء العملي بعد التّخرج، وتابعت السّير على خطاه بالعملية التّدريسيّة، وشاركته في تأسيس "نادي المعلوماتية الطّوعي" في المعهد؛ وذلك بهدف نشر المعلوماتية بين جميع الطلاب بأسلوب ترفيهي بعيداً عن التّدريس والعلامات والتّقييمات، فقمنا بعمل دورات تعليمية لآخر تطورات التّكنولوجيا، إضافة إلى ورشات عمل لمواضيع متعددة كنا نختمها بمشاريع تمثل نتاج عمل جماعي بين الطّلاب والمشرفين على النادي بقيادة الدّكتور "خليل"، حيث تسلم في هذه الأثناء وظيفة رئيس قسم المعلوميات بالمعهد، فتسبب بنقلة نوعية؛ من خلال تحفيزه للعمل الجماعي بعيداً عن العمل الفردي».

ما زال الدّكتور "خليل عجمي" يعيش تجربته في الجامعة الافتراضية، ويجتهد بالعمل فيها، ويراها أملاً وبوابة تنفتح "سورية" من خلالها على العالم الثقافي الأكاديمي الخارجي كدولة علم قوية.